موقع متخصص بالشؤون الصينية

هل توجد حياة على المريخ؟ العلماء الصينيون يعثرون على أدلة جديدة

0

MarsRedPlanet
هل كانت هناك حياة في الماضي على كوكب المريخ؟ عثر العلماء على أدلة جديدة على احتمال وجود حياة على الكوكب الأحمر في قطعة من نيزك مريخي سقط على الأرض بعد سفر في الفضاء استمرت نحو 700 ألف عام.

وأظهر البحث الذي أجرته فرق علماء من الصين وألمانيا وسويسرا واليابان أن أكثر من 10 أجزاء من جزيئات كربون شبيهة بالفحم أدق من عُشر سمك الشعرة وجدت في النيزك الذي لا يزيد حجمه على حجم الإبهام.

وقال لين يانغ تينغ قائد فريق البحث من معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء بالأكاديمية الصينية للعلوم “استخدمنا معدات متطورة للتأكد من أن جزيئات الكربون عضوية واستبعاد احتمال أن تكون جزيئات رصاص وهو غير عضوي”.

وقال لين “إضافة إلى ذلك اكتشفنا وفرة من نظير الكربون الخفيف في المادة العضوية، الأمر مثير جدا حيث من الممكن أن يؤكد وجود حياة على سطح المريخ”.

وقال إن كلما زادت خفة نظير الكربون كلما زادت احتمالات وجود نشاط بيولوجي في حين أن نظير الكربون الثقيل يؤكد العكس.

ويقوم علماء الحفريات بتحليل نسبة نظير الكربون في الصخور القديمة لتحديد تاريخ أقدم صور الحياة على سطح الأرض.

وقال مفسرا إن المادة العضوية مثل الفحم والنفط على الأرض تشكلت نتيجة نشاط بيولوجي. لكن ليس لكل المواد العضوية علاقة بالنشاط البيولوجي فهناك مركبات عضوية يتم تصنيعها في المعامل. ونظائر الكربون تعد مؤشرا هاما في تحديد ما إذا كانت المادة العضوية طبيعية أم لا.

نشر فريق لين للأبحاث النتائج التي تم التوصل لها خلال الشهر الجاري في مجلة “علوم النيازك والكواكب” المتخصصة.

وقال لين إنهم استخدموا “نانوسيمس” وهو مسبار مجهري أيوني يمكنه تحليل أدق الجزئيات التي قد تبلغ دقتها واحد في المليون من المتر من أجل تحليل تكوين المادة والنظير، وأضاف “لم يرى أحد من قبل مكونات الكربون العضوي في الصخر بمثل هذا الوضوح”.

لكن هل من الممكن أن تكون مؤشرات الحياة جاءت من الأرض وليس المريخ؟ ماذا لو أن الحجر تلوث فور هبوطه على الأرض؟

استبعد فريق لين هذا الاحتمال عن طريق تحليل النظير الهيدروجيني في المركبات العضوية.

وقال لين “إنه يحمل بصمات المريخ ومختلف عن الموجود على الأرض، لذلك نرى أن المكونات العضوية جاءت من المريخ”.

كانت مجموعة من العلماء أعلنوا فيما سبق العثور على مركبات عضوية أو آثار للحياة في النيازك المريخية، لكنهم قوبلوا بالتشكيك. وقال لين إن نتائج فريقه تحتاج المزيد من الاختبار.

سقط أكثر من 120 جزءً من النيازك المريخية على سطح الأرض وفقا لقاعدة بيانات النيازك لجمعية النيازك. وهي تنطلق من سطح الكوكب عندما تصطدم الكويكبات الصغيرة والشهب بالمريخ.

وقال لين “تم العثور على معظمها بعد أن ظلت لفترة طويلة وسط ثلوج المحيط الأطلنطي أو الصحارى الحارة، ولا يعلم أحد متى وصلت للأرض وعاما بعد عام قد تكون تلوثت بمواد موجودة على سطح الأرض”.

لكن القطعة التي يدرسها فريق لين متميزة جدا. وهذا النيزك الذي تم إطلاق اسم تيسينت رسميا عليه وصل مؤخرا لكوكب الأرض وهناك شهود على سقوطه.

