موقع متخصص بالشؤون الصينية

البحرية الصينية ليست تهديداً

0

صحيفة شانغهاي دايلي الصينية ـ
رين كي* ـ
ترجمة سامي خليفة ـ خاص بـ “موقع الصين بعيون عربية:
تعززت قوة الصين البحرية يوم الثلاثاء مع بدء حاملة الطائرات لياونينغ رقم ١٦خدمتها الفعلية في (جيش التحرير الشعبى الصينى).
لا يجب النظر الى هذه الخطوة باعتبارها تهديداً جديداً، فالصين تسرّع عملية التكامل مع العالم، وتتشارك في الأفكار والقواعد مع المجتمع الدولي. وقوة الصين المتزايدة تخدم كعامل إيجابي في النظام القائم.
بالتوازي مع التنمية الاقتصادية التي حققتها الصين ، فقد عززت قوتها العسكرية في السنوات الأخيرة، مما  أثار الشك حول ما إذا كان البلد سوف يهدد جيرانه أو يحاول تغيير النظام العالمي.
ومع ذلك، هناك سؤال آخر يجب أن يجد إجابةً عليه أولاً : لماذا لم ينظر إلى حاملات الطائرات البريطانية أو الفرنسية  على أنها تهديدات، في حين أن نشر صواريخ الاتحاد السوفييتي متوسطة المدى في كوبا ضرب العصب الأكثر حساسية  للولايات المتحدة  وتسبب في أزمة؟
منذ فترة طويلة يهيمن على العلاقات الدولية  التفكير الواقعي، الذي ينص على أنه في نظام دولي تسوده الفوضى،  الدول ذات السيادة عليها أن تدافع عن أنفسها  من خلال تعزيز القوة الاقتصادية والعسكرية.
وقد أدى ذلك إلى معضلة أمنية  حيث أن محاولة أي دولة العمل لتعزيز أمنها سيؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار وحدوث سباق تسلح.
والواقعية فقط هي التي توضح واقع الأوضاع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في فترة الحرب الباردة
لكن فرنسا وبريطانيا لا تشكلان أي تهديد للولايات المتحدة، كما هو الحال في نظرية البناء، فالهويات والمصالح ليست أساساً موضوعياً في القوى المادية، ولكن نتيجة الأفكار والتفاعل الاجتماعي لهذه الأفكار.
على الرغم من بعض الخلافات الأيديولوجية مع الغرب،  فإن الصين قد انخرطت على نحو متزايد في النظام الدولي من خلال قبول قواعد هذا النظام وتطبيقاتها، بدلاً من محاولة  بناء  نظام جديد، وهي تتفاعل الآن بشكل إيجابي من أجل إحلال السلام  والاستقرار في العالم.
في القضايا العالمية والإقليمية، مثل المحادثات النووية السداسية بشأن برنامج شبه الجزيرة الكورية، والملف النووي الإيراني، واصلت البلاد طرح الحلول السلمية من خلال الحوار.
ومنذ عهد  ماو تسي تونغ الى عهد الرئيس هو جين تاو  كرر القادة الصينيون وعودهم بأن البلاد لن تسعى أبداً إلى الهيمنة  بسبب ازدياد قوتها.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن البلد لا يجبر دول أخرى على قبول عقائده. ولكن بالطبع، الصين، مثل معظم البلدان النامية، تتطلع لنظام دولي أكثر عدلاً ومنطقية.
كما أن القوة العسكرية الصينية المتصاعدة تسهم في إحلال السلام في العالم
حتى الآن، ومنذ كانون الأول/ ديسمبر ٢٠٠٨، ، أرسلت الصين أكثر من 21 ألفاً من قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة ضمن ٣٠ من بعثات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم،  وأرسلت البحرية الصينية اثني عشر من أساطيلها  إلى مياه خليج عدن والمياه الصومالية لمرافقة أكثر من ٤٧٠٠ سفينة صينية وأجنبية، وحمايتها من القراصنة.
في هذه الأثناء، من المكن  للقوى العالمية كسر حلقة القوى الصاعدة التي تشن الحروب ضد النظام الدولي المستقر.
الدروس التاريخية

التاريخ يعيد نفسه، ولكن مع وجود استثناءات، فالقوى الصاعدة والقوى المهيمنة  قد شنت الحروب ضد بعضها البعض في الماضي.
في القرن الماضي، القوى الصاعدة مثل ألمانيا واليابان وروسيا شنت الحروب ضد القوى القائمة، ولكنها هُزمت جميعاً في نهاية المطاف.
ولكنه تم تسجيل استثناء واحد، بين بريطانيا والولايات المتحدة ـ القوة الصاعدة ـ وذلك في الفترة الفاصلة بين القرنين التاسع عشر والعشرين.
علماء السياسة يعتقدون أن أحد الأسباب انه لم تقع اي حرب هو أن الولايات المتحدة وافقت على القواعد والمعايير التي بنتها بريطانيا بدلاً من محاولة  الإطاحة بها. بما أن الصين تتشارك الأفكار مع النظام الدولي القائم، فهذا يعني أن البلاد لديها مصالح  مشتركة مع  العالم. لذلك فإن دخول حاملة طائرات في الخدمة لا يجب أن يُنظر إليه باعتباره خطراً على الأنظمة الإقليمية والعالمية.
*الكاتب هو معلّق في وكالة الصين الجديدة للأنباء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.