موقع متخصص بالشؤون الصينية

10 حقائق لا تعرفها عن مسلمي الصين الشعبية

0

mhamad-tweimi-china-muslims

موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*:
يُعتبر مسلمو الصين خليطاً متجانساً ، لكن الجزء الاول منهم يَتحدّر من العرب الذين دخلوا الى الصين عن طريق قوافل التجارة ، أما الجزء الثاني فهو عدد غير محدد لآن من الصينيين الأصلاء الذين تأثروا بالاسلام وبالاختلاط اليومي مع المسلمين فأسلموا .
يعيش مسلمو الصين في غرب وشمال غرب الصين أساساً ، وهم يعانون منذ عشرات السنين من تدخلات اجنبية خارجية ضدهم ، في محاولة من الاجنبي لتحويلهم الى طعام لمدافعه ، في مناطق مختلفة من العالم وفي داخل الصين كذلك ، بهدف رغبة القوى الاجنبية الكبرى النيل من وحدة الدولة الصينية و سيادتها واستقلالها ، ومن هذه الدول تركيا التي يعمل سياسيوها للسيطرة على بقية سوريا الطبيعية بعد ضمهم الاسكندرونة ، ومدّ نفوذهم الى دول ” الشرق الاوسط”  العربية وبلدان أوسط اوروبا التي سبق للعثمانيين احتلالها .
ومن الجدير ذكره ، ان عُمان لعبت عَبر التاريخ دوراً أساسياً هو الاكبر والأهم في نشر الاسلام سلماً بالصين . فالعمانيون أُمة بحرية خاضت غمار الأعاصير والفيضانات ، ووصلت الى بلدان واماكن لم يصلها عرب قبلهم .
وتقول المراجع العُمانية ان نشر الإسلام في الصين يعود بالاساس الى عُمان والعُمانيين. وقد عرف إباضية عُمان بلاد الصين منذ القرن الثاني الهجري ، وذلك عن طريق التجار العُمانيين الذين أبحروا في اتجاه الصين، فبلغوا منها أقصاها كما تدل على ذلك الوثائق التاريخية . ويرتبط نشر الإسلام في هذه البلاد بداعية إباضي مشهور وهو أبو عبيدة عبدالله بن القاسم العُماني الملقب بأبي عبيدة الصغير تشريفاً وتكريماً ، وقد وصل إلى ميناء كانتون حوالي 133هـ ، وتعتبر رحلته من أقدم رحلات العرب إلى بلاد الصين إن لم تكن أولها.

و ورد في كتاب بعنوان (موجز تسجيل الأمور الهامة المخلفة في عهد أسرة سون) تشان زون (أستاذ التاريخ بجامعة بكين): الاتصالات الودية بين الصين وعُمان عَبر التاريخ (تراثنا) ع، 21، ط، 2(د.ت) ص8 . وبصورة صريحة إن المبعوث لدولة ووشيون (صحار) التابعة لتاشي (العرب) قد جاء لتقديم الهدايا إلى الإمبراطور الصيني، وذلك يدل بصورة قوية على أنه عُماني بلا شك.

كما إن هذا المبعوث الذي يشير إليه الباحث الصيني لم يكن سوى الداعية الإباضي المعروف عبدالله بن القاسم ، وقد كان يدعى عندهم الشيخ عبدالله ، وكان رئيسا لمنطقة سكنى العرب والأجانب الآخرين في مدينة (قوانتشو) ، وقد لقّبه الإمبراطور الصيني (سون سين زون) بصورة خاصة جنرال الأخلاقية الطيبة .