في حوالي الساعة 2 صباحا بالتوقيت المحلي يوم 18 يوليو عام 2011 شاهد العديد من الأشخاص في منطقة وادي اويد درعة في طاطا شرق المغرب سقوط كرة نارة لامعة حسبما أعلنت جمعية النيازك وهي منظمة تسجل سقوط كافة النيازك المعروفة.

وقال أحد شهود العيان ويدعى ازنيد لهو إنها كانت صفراء في البداية ثم تحولت للون الأخضر وأضاءت المنطقة بالكامل قبل أن تنقسم إلى شطرين على ما يبدو.

وبعد ثلاثة شهور عثر بعض الرحالة على صخور حديثة ناتجة عن الإنشطار بالقرب من قرية تيسينت.

وقام العلماء الصينيون بشراء بعضها من جامعي النيازك لإجراء أبحاث عليها. وكانت معظم الصخور مغطاة بقشرة سوداء لامعة وكانت القشرة متساقطة في بعض الأجزاء مما كشف عن جوف رمادي باهت.

وقال لين إن على الرغم من وجود 4 نيازك أخرى مع شهود عيان قبل تيسينت، لكن أحدثها يرجع لأكثر من 51 عاما ماضيا حسبما ذكر لين الذي قال “تيسينت هو نيزك مريخي جديد يمكنه إمدادنا بعينات جديدة”.

وقال لين “في البداية كنا نبحث عن آثار لوجود مياه وبالصدفة عثرنا على جزئيات كربون، إنها حالة نادرة”. وعلى الرغم من أن العلماء أكدوا أن تيسينت تكون منذ ستة ملايين عام على سطح المريخ، ولا زال لم يتضح بعد متى وجدت جزئيات الكربون العضوية.

وقال علماء إن سطح المريخ لم يكن مناسبا للحياة على مدار 3 مليار عاما مضت، وقال لين “إذا ثبت وجود حياة بعد ذلك فربما كانت موجودة تحت سطح الأرض”.

يشبه الكوكب الأحمر كوكب الأرض في العديد من الأمور، فهو يتكون من الصخور وله غلاف جوي ونظم مناخ.

وخلال الأعوام الأخيرة أثبتت بعثات المسبارات الفضائية وحول مدار المريخ وجود أدلة عديدة على وجود مياه أو غاز الميثان على سطح الكوكب وهي مؤشرات محتملة على وجود حياة أولية على المريخ.

واكتشف المسبار المريخي (اوديسا) الذي أطلقته الولايات المتحدة في عام 2001 كميات هائلة من الثلج تحت سطح كوكب المريخ.

وفي عام 2003 أطلقت وكالة ناسا للأبحاث الفضائية مسبارين هما (سبيرت) و(اوبرتيونتي)، وعثر كلاهما على مؤشرات بوجود مياه تدفقت في الماضي على سطح الكوكب.

وفي عام 2004 اكتشفت مركبة الفضاء (مارس اكسبرس) آثار لغاز الميثان على سطح الكوكب الأحمر، في حين لم يعثر المسبار المريخي (كيريوزتي) الذي هبط على سطح الكوكب في عام 2012 على أية أدلة مباشرة بوجود حياة على سطحه.

وقال لين إن إلى جانب إرسال مركبة فضاء إلى المريخ هناك طريقة أخرى هي تحليل النيازك المريخية الساقطة على الأرض وهي الصخور الوحيدة المتوافرة من المريخ.

وقال اويانغ تشي يوان، كبير فريق علماء المشروع الصيني لاستكشاف القمر “تعتبر النتائج التي توصل لها فريق لين بفحص نيزك تيسينت أكثر الأدلة التي تبعث على الحماس بخصوص أدلة وجود حياة على سطح المريخ”.

وعلى الرغم من النتائج المبشرة لكن لين اعترف بأنهم لا يمكنهم إعلان النتائج النهائية حول الحياة على المريخ قبل تحليل عينات يتم جمعها مباشرة من على سطح الكوكب.

لكن العالم الذي يبلغ من العمر 52 عاما يبدو واثقا، وقال “إن كنت سأراهن فسوف أراهن على وجود حياة في الماضي على سطح المريخ”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.