موقع متخصص بالشؤون الصينية

مرافئ الصداقة.. نافذة وجماهيرية

0

yelina-marafee-sadaka

موقع الصين بعيون عربية ـ
يلينا نيدوغينا*:
في العدد الأول يونيو حزيران2014 من مجلة “مرافئ الصداقة” التي يُصدرها القسم العربي لإذاعة الصين الدولية في بكين، بعد تأكيدها رسمياً كمجلة تنشر ورقياً وفق أرقى المواصفات والمقاييس العالمية، نلحظ نجاحاً تحريرياً وفنياً، وجهداً حقيقياً في تطبيقات المونتاج الورقي، ونبتهج للورق المصقول عالي النوعية والجودة فيها، بخاصة للأغلفة من الأول للرابع، والألوان المتعددة، وجميعها تؤكد أن إدارة القسم العربي للإذاعة، لا تألوا جهداً في نشر مطبوعة راقية تنافس مثيلاتها في الأسواق، وتكون جاذبة للقراء أصدقاء الصين ومتابعي نجاحاتها، سيّما وأن نشر المجلة وإرسالها بالبريد العادي للقراء المهتمين، يُعدُ مهمة مُكلفة مالياً، تخلّت عنها دول عديدة، عدا تلك القليلة التي لا تزال تَنشر وتُرسل كلمتها ورقياً، وعلى رأسها جمهورية الصين الشعبية.
في أهمية المجلة، واستمرار نشرها بالعربية، مهمة مبدئية ورسالة إعلامية، يجب المحافظة على خطوطها العريضة والتمسّك بخيوطها التفصيلية الكثيرة، إذ أن العالم يَنحى بقضِّهِ وقضيِضِهِ نحو الالكترونيات بمختلف أشكالها، وهو تطوّر مهم بلا شك، نوعي شكلاً ومضموماً، ويَصل للقارئ في مختلف الأصقاع. لكن، وبرغم ذلك، لا يَصل الى الكل والجميع، بل يَصل على وجه الحصر الى المهتمين الحقيقيين بالكلمة ومتابعتها. وهنا، أُؤكد، أن النشر الورقي في غاية الأهمية لأسباب كثيرة لا مجال لتفصيل جميعها هنا، إلاّ أنني أكتفي بالإشارة الى الأسباب التالية لأهمية “مرافئ الصداقة” المطبوعة والمنشورة ورقياً.
ـ أولاً: نشر المجلة يَصل الى أكثر المهتمين بجمهورية الصين الشعبية، والمتابعين لحراكات الصداقة معها والتحالف والتثاقف وإياها، والتبادل مع وسائل إعلامها، لأهداف واضحة وشفافة، على قاعدة تاريخية وثقافية وإنسانية، وتبادلية.
ـ ثانياً: يمكن للمجلة ان تضاعف من عديد أصدقائها وأصدقاء الصين، على أسس حقيقية، وليس لأسباب نفعية أو انتهازية، يلجأ إليها عادة بعض القرّاء العرب، الذين يُراسلون عدداً كبيراً من الاذاعات العالمية، طمعاً في الهدايا، وإن قلّت قيمتها وضَعفت مكانتها.
ـ ثالثاً: أهمية المجلة تنبع من كونها نافذةً الى مختلف الاوساط، وباقية على أرفف المكتبات العربية مدى الدهر، ومنها المكتبات الاردنية التي قمنا بتوزيعها عليها مجاناً، ومُحَافظٌ عليها  في بيوتات الشخصيات، وتبقى المجلة موجودة لديهم عشرات السنين، ولا تنتهي لطارئ عارض كما في النشر الالكتروني. وبالتالي تبقى الكلمة الصينية مُتوافرة للكل، ولمن يرغب الاطلاع عليها واستيعابها، ولا تنتهي لعارض الكتروني أو تقني وكهربائي.
ـ رابعاً: في بقاء الورقيات متعة وأثيرية لا تضاهيها متعة وأثيرية أخرى. فقد طالعت مجلات صينية ناطقة بالعربية، يَحتفط بها زوجي منذ 45 سنة، وهو أمر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن الورقيات أكثر أهمية من وسائل الإعلام الالكترونية، بل أن أهميتها أعظم، برغم أن نشرها أصعب ويحتاج الى وقت أطول. لكن احتفاظ زوجي بتلك المجلات، ومنها الصين اليوم، والصين المصورة، ورسائل القسم العربي لإذاعة الصين الدولية، يؤكد تماماً ان صفحات الوسائل الالكترونية للأخبار والمطبوعات لا يمكن ان تكون باقية الى نصف قرن في الفضاء الإفتراضي، فهي ستُشطب منه حتى بلا سبب، وينتهي تاريخها، وتاريخ تلك البلاد التي تنشرها، وتاريخ العلاقات بين تلك البلاد، وأعني هنا الصين الشعبية تحديداً، وبين القراء والاصدقاء ومراسلي الصين من أصدقائها وحلفائها. لذا، علينا الإنتباه الى لزوم تعظيم قيمة الورقيات، على شاكلة “مرافئ الصداقة”، التي هي مرافئ قرّاء الصين وأحبائها، لكونها تدفئ القلب وتُعلي مِن قيمة الكلمة المطبوعة التي انتجها العقل بجهد وترتيب وإبداع، وللمحافظة على بقاء المودة والمشاعر الصادقة من خلال هذه الورقية، التي هي مرافئنا وشواطئنا ومربط خيولنا الدائم والثابت والصامد بوجه مُتغيّرات النشر.
ـ سادساً: وليس أخيراً. ترتيب المواد الإعلامية ونشرها في ورقية “مرافئ الصداقة”، من شأنه المحافظة على المعلومات، والاطلاع على تطورات الصين في مختلف المجالات، وفعاليات وأنشطة الاذاعة وقسمها العربي. ففي الالكترونيات يَصعب تتبه هذه المسائل وغيرها، ويَحتاج الأمر الى جهد أضافي ومتابعة طويلة. لذلك، من المفيد والجيد والنافع والافضل ان يًصار الى نشر صور ونبذات عن إدارتي الإذاعة وقِسمها العربي، وتاريخهما المهني والتقني وعلاقاتهما الدولية، ورسائل القراء الأكثر إمتاعاً وإفادة ومعلوماتيةً. زد على ذلك، نشر المعلومات الأكثر أهمية للقراء، والأكثر إقبالاً في مجالات متعددة، ومُسَايرةً للحدث الصيني والدولي بنباهةٍ وعمقِ تقديرٍ، لتغدو المجلة كما هي منذ عددها الحزيراني الاول جماهيريةً وشعبيةً ونافذةً الى الكل والى كامل الزمان وإكتمالِهِ.
thestarrus@yahoo.com
*كاتبة وإعلامية ورئيسة تحرير الملحق الروسي سابقاً بالاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.