وهذا اللقب له أكثر من دلالة دعوية فإن الشيخ عبدالله لم يصل إلى هذه المرتبة العالية بحيث تصبح أخلاقه الطيبة دلالة عليه وعلى شئ يمتاز به ، إلا لما كان يتحلى به من صفات عالية وسلوك متميز ، هي الصفات الإسلامية الرائعة ، والسلوك المحمدي المتميز ، ومن المهم في الأمر أن هذا التلقيب قد تم تدوينه على يد سوشي الأديب الصيني السياسي المشهور ذائع الصيت ، ولا يزال المرسوم الأصلي الذي أصدره الإمبراطور الصيني (سون سين زون) محفوظاً ضمن مجموعة الشؤون الخارجية لدون باي (الإسم الثاني لسوشي) وقد عرفنا من الكتاب السجل المختصر … الذي كتبه سوزاي (أديب مشهور أخر) من عهد أسرة سون ، وهو الأخ الأصغر للأديب سوشي ، بأن الشيخ عبدالله قضى في مدينة (قوانتشو) عشرات السنين كانت له ممتلكات وافرة ، حتى لقد بلغ قيمتها عدة ملايين (مين) ، ومن أجل أن يفهم الناس نقوم بمقارنة في الفترة التي بلغت فيها التجارة الخارجية لحكومة أسرة (شون) قمة إزدهارها ، فإن الدخل السنوي للحكومة كان لا يتجاوز مليونين (مين) ، وهذا يعني أن ممتلكات الشيخ عبدالله الشخصية قد تجاوزت دخل التجارة الخارجية السنوية لحكومة أسرة (سون) .

والذي يهمنا هنا هو ، أن هذا النجاح المادي وراءه نجاح آخر معنوي أخلاقي ديني من علاماته الأمانة والصدق ، والسلوك الحسن ، وإلا كيف يحصل هذا التاجر العربي على تلك الرتبة العسكرية العظيمة (جنرال) لولا أخلاقه الإسلامية المتميزة تلك ، التي جعلت الإمبراطور الصيني يقدم للشيخ عبدالله عند عودته إلى وطنه الهدايا القيمة بصورة خاصة ، وهو في الحقيقة اعتبار رفيع خاص للشيخ عبدالله ، ومن خلال ذلك بإمكاننا – يقول الباحث الصيني – أن ندرك بأن الشيخ عبدالله قد ساهم بشكل بيّن وبارز في مجال تطوير الاتصالات الودية المتبادلة بين الصين وعُمان.
1/  عدد المسلمين في الصين يبلغ نحو 30 مليون نسمة
يُقّدر عدد مَن يعتبرون أنفسهم في الصين مسلمين يُحافظون على مبادئ الاسلام ويومياتهم الاسلامية مِن شعائر وطقوس وصلوات بثلاثين مليون نسمة . وتحاول القوى والدول والحكومات المعادية للصين تضخيم عددهم في محاولة لجعل الاولوية هي تلبية مطالب إقليمية تقسيمية للصين . وهذا العدد لا يشمل العرب الذن يعملون في الصين لأسباب مختلفة .

2/ لا وجود للتقسيم الطائفي والتجزئة المذهبية بين مسلمي الصين
لا يوجد إحصائيات رسمية معلنة عن عدد المذاهب الاسلامية بالصين وعدد اتباعها، إلا ان اتباع المذهب السني هم الاكثرية هناك . نسبة المسلمين لعدد السكان تشكل واحد صحيح ونصف بالمئة، أي نحو ثلاثين مليوناً .  وعدد القوميات التي تدين تاريخيا بالاسلام هي عشر قوميات من أصل 56 قومية تحيا بالصين ، والقوميات الاثنودينية الاسلامية هي : هوى / الويغور / القازاق / القرغيز / الاوزبك / التتار/ الطاجيك/ دونغشيانغ/ سالار/ و.. بونان.
الاحياء الاسلامية تنتشر فى عموم الصين . وينقسم المسلمون في الصين إلى قسمين : قسم يعيش في المناطق الغربية والشمال الغربية التقليدية للقوميات التي تدين بالاسلام ، كمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى، ومنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور ، والقسم الآخر يعيش في العاصمة بيجين والمدن الرئيسية الاخرى مثل كوانزو (كوانجو) التي تفيض بالتجار العرب والمسلمين . وفي الصين يوجد أكثر من 35 ألف مسجد وقد زرت شخصياً بعضها وصلّيت فيها خلال زيارتي الاولى الى الصين في العام الماضي 2014. وفي الصين يُسمح لكل المذاهب الاسلامية وغير الاسلامية بإقامة شعائرها الدينية ونشاطاتها ومنها الترفيهية في الساحات العامة والاماكن الوطنية ، ويُسمح لأتباعها بالصلاة وتأكيد إسلاميتهم كما يحلو لهم في إطار التزامهم بالقوانين والدستور والدولة العلمية واحترام القوميات  والاديان الاخرى .
