موقع متخصص بالشؤون الصينية

ارهاب بخصائص الحرير.. من بيروت الى شنغهاي

0

EmadRizk
موقع الاستشارية اللبناني:
من مدينة شنغهاي – الدكتور عماد رزق:
يتحقق كل يوم “حلم الخلافة “على وقع الضربات الجوية الاميركية في شمال العراق، وما استطاع تحقيقه ابو بكر البغدادي في اشهر عجز عن تحقيقه ابو مصعب الزرقاوي في سنوات، تنظيم الدولة الاسلامية نشأ في ظل الازمة في سوريا وترعرع في ظل الخلافات السياسية في العراق وخرج الى العالمية بقطع رأس الصحفي الاميركي.

10 سنوات من الدمار والقتل والارهاب والتنكيل برؤوس القيادات والجنود والمواطنيين في سوريا والعراق لم تحرك مشاعر الغرب، تمويل الارهاب عبر تصدير النفط ونقله عبر البحار تجارة ممكنة في ظل النظام النقدي العالمي وشروط منظمة التجارة العالمية. لكن من غير المسموح خروج البرنامج عن مشغليه، فهل تكون الحملات الاعلامية الغربية والتدخل العسكري الاميركي في العراق تحويلاً لمسار الصراع في سوريا والعراق، او منعطفاً لتشكيل حلم الدولة الكردية في ظل التسليح المفاجئ لقوات البشمركة والحديث عن اجتياح “داعشي” للمواقع الكردية في شمال العراق وانكفاء “داعش” عن التقدم جنوباً نحو المناطق ذات الاغلبية الشيعية في جنوب العراق.

هل تكون الحرب العسكرية والمواجهات الهدف او تكون الحروب الاقتصادية الاستباقية بخصائص استخباراتية وامنية لانهاء الحلم الصيني بربط مدينة شنغهاي ببيروت برياً او ما اطلق عليه منذ اشهر في الصين “طريق الحرير الجديد”… هل يكون تنظيم “داعش” عدو الصين المؤجل او محرك التبادل الاستراتيجي للمصالح الحيوية بين الحلم الصيني والحلم الاميركي.

في الحقيقة تنظيم “داعش” ليس الا الخطوط الحمراء الجديدة التي ترسمها الحروب المالية والعقوبات الاقتصادية المتبادلة بين الغرب والشرق من جديد، على وقع شعارات فارغة كما جرى عام 2001 والحرب العالمية على الارهاب… لقد توسع الارهاب وزحف شرقاً، فالارهاب يتقدم شرقاً من العراق نحو الجمهورية الاسلامية في ايران على وقع المحادثات النووية مع الغرب، مشهد اقليمي جديد سيرسم الخريطة الجيواستراتيجية للمنطقة الاميركية الوسطى او ما يعرف اليوم بالشرق الاوسط.

فالمقاومة من فلسطين الى لبنان الى سوريا والعراق وافغانستان نجحت في ابعاد الخطر الوجودي مرحلياً، والتحالف الدولي لمواجهة خطر ارهاب “داعش” تحكمه المصالح مما يحول انتصارات اليوم الى مرحلة انتقالية تكتيكية ترسم فيها الولايات المتحدة خارطة انتصاراتها الاستراتيجية بعودتها شريكاً ليس بالشكل انما بالمضمون، خرجت من العراق ولم يوقع الرئيس المالكي معها اتفاقية التعاون الاستراتيجية، عادت من الجو اقوى فخرج الرئيس نوري المالكي.

خارطة طريق رسمتها مراكز الابحاث الغربية للعودة، فهل نشهد مشاريع اميركية طويلة الامد بالمباشر او عبر الحلفاء؟ وهل من علاقة بين تسليح القوات الكردية في شمال العراق وعودة عقارب الساعة الى الوراء لما قبل العام 2003 في الشرق الاوسط.

حيث فشلت الولايات المتحدة الاميركية في تحقيق الاهداف الكبرى عادت لضبط عقارب الساعة وتقليم اظافر “دولة اسلامية” افتراضية ساهمت الفوضى الخلاقة بتوسعها او ما اطلق عليه “الربيع العربي” فيما لعب الاعلام الغربي دور المكبر والمضخم وكرسها اعدام الصحفي الاميركي… مشهد قطع الرؤوس عاد وهدفه الرأي العام الغربي، من ابو مصعب الى ابو بكر، كل مقاومة هي هدف رغم المناورات والمحادثات، فاليوم التالي بعد الاتفاق النووي الاميركي – الايراني لن يكون كما قبله، لانه في  اليوم التالي للاتفاق دولة “اسرائيل اليهودية” تتحضر و”الدولة الاسلامية” تتوسع و”الدولة الكردية” تتشكل… نهاية المفاوضات بالتوقيع او بالاختلاف سيكون مشهد جديد من الفوضى الخلاقة لقطع طريق الحرير البري الجديد في خراسان.

وسيبقى السؤال هل تستطيع منظمة شنغهاي والتي تتحضر بشكل مستمر ومكثف لمواجهة ارهاب زاحف الى اراضي اعضائها وحلفائها،ارهاب بنكهة اسلامية يزحف من بلاد الشام الى القوقاز واقليم شيغيانغ الذاتي الحكم المسلم في الصين… ممر حرير للفوضى الخلاقة، حروب سرية من بيروت الى شنغهاي، ارهاب بخصائص الحرير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.