موقع متخصص بالشؤون الصينية

التنسيق “المصري – الصيني – الروسي” ضرورة تفرضها تطورات العلاقات الدولية

0

Flag-Pins-China-Egypt
أكد عدد من الخبراء والمحللين أن التنسيق (المصري، الصيني، الروسي) يمثل ضرورة وأهمية تفرضها تطورات العلاقات الدولية والاقليمية.

وقال وزير الخارجية المصري الاسبق محمد كامل عمرو إن اهتمام القوى الكبرى بمصر تفرضها الجغرافيا ويؤكدها التاريخ القديم والمستمر حتى الأن، لافتا إلى أن هذا هو مادفع القاهرة للسعى إلى تشكيل مجموعة عدم الانحياز في خمسينيات القرن الماضي في إطار الحياد الايجابي.

وأضاف عمرو خلال جلسة “مصر والقوى الكبرى” التي عقدها المجلس المصري للشئون الخارجية الثلاثاء بالقاهرة، إن تطورات العلاقات الدولية تفرض على مصر التحرك المستمر للدخول في ائتلافات اقليمية وعدم التحرك منفردة للتصدي للأطماع الخارجية.

ونوه بأن ظهور قوى عظمى اقليمية مثل الصين والاتحاد الأوروبي وغيرها يفرض تحديات جديدة على السياسة الخارجية المصرية، والسعى لاقامة علاقات متوازنة، مشيرا إلى أن قوة مصر تكمن في قدرتها في الحفاظ على التوازنات الخارجية واستغلال القوة الصلبة التي اقامتها في محيطها العربي والافريقي.

وتشهد مصر والصين وروسيا تقاربا كبيرا في الفترة الأخيرة خاصة في مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والعسكري.

وأكد السفير وو سي كه مستشار معهد العلاقات الخارجية الصيني، أن الصين مهتمة بالعلاقات الاستراتيجية مع مصر، وذلك لما لمصر من ثقل وأهمية في أفريقيا والعالم العربي والاسلامي، وهو ما يمنحها دورا اقليميا بارزا.

وأشار وو إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وافريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين عام 1956، منوها بأنه رغم ما شهدته البلدين من تغيرات منذ ذلك التاريخ إلى أن العلاقات بينهما ظلت ثابتة ولم تهتز.

وقال إن الصين ومصر في مرحلة مهمة من مراحل التطور والاصلاح، مشيرا إلى وجود تفاهم بين الجانبين لحوكمة وتأطير ذلك في اطار الخبرة المتبادلة.

ولفت المسئول الصيني إلى أن بلاده تساند وتدعم مصر لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية ومواجهة العنف، وتتطلع دوما للتعاون مع مصر.

ويزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بكين يومي 23 و24 ديسمبر الجاري، في اطار حرص البلدين على تعظيم العلاقات الاستراتيجية بينهما.

ومن المتوقع أن يجري خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية وخاصة في مجالات النقل والكهرباء والاستثمار والصناعة والتبادل التجاري.

أما الدكتور مصطفى علوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقد أوضح أن القوى العظمى هي التي تمثل مكانة كبيرة في العالم وفقا لمعايير القوة العسكرية، والاقتصادية، والثقافية، والتكنولوجية والعلمية.

واعتبر علوي أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العالمية الوحيدة حاليا التي تمتلك عناصر القوة الأربعة العسكرية، والاقتصادية، والثقافية، والتكنولوجية والعلمية.

وأشار إلى أن روسيا تمتلك قوى عسكرية وتكنولوجية ولاتمتلك الاقتصادية والثقافية، والصين تمتلك الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية ولكنها تفتقد للثقافية، والاتحاد الأوروبي مجرد قوة اقتصادية فقط.

وقال إن مصر تعتبر دولة كبرى اقليميا، مشيرا إلى ان الدول الاقليمية الكبرى تسعى دائما لاقامة علاقات مع القوى العالمية و الاقليمية الكبرى.

وفيما يتعلق بتأثير الربيع العربي على العلاقات المصرية مع القوى الكبرى، لفت هلوي إلى وجود تباين في مواقف القوى المختلفة تجاه الثورات في مصر خاصة فيما يتعلق بأحداث 30 يونيو، فبينما كانت الصين وروسيا واضحين في تبني موقف ايجابي منها، عارضته الولايات المتحدة الامريكية وأوربا.

واستطرد قائلا، “لذلك كان تطور العلاقات المصرية مع كلا من الصين وروسيا ايجابين فيما كان سلبيا مع القوى الغربية، مدللا على ذلك بعدة مؤشرات منها الزيارات المتبادلة المتعددة للمسئولين للقاهرة وبكين وموسكو.

وطالب بأن لا تركز مفاوضات التعاون بين القاهرة وبكين وموسكو على التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمارات فقط، وانما توسيع ذلك ليمتد إلى العلاقات الاستراتيجية، والا تقتصر هذه العلاقات على التسليح والتدريبات المشتركة فحسب، وانما ان يشمل ذلك التصنيع العسكري المشترك.

ويزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القاهرة مطلع العام المقبل، وتعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس روسي منذ عام 1970.

كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد قام بزيارة روسيا في اغسطس الماضي اتفق فيها الجانبين على عدد من المشروعات من بينها اقامة منطقة صناعية روسية في مصر.

من جانبه، أكد السفير السيد أمين شلبي المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر تدخل الأن في مرحلة جديدة من بناء العلاقات المتوازنة مع الدول الكبرى، وهو ما يفرض تحديات ومسئوليات جديدة على المؤسسات الوطنية.

وقال شلبي إن العالم يشهد حاليا عملية تحول في النظام الدولي وتحول في العلاقات الدولية، لافتا إلى أن هناك ثمة اجماع على أن العالم مقبل على نظام متعدد القوى والمراكز.

ولفت إلى أن مصر والصين وروسيا عليهم أن يسعوا إلى انجاح هذا النظام للقضاء على أحادية القطبية التي تحكم العالم، وهو ما يصب في مصلحة الجميع، حسب قوله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.