3/ منذ 60 عامًا ينشط المُستعمر الدولي على فصل المناطق الاسلامية ومحاولة تحويل أتباع قومياتها الى إرهابيين دوليين
تزعم القوى الاستعمارية ان مسلمي الصين مضطهدون، وهو ذات الاتهام لكل سلطات دولة اسلامية وغير اسلامية لا ترضح لمحاولات تحويلها الى مستنقع للارهاب الدولي، وسكانها الى وقود له . لا يوجد تطرف ديني كبير بالصين ، عدا عن التطرف لدى اولئك الذين يتم تمويلهم خارجياً وتوجيههم ضد القوميات الصينية الاخرى ، وللقتال مع منظمات الارهاب في سوريا والعراق والبلدان العربية والاسيوية . بدأت بعض عناصر الارهاب بالظهر بالصين بحسب الصحافة الغربية في العام (2009) ، الذي شهد بعض الاحداث التدخلية الخارجية، حيث تم تجنيد جزء منهم للقتال في سوريا والعراق فقتلوا هناك، وبعضهم عاد الى الصين وتم اعتقالهم. وتشن في بعض دول العالم ووسائل إعلامه حملة تشهير ضخمة بكل المقاييس بالصين اعلامياً ودينياً لتبرير الارهاب وتمويله من الخارج . وقد تعرض عدد من الويغور وقوميات اخرى لمحاولات توجيه ضد الحكومة المركزية ولدفعهم الى تأييد حكومات اجنبية بعينها، تدعو لفصل مناطق المسلمين وضمها إليها. وتتصارع بعض الشخصيات الدولية ومنها الدلاي لاما و الارهابية ربيعة قدير والحكومات الخارجية،  للحوز على تأييد المجنَّدين من الارهابيين الذين يدّعون الاسلام والاسلام منهم براء .
4/ لا يُمنع مسلمو الصين من الصوم في رمضان وخارج شهر الصيام
مع حلول شهر رمضان المبارك في كل عام ، تسارع وسائل إعلام غربية وعربية ملحقة بها للهجوم الاعلامي البشع على الصين من زاوية اسلامية، لتبرير التدخل بشؤون الصين . وتدّعي بأن الحكومة الصينية تمنع  المسلمين من صيام الشهر الفضيل، بينما نحن الزائرون للصين لم نرَ ذلك، بل على العكس تماماً رأينا احتراماً رسمياً للمسلمين وتقاليدهم ، وكيف ان الدولة الصينية تصون المساجد وتدفع مبالغ مالية ضخمة لصيانتها والمحافظة على جماليتها ومكانتها ومتانتها المعمارية . ويحق للمسلم الصيني صيام رمضان وتحضير طعامه الخاص والقومي، والصلاة والزواج اسلامياً ، وغير ذلك الكثير ، علماً ان الدولة الصينية تعمل بتواصل على منح سكن مجاني لمسلمي الجبال ولأبنائهم في السكن الداخلي للمدارس والجامعات بحسب رغباتهم ، ذلك ان هؤلاء الجبليون كانو اعتادوا العيش في الجبال منذ ألوف السنين ، وتحاول الحكومة الصينية دمجهم بالحياة الحضرية ، وبتقديم حوافز مالية ومادية ومعنوية ضخمة لهم ولأبنائهم ، وفي مسألة الانجاب بخاصة ايضاَ بغية تكثير عددهم منعاً لانقراضهم .
