موقع متخصص بالشؤون الصينية

تحليل اخباري: لماذا تهم الجلستين الصينيتين العالم؟

0

EconomyPower
شبكة الصين:
مع كشف الصين النقاب عن خطة اصلاحات كاسحة في نوفمبر من العام الماضي لانعاش ثاني اكبر اقتصاد في العالم، قال الملياردير الامريكي جيم روجر المؤسس المشارك فى صندوق (كوانتوم)، انه كان يفكر بالهجرة الى الصين بامواله حيث ان “أهم حدث اقتصادي خلال ما يتراوح من 10 الى 20 عاما مقبلة، هو ما حدث فى بكين.

ويتجه اهتمام العالم حاليا نحو الصين حيث تستعد لعقد الجلستين السنويتين الكاملتين للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يوم الاربعاء والمجلس الوطنى للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني غدا الاثنين.

ومن المقرر ان تناقش وتتبنى الجلستين الكاملتين سياسات لتحقيق وعود اصلاحية واسعة النطاق تم اعلانها خلال الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر من العام الماضي. وستعلن القرارات التي صدرت خلال الجلسة الكاملة في نوفمبر، عن اطلاق النسخة الجديدة من تطوير السوق الصيني وهو الامر الذى لا يهم 1.3 مليار مواطن صيني فحسب وانما الشعوب في كافة انحاء العالم.

وتشمل خطة الاصلاح بشكل رئيسى، تأكيد بكين مرة اخرى التزامها باقامة نظام سوق موحد لكن منفتح، منظم وتنافسي، متعهدة بان اللاعبين فى هذا السوق من جميع القطاعات سيكونوا قادرين على الدخول بشكل متكافئ ومشروع للمجالات غير المدرجة على القوائم السلبية، الى جانب الغاء الحماية المحلية والسياسات التفضيلية غير المشروعة والاحتكار.

وعبر تحقيق افضل نتائج من الاقتصاد المدفوع بالسوق، سيطلق ثاني اكبر اقتصاد في العالم العنان لفرص جديدة للاعبين فى السوق في كافة انحاء العالم، وطالما ان الصين تتمتع بتنمية اقتصادية صحية وسليمة، فان العالم لن يسقط في ازمة اقتصادية خطيرة للغاية، حسبما قال هو جيان قوه رئيس الاكاديمية الصينية للتعاون التجاري والاقتصادي مؤخرا في مقابلة مع وكالة انباء الصين ((شينخوا)).

وعلاوة على ذلك، فقد تعهدت بكين بتقليل الحد الادنى لبداية الاستثمارات وتبسيط دخول المستثمرين الاجانب لسوقها، وجعل سياستها الاستثمارية مستقرة وشفافة ومتوقعة، بحسب مصادر رسمية.

وفي خطوة جريئة، تعهدت الصين بانفتاح اكبر فى صناعة المال وتطوير اليات تشكيل سعر الصرف للرنمينبى على اساس السوق وتسريع تحرير نسبة الفائدة وتحويل حساب رأس المال.

ومن خلال تعميق وتوسيع مستوى الانفتاح، ستجعل الصين نفسها مفهومة بشكل اكبر للعالم الخارجي. وسيساعد الانفتاح ايضا على حل الخلافات التجارية بين الصين وشركائها ووضع اساس اكثر عدلا للتجارة البينية، حسبما قال هو.

واضاف الخبير بقوله إن ذلك سييسر بالتأكيد عمل الشركات الاجنبية في الصين.

وفي اشارة الى انه ينبغي ان يكون للسوق دور “حاسم” في تخصيص الموارد، بدلا من الدور “الاساسي” السابق، قال بين هاينمان الباحث بمركز بلفر للشؤون العلمية والدولية في كلية كيندي لشؤون الحكم بجامة هارفارد، إن هذا التحول اللغوى يعد في الحقيقة امرا هاما وربما يكون جذريا.

واشار الى انه سيحسن امكانية توقيع اتفاقية استثمارية ثنائية بين الصين والولايات المتحدة.

وفي الوقت ذاته، اشار محللون الى ان الصين ستتحول من اقتصاد موجهة للتصدير الى اخر موجهة للخدمات والطلب المحلي، وهو امر جيد لاعادة التوازن للاسواق الصينية والعالمية.

وتظهر حقيقة ان اجمالي الناتج المحلي لقطاع الخدمات الصيني تجاوز الصناعات الثانوية في 2013، ان الصين ترتقي باقتصادها، حسبما قال قوه شنغ شيانغ خبير اقتصادي استرالي شهير، واضاف ان ذلك مفيد لتخفيف النزاعات التجارية الدولية ايضا.

ويقول قوه إن ذلك سيحفز شركاء الصين التجاريين على تحسين كياناتهم الصناعية ايضا.

واشار الى انه في طريق التحول، ستحتاج بكين الى استيراد المزيد من المنتجات في مجال مثل الخدمات والتكنولوجيا بدلا من شحنات ضخمة من البضائع غير المعبأة وهو ما سيساعد شركائها التجاريين وعلى سبيل المثال استراليا على ايجاد حل “للمرض الهولندي”، وهو مصطلح يشير الى الاثر ا لمدمر على اقتصاد نتيجة لاستغلال وتصدير الموارد الطبيعية.

وقد لاحظت شركة الخدمات المتخصصة ((كي بي ام جي)) “انه من المحتمل لدرجة كبيرة ان يكون عقد ذهبي اخر في الصين قاب قوسين او ادنى”.

وفي مواجهة التعافي البطيئ للاقتصاد العالمي، تتطلعت العديد من الدول، المتقدمة او النامية، الى حلول عبر اصلاحات.

ويقول الخبراء إنه اذا نجحت الصين في جهودها الاصلاحية، رغم دخولها منطقة المياه العميقة ومواجهتها صعاب هائلة، فربما تفتح عهدا جديدا للفكر الاقتصادي لبقية العالم.

وأضافوا ان هذا هو السبب الذى يجعل الجلستين اللتين يراقب المجتمع الدولي من خلالهما اتجاه وسياسات البلاد، تمثلان أهمية للعالم، حيث ان الدول الاخرى لا تريد ان تجد فى هذه الدولة الاسيوية الشريك التجاري فحسب وانما تريد مثالا جيدا للتعلم منه ايضا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.