موقع متخصص بالشؤون الصينية

منطقة آسيا والمحيط الهادئ لا ينبغي أن تكون ساحة لـ ” صراع الحضارات “

0

apec-map

صحيفة الشعب الصينية:

انتعاش الاقتصاد العالمي هو المفتاح

اجتمع قادة دول آسيا والمحيط الهادي مؤخرا من أجل قمة التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بالي، إندونيسيا تحت عنوان” دينامية آسيا والمحيط الهادئ، المحرك العالمي”. وناقش رؤساء الحكومات تحقيق أهداف بوجور، النمو المستدام والعادل، وغيرها من القضايا الرئيسية الأخرى ذات الصلة بآسيا والمحيط الهادئ. وبالإضافة إلى ذلك، يشعر أكثر من طرف بالقلق آزاء التعامل الاقتصادي العالمي، والنظام التجاري المتعدد الأطراف، الإصلاح الهيكل الاقتصادي وغيرها من القضايا الأخرى. وترتبط هذه القضايا ارتباطا وثيقا باقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

تقع أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم، الولايات المتحدة والصين واليابان في آسيا والمحيط الهادئ المنطقة الأكثر ديناميكية في العالم. وبالمقارنة مع G8 وG20، فإن منظمة الابيك تحتل موقعا محوريا في النشاط الاقتصادي العالمي.

وتحضيرا لاستضافة الصين قمة الابيك في العام المقبل وفي عملية ترويج للاوبيك، عقدت في عشية قمة التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في بالي نشاطا بعنوان ” يوم الصين”، وتوضح الحكومة الصينية مقدما موقفها الايجابي اتجاه توقعات تطوير الابيك ومشاركتها في هذه العملية.

الابيك سوف يلعب دورا فريدا

وفقا للبيانات، يبلغ مجموع عدد سكان دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ 2.7 مليار نسمة، و60% من مجموع الاقتصاد العالمي، وتمثل نحو 50% من إجمالي التجارة العالمية. ومقارنة مع G8، G20، TPP ومنظمات أخرى، إن لمنظمة APEC معنى فريد من نوعه في وجودها في ظل سياق الانتعاش الاقتصادي العالمي اليوم.

يعتقد البروفيسور ليو شيويه تشنغ أستاذ في مركز أبحاث العلاقات الصينية الأمريكية في معهد الصين للدراسات الدولية أن الأزمة المالية والديون الخطيرة التي تعاني منها أوروبا وأمريكا منذ 2008 نقل مركز الاقتصاد العالمي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. لذلك، اكتسب تعزيز التكامل الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتحرير التجارة والاستثمار وتعزيز التعاون الاقتصادي والتقني اهتماما بالغ الأهمية بين أعضاء الابيك. ومع ذلك، فإنه في السنوات الأخيرة، نظمت البلدان التي تقودها أمريكا بنشاط اتفاقية الشراكة الاقتصادية عبر المحيط الهادئ (TPP)، في محاولة لاحتواء الصين . وفي هذا الصدد، قال البروفيسور ليو شيويه تشنغ أن إنشاء أمريكا لـ “اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ”(TPP ) يهدف إلى قيادة أمريكا للتجارة والنظام المالي في آسيا والمحيط الهادئ، واستخدام الاتفاق للحد من مجموعة متنوعة من التكامل الاقتصادي في آسيا، وخاصة الهيمنة على إنشاء منطقة التجارة الحرة في آسيا.

وأشار البروفيسور ليو شيويه تشنغ أيضا إلى أن إطلاق منظمة آسيان مفاوضات جنبا إلى جنب مع الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية(RCEP ) ، اظهر متنافسين جددين في اتفاقية التجارة الحرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما يضعف الجهد الذي يبذله الابيك في إطار إنشاء منطقة التجارة الحرة. ويعتقد ليو شيويه تشنغ أن الشراكة عبر المحيط الهادئ ( TPP ) معيار منطقة التجارة الحرة في القرن 21، وقد تجاوزت في الواقع مستوى التنمية الاقتصادية للبلدان النامية والاستدامة الاجتماعية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في حين أن الابيك من مهما غرضها أو طريقة التشغيل أو المبادئ التوجيهية، وقد اتخذ في الاعتبار مصالح البلدان النامية والمتقدمة التي تؤدي إلى مشاركة متساوية بين بلدان آسيا والمحيط الهادئ.

ويعتقد خه ماو تشون أستاذ في مركز البحوث الدبلوماسية والاقتصادية من جامعة تسينغهوا أن الصين يمكن أن تصبح اكبر دولة تجارية في العالم هذا العام، ولديها ما يكفي من جاذبية وإمكانات السوق، ولا يمكن استبعادها من منظمة الابيك طويلا .

ضرورة تعزيز التكامل الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ

وبالنسبة للتنمية المستقبلية للابيك، يعتقد خه ماو تشون أيضا أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي نظام متعدد وأكثر تحضرا، منصة كبيرة لقيم متنوعة، وينبغي أن تكون نموذج ” التكامل الحضاري” الناجح في العالم، بدلا من أن تتحول إلى ساحة للصراعات الإقليمية و” صدام الحضارات”.

ويعتقد البروفيسور شي يين هونغ أستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة الشعب الصينية أن منظمة الاوبيك تغطي مساحة كبيرة، ومنظمة فضفاضة، ومبادئها والتزاماتها ليست قوية، و موقفها اتجاه القضايا الحساسة غامض جدا، مما بات من الضروري تنفيذ المرونة في الاجتماعات الصغيرة لمعالجة القضايا الجوهرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.