ـ  مشاهدات عيانية وآراء واقعية: في مقالة له بعنوان “أَضحى الصين أزهَرَ إزدهاراً”، كانت نشرت في صحيفة (الرأي) الاردنية، بتاريخ 12/11/2010م، بقلم الزميل مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء الصين قبل فصله من الصحيفة لأسباب يبدو بأنها سياسية سياسية، تحدث عن زيارته الى الصين واجواء عيد الاضحى المبارك في تلك الدولة فقال، أنه مع إقتراب الأضحى المبارك، يستعد المسلمون الصينيون لإجتراح المزيد من النجاحات في تطوير الإقتصاد والثقافة وتنمية علاقاتهم مع العالم العربي، وقد غدت مناطقهم القومية في غرب الصين أكثر إزدهاراً. فهذا الإحتفال الديني الكبير يزيد مناطقهم خصوصية، فهو يميّز نمط حياتهم، لذا فإنه وغيره من الأعياد في المجتمع الإسلامي الصيني، يندرج ضمن جزئين: الأول ويشمل المناطق ذات التجمع الكثيف للمسلمين، ويشكّلون فيه أغلبية سكانية، ويجمع تحت هذا البند منطقة نينغشيا ذاتية الحكم، والتي أكثر من ثلث سكانها مسلمون من قومية «هوى» -إحدى الـ56 قومية التي تتكون منها الصين، وتعد «هوى» أكبر القوميات المسلمة العشر في تلك البلاد، إضافة إلى منطقة شينجيانغ ذات الحكم الذاتي، وأغلبية مواطنيها من «الويغور»- قومية يدين المنتمون إليها بالإسلام. والجزء الثاني هو الأحواز التي هي قليلة الكثافة بساكنيها المسلمين وقد يصل عديدهم فيها الى عشرات الآلاف. لذا، تكون أجواء الأضحى في أرجائها أقل حيوية من المكان الأول. ومن المناطق الثانية على سبيل، الأراضي حديثة العهد بالتواجد الإسلامي كالصناعية، وغالبيتها تقع على امتداد سواحل الصين الشرقية. وفقاً للإحصاءات الصينية الرسمية، يصل عديد المسلمين الى حوالي عشرين مليوناً، مقارنة بالتعداد السكاني الهائل المُكوّن لدولة الصين (ربع سكان العالم- مليار وثلاثمائة مليون نسمة). يغدو الأضحى في الصين تظاهرة وطنية من نوع خاص. ففي هذا اليوم، يبادر المسؤولون الصينيون الى زيارة الهيئات والجمعيات الإسلامية التي ينتظم في عضويتها المؤمنون الصينيون، وطليعتها (الجمعية الإسلامية الصينية)، لتقديم التهاني بالأعياد للمسلمين، الذين، بالتالي، يشعرون بأهميتهم غير المحدودة ودورهم الأساسي في مختلف مناحي حياة الصين والصينيين. فالعدد القليل من المسلمين لا يُعد ضعفاً، بل يضفي وجودهم في النسيج الصيني تميزاً لفسيفسائية منسجمة الألوان والأماني، لكونهم يلعبون دوراً لا غنى عنه في يوميات الدولة، ويعتبرون جسراً متيناً وموثوقاً لبلادهم الى العالمين العربي والإسلامي. وفقاً لمتابعاتي، لاحظت أن الدولة الصينية لا تخفي واقع أن المناطق الإسلامية هناك في حاجة الى مزيد من التطوير، لذا نراها تهتم بتحويلها الى أداة وهدف للتحديث في آن واحد. لذا، تروّج السلطات الى أهمية تفعيل القوى الذاتية للمناطق الإسلامية، لا سيما نحو الإنفتاح على الدول العربية والإسلامية، بغية جذب المزيد من الإستثمارات إليها، فالإرتقاء بمواطنيها ممن يشعرون تدريجياً بحلاوة الإنجاز وثماره اليانعة. فقبل سنتين أقرت الحكومة المركزية الصينية خطة لتعزيز التنمية الإقتصادية والإجتماعية لنينغشيا التي بنتيجتها أرست علاقات تعاون إقتصادي وتجاري مع 120 دولة ومنطقة في العالم. وعلى وجه الخصوص، تمكنت من نسج تبادلية مع الشعوب الأخرى في فروع الصناعة والزراعة والصحة والتكنولوجيا والثقافة والتعليم والفن والرياضة، وأضحى سهلاً على مسلمي المنطقة تصدير منتجاتهم الى اليابان، كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، الإتحاد الأُوروبي والى عددٍ من دول (الشرق الأوسط) العربية. وبلغة الأرقام فقد وصلت قيمة الصادرات والواردات لديهم الى مئات الملايين من الدولارات، وتحتل سبائك الحديد والسليكون أكبر نسبة في الصادرات المحلية، يليها الصوف والمنتجات الصوفية والإدوية الإحيائية. تشهد نينغشيا إقلاعاً إقتصادياً وإجتماعياً، وقد تم فيها تشييد مجمعات صناعية لمعالجة إنتاج الفحم، الكهرباء، التعدين، الصناعة الكيماوية، انتاج الأوراق والمواد البنائية، الأدوية ومعالجة المنتجات الزراعية الجانبية، وكل ذلك أُنجز خلال السنتين الأخيرتين من إقرار خطة العمل مع “العالم الخارجي”.
