موقع متخصص بالشؤون الصينية

”المظاهرات”.. آخر صيحات الصين في ”التقليد”

0

موقع مصراوي الالكتروني:
الذهب، الهاتف المحمول، البلاستيكات، لعب الأطفال، السجاجيد، النسيج؛ قد لا تتسع الصفحات إلى عدد المنتجات الصينية التي تُصدَر لدول العالم، تتفاوت درجاتها من دولة لأخرى، يجمع بين جزء منها التقليد، تلقى رواجا عند الشعوب المختلفة، فالذهب الصيني مُستخدم كبديل للذهب مرتفع السعر، كذلك أجهزة الهاتف ذات النغمات المرتفعة والشاشات الكبيرة، لا يأبهون كونها ”تقليد” للأصل طالما تؤدي الغرض، لم تتخلص الصين عن أسلوبها في محاكاة الآخرين؛ غير أن الأمر هذه المرة يتعلق بتظاهرات في العاصمة هونج كونج، لتلحق الدولة الصناعية الضخمة بركب الآخرين في صناعة الاحتجاجات.

تظاهرات اندلعت في هونج كونج منذ أيام، طالب القائمون عليها بضرورة إجراء انتخابات ديمقراطية، حيث ارتدى المحتجون نظارات واقية وقبعات بلاستيكية واستعمل كثير منهم المظلات للحماية من رذاذ الفلفل الحارق المستخدم من قبل الشرطة، وقد أسموا الاحتجاجات المتصاعدة بـ”ثورة المظلات”.

تونس، مصر، ليبيا، سوريا، أوكرانيا وأخيرا الصين التي اتبعت خطاهم في الاعتراض على النظام الحاكم، هذه الانتفاضة لم تكن الأولى لها، منذ عام 1911 بدأت تحركات الشعب الصيني ضد السلطة، حيث انتهت الانتفاضة الأولى بإنهاء الملكية في الصين وخلع الإمبراطور عام 1912، هدأت الأمور لفترة قبل أن تشتعل مرة ثانية عام 1927، عندما كانت الصين على حافة ثورة سببها اعتراض الفلاحين على المُلاك وظلمهم، وقاموا بطردهم خارج قراهم وتوزيع الأراضي فيما بينهم، لكن أعلن جزء من الجيش الصيني تضامنه مع الفلاحين منقلبا على قياداته، غير أن ذلك الجيش انقلب أيضا على الثوار فيما بعد وكانت النتيجة هدر دماءهم.

قال ”محمد كمال” أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما يحدث في هونج كونج حاليا أمر متوقع، لأن الصين تعتمد على منطق الحزب الواحد، ولا تسمح بالتعددية، لكن ما سوف يحدث في الفترة القادمة لن يمكن التنبؤ به، غير أن الوضع لا يُنذر بقيام ثورة ”ستكون موجة كبيرة من الاحتجاجات فقط”، كما أن الصين ستحاول الحفاظ على زمام الأمور قدر المستطاع، كي لا تعطي الفرصة للتدخل الأجنبي.

عادت هونج كونج من الحكم البريطاني إلى الصين عام 1997 بموجب صيغة ”دولة واحدة ونظامان”، وأصبح فيها قدر من الحرية أعلى من الموجود بالصين، غير أن العاصمة بكين رفضت الشهر الماضي مطالب مواطني هونج كونج باختيار زعيمهم القادم في الانتخابات بحرية عام 2017 ، حيث تريد بكين أن تقتصر الانتخابات على بعض المرشحين القادمين منها.

السعي للتفاوض مع المحتجين سيكون هو الحل الأمثل للسلطة الحالية، على حد قول أستاذ السياسة، فاستخدام القمع سيؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه، سواء على مستوى رد فعل المتظاهرين أو المجتمع الدولي، أما عدوى التظاهرات فيعتقد ”كمال” أن الأمر يتعلق بالإعلام العالمي ونقله الأخبار المتواترة، لكن في النهاية تتعامل كل دولة ومنطقة مع قضاياها، فلن يتجه شعب لثورة أو تظاهرات إلا إذا كانت أحواله تحتاج لذلك.CHINA-QUAKE-TOLL

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.