موقع متخصص بالشؤون الصينية

قلوبنا معكم لننسى جراحنــا….ونعيش حياتنـــا

0

ahmad-kaysi-china-ship

موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمــد إبراهيـم أحمــد ابو السباع القيسي:

تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ غرق السفينة الصينية السياحية (نجمة الشرق) التي غرقت قبل عدة أيام في نهر يانغتسي الصيني, وكانت تقل تقريباً (458) راكباً صينياً, وبعد البحث في أعماق النهر، وهي أعمال ما تزال جارية للآن من قبل المختصين، كانت حصيلة الموتى (434) إنسان صيني, وهي كارثة حقيقية ومأساة أصابة الشعب الصيني وأهالي الموتى والمفقودين, فكل التعزية والمواساة للرئيس الصيني وحكومته وللشعب الصيني، ولكل الذين فقدوا أعزائهم وأحبائهم وأبناء شعبهم في هذا المٌصاب الجلل.
الحكومة الصينية وبمتابعة مباشرة من الرئيس الصيني (شي جين بينغ) أرسلت قوات خفر السواحل وأسطول كامل من الخبراء المنقذين والغطاسين, للبحث عن ناجيين والعثور على الجثث ليخففوا من أحزان الأهالي المنكوبين الذين يتمنون إيجاد جثث ذويهم الغارقيين ليقيموا لهم جنازات تليق بهم, ولإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم. وللأسف الشديد لم يعثر إلا على ناج واحد هو من ضمن الكوادر الفنية للسفينة, والذي أكد أن سبب هذه المأساة كان إعصاراً قوياً, وشارك في عمليات البحث والإنقاذ سفن من خفر السواحل والبحرية الصينية ضمت (150) سفينة, و(59) آلية بحرية أخرى متنوعة الإختصاصات, و(3400) جندي صيني, و(1700) عنصر من مجموعات شبه عسكرية, ومع وجود أهالي الضحايا والذين كانوا يعيشون على أمل العثور على ناجيين من ذويهم, وقد تم توسيع دائرة البحث من قبل الكادر البحري المختص لتصل إلى (600) ميل في عرض البحر الصيني.
ومثل هذه المآسي عانت وما زالت تعاني منها كل الشعوب والدول التي تنطلق سفنها من ميناء بحري إلى آخر بعرض وأعالي البحار ومجاري الأنهار ذات المياه الدافقة والعاتية, حتى باتت هذه الحوادث والمآسي السّمة الأبرز والظاهرة التي تؤرق دول العالم الكبرى والصغرى خلال السنوات الماضية, في ظل تردي الأوضاع العالمية ومن ضمنها البحرية, وإنتشار هذه المأساة بين كل الشعوب العالمية, فالأوضاع البحرية الآن تعيش أسوأ فتراتها، فمن القرصنة البحرية إلى غرق السفن والعبارات المدنية والعسكرية والتجارية, وأيضا تلك التي تحمل المهاجرين من إفريقيا وأسيا، الفارين من آتون الصراعات والحروب المفتعلة من قبل الغرب المتصهين, ومن الفقر والقتل والإضطهاد ليغرقوا في عرض البحر الأبيض المتوسط وهم يتّجهون إلى أوروبا، ظنا منهم أنهم سيلاقوا الأمن والآمان ورغد العيش في تلك الدول المُستكبِرة, والتي كانت سبباً رئيسياً في تدمير بلدانهم وتهجيرهم, والآن تلك الدول الظالمة تصيح وبصوت عالٍ من هجرة المهجرين الى دولهم بسبب سوء الأوضاع في بلدانهم.
ومثل تلك المشاكل البحرية لم يتم للأسف الشديد إيجاد حلول جذرية لها منذ زمن بعيد، ويتم افتعال بعضاً منها في مياه البحار العالمية من جانب الدول الاستعمارية لإيقاع الفتن ونشر الحروب المضادة بأيادي الدول الكبرى المتغطرسة في الغرب, والتي تقوم بصناعة الأحداث ودبلجتها ونشر الفتن والفساد والقتل والدمار في كل مكان من الارض, ومن ثم تطلب من باقي الدول إيجاد حلول لها، بعد أن تقع في شر أطماعها وأعمالها الشيطانية. فبدل البحث عن حلول لكل المشاكل التي يتعرض لها الإنسان وبكل ما يلزم إستمرار حياته في كل مكان على وجه هذه الأرض, يقومون بالتخطيط للمشاكل والأحداث المؤلمة وصناعتها, ومن ثم ينثرونها في جنبات العالم أجمع لتحقيق أحلامهم الإستعمارية والهستيرية لحكم الأرض وما عليها، والتحكّم بالذات بشعوب ضعيفة يعتبرونها خلقت لخدمة الأسياد الاستعماريين، وليس لتعيش في ظروف العدل والمساوة والحريات.
لذلك، يجب بذل المزيد من الجهد لمساعدة الأهالي معنوياً ومادياً وإنسانياً للتخفيف عنهم، ليضمدوا جراحهم المؤلمة, ويقلبوا تلك الصفحة الحزينة في حياتهم، ويفتحوا صفحة جديدة يكتبوا عليها ( نريد أن ننسى جراحنا… ونعيش حياتنا), فقضية غرق السفن والعبارات هي قضية إنسانية عالمية يجب البحث عن حلول فورية لها من قِبل كل الدول، ليستفيد منها هذا الجيل والأجيال القادمة.
قلوبنا ومشاعرنا وعقولنا مع أهالي الضحايا الصينيين ومع الشعب الصيني الصديق الصدوق والحليف لنا هو وقيادته المجرِّبة بشكل خاص, ومع كل أهالي ضحايا السفن والعبارات والبحار بشكل عام, متمنين من اللـــه سبحانه وتعالى أن يُخفّف عنهم مصابهم الجَلل, راجين المولى العظيم أن يأخذ بيد الدول لبذل أقصى جهد ممكن لإيجاد حلول سريعة وفورية لمثل تلك الحوادث والمآسي الإنسانية والتي تصيب الإنسان بأغلى ما يحب من الأهل والأحبة والأصدقاء.
باحــــــــــــــث وكاتـــــــــب أردنـــــــــــي
وناشط في قيادة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين
والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين
ومنتديات مُناصرة وسائل الإعلام الصينية بالاردن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.