5/ فبركات غربية ضد مسلمي الصين وشعبها
من الفبركات السخيفة جداُ التي ينشرها الغرب ضد مسلمي الصين وحكوماتها المحلية والمركزية ، ان السلطات المحلية في المقاطعات تجبر أئمة المساجد على الرقص  والغناء في الشوارع ، وتجبر المسلمين على شرب الخمور . وفي المقابل تدّعي هذه الوسائل الاعلامية التي تسيطر على تسعين بالمئة من الاعلام العالمي ، للأسف ، أن المسلمين يعملون عنوة على نشر الاسلام بالصين والتصدي لغير المسلمين بالقوة !
6/ تمريرات بمنع الرجال من إطلاق اللحى ومنع النساء من الحجاب والنقاب
التمريرات و الفبركات كثيرة بحق مسلمي الصين وقومياتها ، وهي منتشرة في الصحافة الدولية في كل مجال ، ويمكن ملاحظة ان يتم نسخها وإعادة نشرها في كل سنة مع اقتراب الشهر الفضيل . وهي تدعي بأن الصين تمنع الرجال من اطلاق اللحى، والنساء من ارتداء الحجاب ووضع النقاب على أنفسهن . لكن ، ماذا يقول أساطين الصحافة والاعلام المعادي للصين عن كيف ولماذا أن كل رجال الدين المسلمين بالصين يطلقون اللحى ، وان النساء يتحجبن في المساجد ، وبأن المتاجر الاسلامية في المدن الاسلامية التي أُقيمت بأموال عربية اسلامية وصينية بغرب وشمال غرب الصين متحجبات ، ويبعن الملابس النسائية الاسلامية علناً وبدون أية مضايقات ؟!
وفي الواقع ، فإن السلطات الصينية تمنح بعض التخفيضات الضريبية على بيع تلك الملابس الشرعية الاسلامية الخاصة بالرجال والنساء على حد سواء ، كما تقدم تلك التخفيضات الضريبية على النشاط التجاري الاسلامي عموماً في المجالات المختلفة . من ناحية اخرى ، فإن فرض ارتداء الحجاب والنقاب على النساء بالقوة ، يُعتبر منافياً لقوانين الدولة الصينية ودول العالم الاخرى ، وهو سلوك يَنال من الحريات الشخصية للمرء و أمر لا تجيزه قوانين مختلف البلدان.
7/ الترويج للارهاب وتبريره بين المسلمين الصينيين في وسائل الإعلام الغربية
تدعي وسائل الاعلام الغربية ان “مسلمي الصين يفضلون خوض الحرب في سوريا على القمع الصيني لهم” ، وهي تسريبات تفضح العمل الغربي الحثيث لتحويل المسلمين الصينيين ، لخدمة المشروع الاستعماري العالمي للتدخل بشؤون الصين والدول العربية ، تسليحاً وتنظيماً وتمويلاً وإعلاماً الخ. كما وقد افتضح أمر هذه الوسائل الغربية عندما أعلنت التالي : عشرات العائلات الصينية المسلمة هاجرت إلى سوريا، مرجّحين نار الحرب السورية على التضييق والتسلط بالصين ، وكبت الحريات.. ويقاتل هؤلاء مع الجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية ضد نظام بشار الأسد”.. ، فهل من تعليق غير تلكم التعليق الصفيق الغربي ذاته الداعي الى تحويل المسلمين لإرهابيين وتبرير الارهاب بكل صفاقة وعلانية ومباشرة من خلال الكلمة المفبركة ؟!
8/ “تزايد انخراط “المسلمين” الصينيين في تنظيم “داعش” في الآونة الأخيرة”
هذا هو عنوان خبر غربي مناهض للصين وهو يعترف بالتالي : ” تكشف عدة مصادر تصاعدًا في انخراط متطوعين صينيين في تنظيم “داعش” في الآونة الأخيرة ، وتؤكد تقاريرُ أمنية أن العناصر الصينية في داعش تشغل مواقع قيادية، خاصة في شمال شرق سوريا، حيث مراكز القيادة والسيطرة للتنظيم “، و “يشير الصحفي الفرنسي تييري ميسان، في تقرير صحفي في يونيو 2014، إلى أن مئات المقاتلين الصينيين من أقلية الإيغور “”المسلمة السنية”” (لاحظوا التفريق الطائفي- ملاحظة الكاتب) قد انضموا لـ ”داعش” في شمال شرق سوريا ، وأن بعضهم تمت ترقيته إلى مراتب قيادية في فترة وجيزة نتيجة خبراتهم القتالية التي اكتسبوها في إقليم شينجيانغ، فضلا عن تخصص بعضهم في نُظم الاتصال والمهام التكنولوجية الدقيقة ، وقدرتهم على استخدام الأسلحة الثقيلة الخاصة بالجيوش النظامية”.
