موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين في مواجهة “ثورة المظلات”

0

HongKong3

موقع البديل الالكتروني:
شهدت مدينة هونج كونج خلال الأسابيع القليلة الماضية عدة تظاهرات، خرج فيها مئات الآلاف من الأشخاص معظمهم من طلاب الإقليم الداعمين للديمقراطية، ورفعوا شعار “ثورة المظلات”، وطالبوا بمنح إقليم هونج كونج الديمقراطية الكاملة، ليبدأ بذلك ما اصطلح على تسميته بـ”الربيع الصيني”.

تختلف هونج كونج في طبيعتها وممارستها للحياة السياسية عن الصين، فقد كانت مستعمرة بريطانية لفترة 155 عاما، وأرادت بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، إعطاء مزيد من الحكم الذاتي لمستعمراتها، فعارضت الصين هذا القرار مطالبة بالوضع السياسي الراهن، وفي أوائل الثمانينيات، عندما تفاوضت الصين وبريطانيا على الانسحاب، تمت إضافة بندين للاتفاق وهما “دولة واحدة ونظامان” بحيث تظل هونج كونج رأسمالية داخل دولة شيوعية، ومواطنوها يحكمون إقليمهم بأنفسهم.

وفي عام 2013، أعلن بعض المثقفين من أنصار الديمقراطية في هونج كونج أنه سيتم تنظيم مظاهرات حاشدة إذا لم تقم الصين بإصلاح ديمقراطي، وعندما أعلنت السلطات الصينية عن الفكرة الخاصة بوضع لجنة لاختيار المرشحين، في أغسطس الماضي، دفعت المثقفين إلى تنفيذ تهديدهم.

خرج المتظاهرون إلى الشوارع في مشهد يعكس الشعور بالإحباط والغضب واليأس بين المواطنين، وسارعت الشرطة بقمع المحتجين السلميين وألقت القبض على بعض الناشطين، مما أدى إلى تأجيج الوضع، فاحتل المتظاهرون مركز مدينة هونج كونج التي تعد من أهم المراكز المالية عالميا، وأقام بعض المتظاهرين الحواجز وأغلقوا الطرق الرئيسية بالمدينة مما حال دون وصول المواطنين إلى أعمالهم، وذلك في أكبر تحد تواجهه الصين.

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع في الإقليم دعت حكومة هونج كونج قادة المحتجين إلى محادثات لبحث مطالبهم، وعلى ذلك وافق المحتجين على فتح المقرات الحكومية والمدارس وعادت الحياة إلى طبيعتها مع تهديد المحتجين للحكومة بالانسحاب من المحادثات إذا استخدمت الشرطة القوة لفض باقي الاحتجاجات.

وفي خطوة مفاجئه مخيبه للآمال، تراجعت الحكومة عن إجراء المحادثات التي كان من المفترض أن تبدأ يوم الجمعة الماضي، وقالت كاري لام، المسؤولة في الحكومة، إن دعوة الطلاب لتوسيع حركة الاحتجاجات، هزت الثقة بأساس المحادثات التي سيجريها وفد الطلاب مع الحكومة، مشيرة إلي استحالة إجراء حوار بناء.

وفور إعلان تعليق الحوار، أعرب أمين عام اتحاد الطلاب، أليكس تشو، عن أسفه لإلغاء الحكومة للمحادثات، كما انتقد السلطات لعدم إيجادها مبادرة محددة من أجل حل المشكلة التي تسببت فيها، مجددا دعوته للمواطنين بمواصلة احتلال الشوارع والميادين للضغط على الحكومة.

اهتمت الصحف بتناول موضوع الربيع الصيني، حيث كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن تظاهرات هونج كونج تمثل تحديا لقادة الحزب الشيوعي الصيني، وسط دعوات لمزيد من الديمقراطية، مضيفة أن العالم ينتظر بفارغ الصبر بوادر كيفية تعامل بكين وردها على مطالب المتظاهرين.

أما صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية، فقد سلطت الضوء على تداعيات الاحتجاجات التي تشهدها هونج كونج على النظام الاقتصادي العالمي، قائلة إن تلك الأحداث لم تصل إلى الحد الذي تثير معه مخاوف من أن المنطقة سوف تصبح مصدر القلق القادم للاقتصاد العالمي.

صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، بحثت في الأسباب الخفية التي أدت إلى إشعال فتيل الاضطرابات، قائلة إنها تعزى بالدرجة الأولى إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية وما لها من انعكاسات سلبية على المواطنين في المدينة.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أنه في أعقاب سنوات من الزيادات الحادة في أسعار العقارات حذر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أن المدينة تقف على أعتاب زلزال اجتماعي مع صعود أسعار الفائدة الأمريكية وارتفاع تكاليف الاقتراض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.