في الشراكات الاقتصادية الصينية الاردنية
صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح*:
شهدت عمّان مؤخراً تنظيم معرض ضخم، تفرّع الى شقّين وجناحين، لترويج السلع والبضائع الصينية، الثقيلة والخفيفة على حد سواء، وتلك التي تتمتع بإقبال شعبي واسع، وتجد سوقاً استهلاكية متّسعة.
وفي نجاح المعرض، لعب مجلس الأعمال اللبناني الصيني، ورئيسه السيد علي المصري، دوراً رئيسياً وفاعلاً ولافتاً، بخاصة في جذب التجار والاقتصاديين اللبنانيين الى الاردن، وتقديم مختلف التسهيلات إليهم، ليتمكنوا من الوصول الى عمّان بدون صعوبات، ولتيسير أعمالهم وتمتعها بيسر بالغ. وفي مشروع السيد المصري، وهو مشروع مشكور، جعل الاردن مركزاً رئيسياً للاستقطاب التجاري للبنانيين والعرب، في السعي الى علاقة ناجحة ومثمرة مع الصين، ليس على المستوى التجاري والاقتصادي فحسب، بل وفي الحقل الانساني كذلك، لِمَا للتبادلات البشرية الطيبة بين الناس والشعوب من أهمية مركزية ومطلوبة في تنمية العلاقات، وتعزيز التفاهم، فتوسيع مختلف أشكال الصِلات، الناضحة بالإنتاج الشامل على مختلف المستويات.
في الحقيقة، فقد تابعتُ شؤون وشجون ونجاحات المعرض، وجناحيه الاثنين، وقد تمدّدا على فترة زمنية غير قصيرة، تمكن خلالها عدد كبير من ذوي الشأن الاردنيين الإطلاع على المُنتجات الصينية، ونوعيتها الرفيعة والجاذبة، وهي بالطبع أعلى ثمناً وأكثر خدمة وأفضل نوعية. وأضفت الرعاية الرسمية الاردنية والصينية للمعرض، زخماً على زخم، وحوّلته الى محطة جاذبة لجموع المؤمنين بخدمة أوطانهم من خلال الفِعلِ التجاري والاقتصادي، الذي هو العمود الفقري وعِماد المجتمعات وتقاربها الأسهل والطبيعي.
دولة رئيس الوزراء، عبدالله النسور، التقى ممثلي الشركات الصينية التي شاركت في المعرض بجناحيه، كما ورحب بهم وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني. والتقاهم كذلك السفير الصيني قاو يو شينغ، وأشاد الجميع بهمّة المنظمين للمعرض وجهدهم الموصول، وهو المعرض الحادي عشر الذي يُعقد في الاردن للجانب الصيني الصديق، ويرمي الى تطوير بيئة الأعمال والأشغال والتبادلات، وهي سياسة تتماشى مع سياسة قيادتي البلدين الصديقين، وتنسجم مع توجهاتهما، التي تفضي الى مجال أرحب للعلاقات التجارية والاقتصادية، وإعمال العقول في مشاريع جديدة لشرائح المهتمين فيهما، وفي لبنان كذلك.
وفي لقاءاتي مع السيد علي المصري، رئيس مجلس الاعمال اللبناني الصيني، لمست اهتماماً لبنانياً كبيراً بالاردن، في مجال التعاون الاقتصادي، وإيلائه اهتماماً واضحاً بالاردن، كبلد يتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي والجذب، وترحيبه حكومة وشعباً وقطاعات اقتصادية فاعلة بكل نشاط اقتصادي عابر للحدود.
الرئيس علي المصري، بعينه البصيرة والثاقبة، كرجل أعمال كبير يُشار إليه بالبنان في لبنان، يرى أن الاردن بوابة مناسبة للانطلاق الأشمل الى مختلف دول المنطقة العربية، وعمّان موقع لافت للاقتصاديين والتجار العرب، ليجتمعوا فيه بآمانٍ، ويضعوا لبنة فوق لبنة لشراكاتٍ فاعلة مع الجانب الصيني، وبرعاية وتعاون مع مؤسسات أخرى هامة وفاعلة مثل غرفتي التجارة والصناعة، ما جعل المعرض يتّسع الى مشاركة نحو ألف شركة صينية، عاكساُ بالتالي أهميته ومركزيته في المنطقة.