ويضيف “الخبر” ذاته أن “”الدواعش الصينيين” هم أقل إيمانًا بالفكر المتشدد للتنظيم وبالمنهجية الدينية له ، لكنهم انتسبوا إلى التنظيم للحصول على فرص عمل وامتيازات خاصة ، وهو ما أدى إلى تأجيج الصراع بينهم وبين أعضاء تنظيم “داعش” القُدَامى”.. و ان “مجلة ذا ويك” الأمريكية” تشير الى أن هناك مشكلة صينية متنامية مع الأقلية الصينية المسلمة ، حيث إن المسؤولين الصينيين يخشون سفر جماعات “الأويغور” المسلحة التي تتمتع بدعم المنظمات الإرهابية الخارجية ، إلى الخارج للتدريب والقتال ، وذلك لأنها ستعود وهي تمتلك المهارات التي تمكنها من تعزيز التمرد المحلي في الصين”.. إذن هذا هو هدف الاستعمار العالمي يكشف عن هدفه بنفسه :- العمل على تنظيم مسلمي الصين وجعلهم قوة عسكرية ضد وطنهم الصين بعدما وقفوا بالحِراب والسلاح الناري ضد الامة العربية ونجح الغرب بهم بتخليق إسفين بين مسلمي الصين والمسلمين العرب.. ، من خلال قتلهم العرب المسلمين في الدول العربية وإكسابهم المهارات القتالية في سوريا والعراق لتوجيهها “قريباً” كما يَحلمون ويُصرّحون علناً نحو قلب الصين الحليفة.. أنقذها الله وانقذ شعبها والمسلمي فيها من براثن الارهاب الغربي والدولي .
9/ المسلمون الصينيون يدرسون الشريعة واللغة العربية في الاردن والدول العربية الاخرى..
ترحّب جامعات الاردن والدول العربية الاخرى بالمسلمين الصينيين الشباب لدراسة الشريعة واللغة العربية ، وهم بالفعل يدرسونها في تلك الجامعات ، ونحن نتطلع الى مزيد منهم للانخراط في مساقات تلك المواد وغيرها في جامعاتنا ، لتعزيز العلاقات الاردنية – الصينية والعربية – الصينية .
ويدرس طلبة صينيون اللغة العربية في الجامعة الاردنية ، وهي أم الجامعات الاردنية وأولها، في سياق برنامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، الذي ينفذه مركز اللغات في الجامعة ، وصرح مدير المركز الدكتور محمد القضاه في وقت سابق ، ان نحو (200) طالب وطالبة يدرسون في مساقات اللغة العربية من (30) جنسية عالمية غالبيتهم من الطلبة الصينيين ، وحث القضاه الطلبة على التفاعل والإتصال والتحاور مع جميع فئات طلبة الجامعة ، بهدف تبادل الثقافات والتقاليد والمعرفة الإنسانية ، ونقلها لبلدانهم ، كونهم سفراء الجامعة في دولهم الأصلية .
وللإحاطة بموضوع اللغتين العربية والصينية في الصين والبلدان العربية، من المفيد هنا بهدف التوثيق، أن نعيد نشر مقالة الزميل مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء الصين، وهي بعنوان ” صين العربية..!” بيومية “الرأي” الاردنية، بتاريخ 30/12/م2011، وتتناول زيارة نفذها الكاتب نفسه الى الصين بدعوة رسمية، تحدث فيها عن ازدهار اللغة العربية في جمهورية الصين الشعبية، على صُعد التدريس في المدارس والجامعات، وفي حقل عمل الصينيين بهذه اللغة في الشركات والمصانع، وعن غيرها من الامور التي لاحظها الكاتب أورد بشأنها ملاحظاته، وهي تدحض فبركات وسائل الاعلام الامريكية والغربية بشأن الصين، والمقالة تالية :-
تحرص الصين على تدريس العربية، كما لو كانت عربية من الفها إلى يائها!. لم تكن هذه تمنيات أو أحلاماً في يقظة. إنما هو واقع عايشته خلال زيارتي الى الصين، وأعايشه راهناً، خلال زيارتي بدعوة وجهّت لي من إذاعة الصين الدولية، بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسها، وبعد أربعين سنة من مراسلتها والإستماع إليها.
