موقع متخصص بالشؤون الصينية

عرب وصينيون يبحثون التعاون المشترك في مجال المكتبات والمعلومات

0

BookChina
وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا:
بقلم:عماد الأزرق
يبحث عدد من الخبراء العرب والصينيين بالقاهرة خلال الفترة من (27 – 30) أبريل الجاري مجالات التعاون المشترك في مجال المكتبات والمعلومات.

وعقد خبراء ومسئولون صينيون وعرب في مجال المكتبات والمعلومات اجتماعهم الأول الأربعاء بمقر جامعة الدول العربية، بمشاركة عدد من مديرى وخبراء المكتبات والمعلومات بالصين والدول العربية المختلفة.

ووقع الجانبان العربي والصيني مذكرة تفاهم في مجال المكتبات والمعلومات وقعها عن جامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون الاعلام والاتصال وتشن لي نائب مدير مكتبة الصين الوطنية.

كما وقعا ايضا على هامش الاجتماع وثيقة تقدم بموجبها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وعدد من الدول العربية 5 الاف كتاب باللغة العربية هدية إلى المكتبات الصينية.

وأكد تشن لي نائب مدير مكتبة الصين الوطنية الصين والدول العربية لديهم تاريخ طويل جدا من التعاون المشترك، موضحا أن هذا الاجتماع الذي يعقد بالقاهرة تحت رعاية جامعة الدول العربية، هو استكمال للاجتماع الذي عقد العام الماضي بمكتبة الصين الوطنية ببكين.

وأعرب تشن لوكالة أنباء (شينخوا) عن أمله في أن يتمكن هذا الاجتماع من اقامة جسر التواصل والتعاون بين الجانبين، خاصة في مجال تنمية وتطوير المكتبات، مشيرا إلى أن الدول العربية لديها تاريخ طويل في تطوير المكتبات، خاصة مكتبة الأسكندرية.

ونوه بأن الاجتماع فرصة لزيادة التعريف بخبرات وتجارب كل طرف بتطوير المكتبات وتحقيق الاستفادة المشتركة والمتبادلة.

وأشار إلى أن مستقبل التعاون بين الجانبين العربي والصيني مشرق للغاية، لافتا إلى ما قامت به المكتبات العربية من اهداء المكتبة الصينية حوالي 5000 كتاب عربي، وأنه سيستمر الطرفان في الاهداء المتبادل بين الجانبين.

ولفت إلى أن مساعي الطرفين لتأسيس المكتبة الرقمية المشتركة، مشيرا إلى أنه بدأ بالفعل التعاون في هذا المجال، وأن الايام المقبل ستشهد حديث معمق حول ذلك.

وأكدت السفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد للجامعة العربية للاعلام والاتصال على أهمية الاجتماع باعتباره الاجتماع الأول للخبراء العرب والصينيين، ويأتي في اطار توثيق العلاقات بين الصين والدول العربية، انطلاقا من منتدى التعاون العربي – الصيني والذي تم توقيعه عام 2004 مابين الصين وجامعة الدول العربية.

وقالت أبو غزالة لوكالة انباء (شينخوا)، “ننظر لموضوع المعلومات والتوثيق باهتمام كبير جدا، خاصة وأن جامعة الدول العربية الأن بصدد توثيق ذاكرة جامعة الدول العربية والتي نحتفل الأن بمرور 70 عاما على انشائها”.

وأضافت “وقعنا اليوم وثيقة تعاون ما بين الجانب الصيني و جامعة الدول العربية سيكون بموجبه هناك لجنة مشتركة للنظر في الخطوات التنفيذية لمذكرة التفاهم، ونأمل أن يكون التعاون في مجالات مختلفة”.

وأشارت إلى أن التعاون مع الصين يحظى باهتمام عربي كبير نظرا لما تتمتع به الصين من تاريخ طويل يمتد عبر مراحل مختلفة، معربة عن توقعها بأن يكون هناك تبادل للخبرات الثرية بين الجانبين.

وذكرت أن هناك اهتماما عربيا كبيرا جدا بقضية الثقافة والهوية، خاصة وأن هناك حاليا هجمة ارهابية خطيرة جدا على الوطن العربي تستهدف هويته وثقافته وتاريخه وارثه التراثي والحضاري من قبل العصابات الارهابية.

تابعت “نعمل على انشاء مكتبة رقمية عربية – صينية، ونحن الأن بصدد اعداد مكتبة رقمية من خلال مشروع توثيق ذاكرة الجامعة العربية، وأتمنى أن تنجح اللجنة المشتركة في تنفيذ توصيات مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم”.

وأوضحت أن مذكرة التفاهم التي وقعت تحتوي عدد من البنود من أهمها، تبادل الخبرات بين الجانبين، وانشاء قاعدة بيانات ومعلومات مشتركة، وتعزيز القدرات المؤسسية بين الطرفين.

ونوهت بأن هناك بعض المشروعات التي تم طرحها من بينها مأسسة وتعزيز القدرات المؤسسية للعاملين في مجال المكتبات والمعلومات، واقامة مركز تدريب عربي – صيني مشترك في مجال التوثيق والمعلومات والمكتبات، وسيتم النظر إلى هذه الموضوعات من خلال اللجنة المشتركة.

فيما أكدت تشن دونغ يون المستشارة الثقافية بسفارة الصين بالقاهرة على أهمية التعاون العربي – الصيني في مجال المكتبات وما يمثله هذا المجال من ضرورة لتوفير المعلومات والمعرفة وحفظ الهوية، بما يرسي أسس متينة للتقدم والتعاون في كافة المجالات.

