موقع متخصص بالشؤون الصينية

“الكتاب الأبيض”.. ومخطط التنمية السلمية في الصين

0

american-carrier

موقع البديل المصري ـ
أمير ابراهيم:
صدر عن مكتب الإعلام التابع لمجلس الوزراء الصيني مؤخرا كتابا أبيض حول التنمية السلمية في البلاد، موضحا أن بكين تواجه تحديات أمنية تقليدية وغير تقليدية متعددة وتهديدا من الانفصاليين والإرهابيين، مضيفا أنه لذلك فمن الضروري والمبرر تحديث قدرات الدفاع الصينية من أجل دعم الأمن وحماية التنمية السلمية في الصين، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي من وراء تحديث القوات المسلحة الصينية يتمثل في حماية سيادة البلاد وأمنها وسلامة أراضيها ومصالحها للتنمية الوطنية.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة “نيزافيسيمايا جازيتا” إن العقيدة العسكرية الصينية التي جاءت ضمن ما يُعرف بـ “الكتاب الأبيض”، يفهم منها أن بكين ستخصص مزيدا من الأموال اللازمة لتعزيز قوتها البحرية والجوية والفضائية، وتوضح هذه الوثيقة التي نشرتها الصين للمرة الأولى أنهاسوف تبتعد عن التفكير التقليدي الذي يهتم باليابسة فقط، دون الشئون البحرية، مؤكدة أن الهدف من ذلك الاهتمام هو حماية حقوق الملاحة الصينية، وسوف تهتم خلال الفترة المقبلة أيضا بالمجال الفضائي والدفاع الإلكتروني، هذا بجانب تعزيز قدراتها النووية.
يصف مدير برامج الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الخبير الأمريكي باتريك كرونين، الكتاب الأبيض قائلا “إنه يرسم كيفية فرض الصين هيمنتها في المنطقة”، أما صحيفة “نيويورك تايمز” فتقول، ان الصين تنوي حماية ليس فقط مياهها الإقليمية، بل وإظهار قوتها البحرية في المحيط، ومن وجهة نظر بكين، هذا ضروري للنهضة الوطنية في الصين، ولكن الولايات المتحدة ستعرقلها.

وفي السياق ذاته، يشير الباحث في معهد الشرق الأقصى بأكاديمية العلوم الروسية، بافل كامينوف، إلى أن التركيز على القوات البحرية “هو السعي إلى ضمان أمن امدادات النفط للصين من الشرقين الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا، لأن أكثر من نصف الاقتصاد الصيني يعتمد على توريد النفط من هذه المناطق”.

وحول الالتزام بعدم البدء في استخدام السلاح النووي الذي جاء في “الكتاب الأبيض”، يقول كامينوف “إن مسألة من يبدأ باستخدام السلاح النووي أمر بالغ الأهمية، لذلك مثل هذا التعهد له صفة إعلانية فقط، مع العلم أن العقيدة العسكرية الصينية تحمل صفة دفاعية، أي أن الصين أعلنت أنها سترد على الضربة بضربة، ولكنها لن تكون البادئة.
تمتلك الصين حاليا حاملة طائرات واحدة ، وتنوي بناء أربع حاملات أخرى حتى عام 2020، ما يعني أن مساحة عمليات القوات البحرية الصينية سوف تتوسع خلال الفترة القليلة المقبلة، وربما تدفعها هذه التوسعات إلى الدخول في صراعات دولية وإقليمية جديدة.

وتشير الوثيقة العسكرية إلى أن القوات المسلحة الصينية، ستكثف من مشاركاتها في عمليات حفظ السلام، وستستمر القوات المسلحة الصينية في مراقبة مندوبي مجلس الأمن والحفاظ على التزامها بالتسوية السلمية للصراعات، وستستمر القوات الصينية أيضاً في لعب دور فاعل على الصعيد العالمي، وسيتدخل الجيش الصيني في الشؤون الأمنية الدولية والإقليمية بشكل مكثف، وسيشجع عملية تأسيس آليات للاشعار بالطوارئ والوقاية من المخاطر العسكرية وإدارة الأزمات والسيطرة على الصراعات، وسيسهم بصورة أكبر في تحقيق السلام العالمي والتنمية المشتركة.

الكتاب الأبيض بما يحمله من تفاصيل أغلبها يتعلق بالاستراتيجية العسكرية الصينية، يحمل دلالات ورسائل إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية، مفادها أن بكين بقوتها الهائلة صناعياً واقتصادياً وعسكرياً، هي وحليفاتها ستكسر احتكار القطب الأميركي والتحكم بالعالم وإدارة الصراعات فيه بقرارات فردية.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاسترالية كيفين اندروز إن الكتاب الأبيض حول الدفاع الصيني “يقدم مساهمة مهمة لتعزيز الشفافية بشأن القدرات العسكرية والنية الاستراتيجية”، مضيفا ”إننا نعترف بأن التحديث العسكري هو جزء طبيعي في تنمية أي دولة وأن الصين لا تختلف في هذا الصدد، ونحن نشجعها لتكون منفتحة حول سياساتها الدفاعية”، مؤكدا أن بلاده ملتزمة بتطوير علاقات دفاعية قوية وايجابية مع الصين تعزز الفهم المتبادل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.