في الصين توجد قومية إسمها (هوى)، ويدين أتباعها بالإسلام، وتشجّعهم الدولة الصينية وحكوماتها على طرق باب العربية، والتعاون مع العرب والتعرّف إليهم، ومراسلتهم، فاكتساب مهارات اللغة منهم، وآليات التألق المهني من خلالها، في مناحي أعمالهم المختلفة، كنشطاء في شركات خاصة، ومؤسسات حكومية، وجامعات ومعاهد تعليمية وعلمية. عديد الناطقين بالعربية في أوساط هذه الأقلية وصل الى ثلاثة آلاف شخص، برعوا في البلاغة العربية، وعلومها، ووضع الدراسات عنها.
شارك ممثلو هذه القومية، وممثلو قومية (هان) الصينية الكبرى، في حفل ضخم ترأسه ورعاه نائب وزير الخارجية الصيني (تشاي جون)، وحضره مسؤولون صينيون كبار، وعدة آلاف من الصينيين، الرسميون منهم وممثلو الرأي العام، والجامعات والمعاهد المشتغلة بالعربية في الصين، والسلك الدبلوماسي العربي وعلى رأسه السفراء والملحقون الثقافيون والإعلاميون، والإعلام العربي، بفضائياته وصحفه ووكالات أنبائه الرسمية والخاصة.
وشاركت في المسابقة أقسام اللغة العربية في23 جامعة ومعهداً من مختلف أنحاء الصين الشاسعة، تصارع فيها سلمياً باللسان والكلام والفصاحة والمبارزة الشعرية والكتابة والقواعد، تلاميذ العربية الصينيون من السنوات الدراسية الثانية الى السنوات السادسة، وأثار هؤلاء دهشة أعضاء لجنة التحكيم العربية الصينية المشتركة، بمستواهم الرفيع بمعرفة العربية ربما أفضل من عدد كبير من العرب أنفسهم(!)، ووزعت الجوائز القيمة على18 فائزاً من جامعات مختلفة في عموم الصين، وتبرعت المملكة العربية السعودية وقطر، وحكومات وفضائيات عربية بتدريس الفائزين بالكامل على نفقتها، والتكفل بجميع مصاريفهم وتكاليفهم المعيشية والعلمية، وتقديم أماكن عمل إليهم في الفضائيات العربية، وبيوتات اللغة والقطاعات الإقتصادية والتجارية المختلفة!.
تتطور وسائل تعليم العربية في الصين، ويزداد عديد الدارسين لعلومها، بدعم من حكومة الصين وبعض الحكومات العربية، ويعود السبب في ذلك الى تعمّق الصِلات الإقتصادية والتجارية النشطة، والسياسية أيضاً بين الطرفين الصيني والعربي، ويتم إبتعاث عدد كبير من الصينيين المتقنين للعربية الى المشاريع الصينية في الدول العربية، خاصة النفطية، والى الاردن أيضاً، حيث يعمل أكثر من ثمانية آلاف صيني في المصانع والمشاريع الصينية في المملكة، ويساهمون على الدوام في رفد الإقتصاد المحلي بقيمة مضافة مَحسوسة، بينما وخلال الأيام المقبلة، سيفتتح في المملكة أول مكتب للفضائية الصينية الناطقة بالعربيةCCTV، وسيعمل فيها أيضاً مراسلون يتقنون الضاد بطلاقة، وسيساهمون بالتأكيد بنقل الأحداث الاردنية عبر فضائيتهم الموضوعية التوجه، علماً بأن العديد من الفضائيات الأجنبية، تتهرب أو ترفض فتح مكاتب لها لتغطية الأحداث الاردنية، أو أنها تبتعث الى الاردن صحفيين لا يتقنون العربية، فتبدو أخبارهم باهتة ولا معنى لها، فيصار بالتالي الى إغلاق مكاتبهم بالتدريج بأوامر من مراكز فضائياتهم في العواصم الكبرى ووراء المحيط!.