وشددت تشن لوكالة أنباء (شينخوا) على أن استخدام المكتبات في خدمة التنمية المشتركة وتبادلات أوثق بين الجانبين يعد خطوة مهمة، مشيرة إلى دور الجامعة العربية في تفعيل دور المكتبات وتأسيس علاقات تأخي وتعاون وتبادل بين المكتبات الصينية والعربية سواء تبادل بشري أو المواد والمعلومات.

وقالت “إن هذا هو اول اجتماع للخبراء في مجال المكتبات، وهو بداية جيدة وقوية لهذا النوع من التعاون، ونتمنى من خلال هذا اللقاء أن يتوصل الجانبان إلى كثير من المشروعات المتبادلة خاصة فيما يتعلق بحفظ الوثائق والمعلومات والمكتبات الرقمية لضمان تطور مشترك في مجال المكتبات في الجانبين”.

واضافت أن كلا الجانبين توصل في مذكرة التفاهم التي تم توقيعها إلى عدة نقاط مشتركة تتعلق بدعم التبادل بين الجانبين واقامة علاقة تأخي بين المكتبات الصينية والعربية، تشجيع الترجمة وتبادل المعلومات، العمل المشتركة على تحقيق المكتبات والمعلومات الرقمية، تبادل الوفود للتعرف على أحدث ما توصل اليه الجانب الأخر، بالاضافة لتبادل الخبرات والمعرفة، مشيرة إلى أنه سيتم تحديد بعض المشروعات لتنفيذها على أرض الواقع بين الجانبين.

واردفت قائلة ” مبادرة المكتبات العربية بتقديم هدية لمكتبة الصين عبارة عن 5 ألاف كتاب باللغة العربية، مبادرة جميلة جدا، وهي خطوة مهمة لما تعانيه المكتبات الصينية من نقص الكتب باللغة العربية ذات القيمة العالية، وبعد هذا الاجتماع وتوثيق العلاقات بين المكتبات في الجانبين، سيكون هناك اهداء مماثل أو أكبر من الكتب الصينية إلى المكتبات العربية”.

من جانبه، أشار الدكتور منصور محمد سرحان مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين، إلى أن الصين الأن هي دولة عملاقة ليس في المجال الاقتصادي فقط، ولكن أيضا في مجال العمل الثقافي.

ودلل سرحان لوكالة أنباء (شينخوا) على ذلك بأن الاحصائيات الأخيرة تبين أنه صدر بالصين أكثر من 400 ألف كتاب في عام 2014، وهو يدل دلالة تامة على أن تبوأ الصين للمركز الأول في اصدار الكتب في العالم.

وتابع “لهذا جاءت فكرة الجامعة العربية بعقد الاجتماع الأول بين الصين والدول العربية في محله تماما، وفي اعتقادي أننا سنستفيد كثيرا جدا من الخبرات الصينية في مجال تطور المكتبات، مذكرا بأن الصينيين القدماء كانوا أول من صنع الورق وانتشر عن طريقهم إلى العام أجمع”.

وأعرب عن اعتقاده بأن اللقاء يجب أن يخرج بنتائج ملموسة، ولابد أن يكون هذا اللقاء سنويا بين الجانبين، وأن يتم الاتفاق على تبادل الخبرات والزيارات، وتبادل الكتب بين الجانبين.

ونوه بأن الصين تشهد حالة من التوهج في مجال الترجمة من الصينية إلى بعض اللغات ومنها اللغة العربية، ونحن في المكتبة الوطنية بالبحرين تلقينا مجموعة كبيرة جدا من الكتب الصادرة في الصين باللغة العربية، خاصة وأن اللغة الصينية لم تنتشر كما انتشرت اللغات الأخرى خاصة الانجليزية والفرنسية والحل يكمن في الترجمة.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور عبدالكريم الزيد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالسعودية، إن عقد هذا الاجتماع يأتي في اطار منتدى التعاون العربي – الصيني في مجال المكتبات، وهو باكورة توثيق العلاقات الثقافية بين المكتبات في الوطن العربي والمكتبات في الصين.

وأشار الزيد لوكالة أنباء (شينخوا) إلى أن هذا التوثيق في العلاقة من شأنه أن يرفع مستوى التعاون الثقافي والعلمي بين الدول العربية مجتمعة وبين الصين كدولة كبيرة ودولة حضارية عظمى.

وتابع “نحن في الوطن العربي نأمل من هذه اللقاءات أن تؤدي إلى تقليل الفوارق واقامة جسور من العلاقات الثقافية والعلمية، سوف تسهم كثيرا في تقوية العلاقات الثقافية والعلمية مع الصين، برنامج الاجتماعات يزخر بالكثير ممن الفعاليات التي تخدم هذا الاتجاه وتحقق أهدافه”.

وحول التعاون في مجال المكتبات، قال الزيد “هناك باكورة عمل في هذا المجال قامت به المملكة العربية السعودية يتمثل في انشاء فرع لمكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين، وقد بدأ العمل على بناء هذا الفرع، ويضم مركزا للدراسات العربية الصينية، وتضم ايضا مركزا للادارة والبحث، وادارة للترجمة، ونأمل من هذه المكتبة بجامعة بكين أن تصبح أحد الروابط القوية لعلاقات الثقافة بين الدول العربية والصين”.

وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الترجمة المتبادلة، قال “لاشك أن الترجمة هي وسيلة التقارب وهي جسر العبور بيننا وبين الصين، ولذلك فإن أحد منظومات هذا المنتدى أن يكون هناك اهتماما بين اللغة العربية واللغة الصينية، وتفعيل نقل التراث والحضارة بين الشعبين، فالترجمة هي الوسيلة سوف نرى في المستقبل القريب برامج عمل لترجمة المصادر الكبرى بين الثقافتين والحضارتين العربية والصينية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.