موقع متخصص بالشؤون الصينية

مذبحة الصين تهدد بدوامة عنف في شينجيانغ

0

Police stand near luggages left at the ticket office after a group of armed men attacked people at Kunming railway station, Yunnan province
جريدة ايلاف الالكترونية:
توعدت السلطات الصينية بالرد بقسوة على مذبحة كونمينغ (جنوب غرب الصين) التي تتهم مسلمين اويغوريين بارتكابها الا ان الخبراء يحذرون من الوقوع في دوامة من العنف المتصاعد.

فقد اقدم اشخاص يرتدون ملابس سوداء مساء السبت على قتل 29 شخصا واصابة 130 اخرين طعنا بالسكاكين في محطة قطار كونمينغ عاصمة اقليم يونان ما اثار غضب الحكومة والصينيين الذين صدموا صباح الاحد برؤية جثث الضحايا غارقة في بحر من الدماء.

واقسم مسؤول الامن العام في البلاد مينغ جيانخو لدى وصوله الاحد الى المكان للاشراف على التحقيق ب”توقيع اقصى عقاب على الارهابيين” ودعا الى اتخاذ “اجراءات فاعلة لقمع الانشطة الارهابية العنيفة”.

ومنذ سنوات تتكرر الهجمات بالسكاكين والمتفجرات بصورة منهجية في منطقة شينجيانغ حيث تعيش الاغلبية العظمى من الاقلية الاويغورية، الا انها المرة الاولى التي يقع فيها مثل هذا الاعتداء الواسع النطاق خارج هذه المنطقة، الواقعة شمال غرب الصين، وعلى بعد 1600 كلم من يونان.

وحذر شان وي الباحث في جامعة سنغافورة من ان غضب الصينيين الكبير على هذه الجريمة يمكن ان يبرر في نظر الراي العام حملة قمع واسعة.

وقال ان “الاثر النفسي على الراي العام الصيني سيكون عظيما ويمكن ان يعزز دعم السياسات الصارمة للحكومة”.

وبذلك، يمكن للقادة الصينيين ان يتجاوزوا بكل اطمئنان الانتقادات الدولية التي تاخذ على بكين ممارسة التمييز حيال اقلياتها في شينجيانغ والتيبت او قمع هذه الاقليات.

وكثيرا ما رفض المحللون الغربيون تاكيدات بكين انها تواجه بدورها تهديد الجهاد العالمي.

وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي عندما لقي ثلاثة اويغوريين من اسرة واحدة حتفهم اثناء اقتحامهم بسياراتهم المليئة بصفائح البنزين مدخل “المدينة المحرمة”، ابدى المراقبون شكوكا في الرواية الرسمية التي نسبت الحادث الى “ارهابيين”.

وكانت بكين اطلقت برنامجا استثماريا طموحا في شينجيانغ بعد الصدامات الاثنية في اورومكي عاصمة شينجيانغ التي راح ضحيتها نحو 200 قتيل و1600 جريح عام 2009.

وفي العام التالي بدأت الاموال والمشاريع تتدفق على هذه “المنطقة ذات الحكم الذاتي” الغنية بالثروات الطبيعية. وتم وضع سياسات تمييز ايجابية تجاه الاقليات.

وهكذا حققت شينجيانع نموا بنسبة 11,1% عام 2013 مقابل 7,7% على الصعيد الوطني.

لكن شان وي يرى انه “لا يمكن مع ذلك حل هذه المشاكل في بضع سنوات. ينبغي مواصلة الجهود ربما لعقد او عقدين”.

وتندد منظمات الدفاع عن حقوق الانسان بكون الفوائد الاقتصادية للتنمية يحصل عليها اساسا الهان الذين توافدوا باعداد كبيرة على هذه المنطقة في العقود الاخيرة.

وما يعزز من تهميش الاويغوريين تزايد خضوع الاقتصاد الصيني لقواعد السوق كما يوضح باري سوتمان خبير السياسة الاتنية في الصين في جامعة هونغ كونغ.

وقال سوتمان “لا شك في ان ارباب العمل الهان يمارسون التمييز في شينجيانغ” بحق المسلمين.

واضاف “لا شك ايضا في ان الاسلام المتشدد تصاعد في اسيا الوسطى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي”.

وقال سوتمان “يوجد قوميون علمانيون في شينجيانغ (…) لكن هناك ايضا اوساط استمالتها الافكار الوهابية او السلفية”.

وبدلا من القمع والقهر دعا الباحث الى تكثيف اجراءات التمييز الايجابي والى توسيع الحكم الذاتي الامر الذي سيؤدي بعد حين الى تهدئة التطلعات الانفصالية.

ودعا جين كانرونغ الاستاذ في جامعة رينمين في بكين الى فكرة مضادة: الغاء تسييس قضية الهوية لدى الاويغور وزيادة دمجهم في المجتمع الصيني.

واعتبر كانرونغ انه سيكون في ضوء ذلك على الصين “التشديد اكثر على الواجبات والحقوق المتساوية للمواطنين” وليس على انتمائهم الاثني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.