10/ الصين تشتهر بصناعة الأطعمة الاسلامية الحلال
أقيمت في الصين مؤخراً ، خلال شهر رمضان ، مهرجانات ونشاطات الأطعمة الاسلامية الحلال ، ومنها الدورة الثامنة الرئيسية لمهرجان بكين للأطعمة الحلال ، و غيرها من الأعمال الأخرى لدفع تطوّر صناعة الأطعمة الحلال في الصين ، لجعل الصين الدولة الاولى في هذا المجال .
وتتكاثر مؤسسات الطعام الحلال الاسلامي وتجّاره والمؤسسات المتعاملة معه صناعةً وبيعاً وتسويقاً بالصين ، الى حد ان احصاء عددها بات صعباً ، لكون الطعام الحلال أصبح تقليداً عاماً يرتدي بجماهيرية بين المسلمين وغير المسلمين ، ويتم تصديره لعدد من بلدان آسيا والعالم غير الاسلامي .
كما أقيم المعرض التجاري الدولي للأغذية لعام 2014 المُسمّى مهرجان الصين للطعام الحلال ، في مركز المعارض الدولي بمنطقة شينجيانغ ، حيث تحدّت أنشطته جدول غينيس للارقام القياسية واحرزت مكانة اولى .
وأشارت إحصاءات ، إلى أن حجم التجارة الخارجية بين الصين والدول على طول طريق وحزام الحرير تجاوز 500 مليار دولار أمريكي منذ شهر مايو عام 2014 وحتى الآن , حيث صارت تزداد حصة قطاع صناعة المنتجات الحلال في الإجمالي بنسبة حوالي 16 بالمئة على أساس سنوي .
وذكرت وكالة أنباء‮ (‬شينخوا‮) الرسمية الصينية ‬في تقرير لها ، في تموز العام 2013 ، الى أن في الصين توجد أسواق ضخمة للأطعمة الاسلامية الحلال ‮. ‬حيث اوضحت إحصاءات الجمعية الاسلامية الصينية وجود حوالي‮ ‬22‮ ‬مليون مسلم بالصين ‬،‮ ‬ويتجاوز مستوى النمو السنوي لصناعة التجارة الاسلامية الصينية‮ ‬10٪‮ ‬مع بلوغ‮ ‬قيمة الصفقات السنوية من الاطعمة الإسلامية أكثر من‮ ‬2‭.‬1‮ ‬مليار دولار ‮.‬
وطرحت منطقة نينغشيا ذاتية الحكم تركيز صناعة الاطعمة الاسلامية على تنمية صناعة المواد الغذائية خلال الخطة الخمسية الثانية عشرة التي تمتد من‮ ‬2011‮ ‬إلى‮ ‬2015‮ ‬سعياً وراء بلوغ‮ ‬إجمالي قيمة الإنتاج من صناعة الاطعمة الإسلامية واسعة النطاق‮ ‬20‮ ‬مليار يوان بحلول عام‮ ‬ 2015‭ .‬‮ ‬وتتمتع الشركات الاسلامية بميزة الأيدي العاملة الكثيفة ورأس المال الكبير , خاصة ان شركات الاطعمة الاسلامية تقدم الكثير من فرص العمل، ‮ ‬وأظهرت ارقام جمعية دفع التجارة لمقاطعة تشينغهاي وجود أكثر من‮ ‬300‮ ‬تشركة تقوم بإنتاج الأطعمة الاسلامية ، وأكثر من‮ ‬5500‮ ‬مطعم اسلامي ، وأكثر من‮ ‬100‮ ‬ألف عامل في المطاعم الإسلامية في المناطق الداخلية والساحلية الصينية‮ .‬
بينما تقدِّر شركة تنمية صناعة الحلال الماليزية حجم سوق الحلال في العالم بنحو‮ ‬2‭.‬1‮ ‬تريليون دولار ،‮ ‬منها‮ ‬580‮ ‬ملياراً لقطاع الأغذية الحلال ،‮ ‬و560‮ ‬ملياراً‮ ‬لمستحضرات‮ ‬التجميل ، الكماليات والعطور الحلال ‮.‬
•    كاتب ومسؤول المطبوعات والملف الاسلامي بالاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء الصين .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.