موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين ودورها في الحرب العالمية الثانية: انتصار على العدوان الياباني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات

0

saleh-aydarous-ali-china-ww2

موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي:
مع نشوب الحرب العالمية الأولى كانت اليابان أكبر دولة عسكرية , وأكبر قوة اقتصادية أيضاً في شرق أسيا , ولم تحقق اليابان تلك المكانة على الخارطة العالمية إلا بعد انتصاراتها في حربين خاضتهما في الفترة ( 1894- 1895م ) مع الصين والثانية مع روسيا في الفترة ( 1904- 1905م ) .
بعد حرب عام 1894 م أعتدت اليابان على تايوان وهي جزء من أرض الصين ونهبت من الصين تعويضات حربية قيمتها 230 مليون أوقية من الفضة تعادل 4,5 إضعاف دخل اليابان المالي في عام 1894 م , وبعد حربها مع روسيا احتلت اليابان ليو شيون و داليان في الصين .
في 18 سبتمبر 1931م أعتدت اليابان على الأراضي الصينية عندما نسفت القوات اليابانية المرابطة بشمال شرقي الصين جزء من خط حديدي بمدينة شنيانج في مقاطعة لياونينج واتهمت قوات المقاومة الصينية بارتكاب هذا العمل الإجرامي واتخذت ذلك ذريعة لغزو واحتلال شمال شرقي الصين وأقاموا دولة مانتشو أي منشوريا يبدئ بذلك الحكم الاستعماري الياباني لمنطقة شمال شرق الصين والدي أستمر 14 عاماً .
في7يوليو عام 1937م , هاجمت القوات اليابانية قوات الجيش الصيني المرابطة في لوقوتشياو ( جسر ماركو بولو ) ثم هاجمت القوات اليابانية قوات الجيش الصيني المرابطة في تشابي بمدينة شانغهاى في 13 أغسطس عام 1937م وبهذا قوبلت بمقاومة عنيفة من القوات الصينية في المنطقتين وبذلك اندلعت حرب الصين الشاملة لمقاومة العدوان الياباني .
بالعودة قليلاً إلى الوراء فأن اليابان ومنذ حربها الأولى على الصين مروراً بالحرب الثانية ارتكبت جرائم شيب لها الولدان وفقدت من أبنائها على مايربوا على الثلاثين مليوناً ولا يسبقها في عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية إلا الاتحاد السوفيتي السابق الذي بلغ عدد ضحاياه في تلك الحرب خمسين مليوناً وقد أرتكب الجيش الياباني مجازر ومذابح كبيرة ضد الجيش والشعب الصيني نذكر منها ( مذبحة ليويشون 21 نوفمبر 1894م ) ( مذبحة جينان من 3- 11 مايو 1928م ) ( مذبحة بينغ دينغ ستان في 16سبتمبر 1932 م ) وأبرزها مذبحة نانجينغ عاصمة الصين حينذاك في 13 ديسمبر1937م التي ذهب ضحيتها أكثر من 300 ألف صيني , وقد حرص الصينيون على أحياء الذكرى السنوية لتلك المجزرة الأليمة .
كما نفذ الجيش الياباني سياسة حرق كل الأشياء ونهب كل الممتلكات وقتل كل الصينيين واستخدم في حربه ضد الشعب الصيني سلاح الحرب الجرثومية والأسلحة الكيماوية الفتاكة على نطاق واسع .
كما تعرضت مدينة تشونغتشينغ عاصمة الصين في ذلك الوقت لقصف الطائرات والقذائف اليابانية ومن أبرزها مأساة خندق بتشونغتشينغ في الخامس من يونيو1941م التي ذهب ضحيتها ألآلاف من المواطنين والأطفال الصينيين إضافة إلى الإصابات البالغة , كما قام الجيش الياباني بإنشاء ماسمي ( إدارة الترفيه ) ومهمتها اغتصاب النساء جماعياً فارتكبت جرائم فضيعة للغاية .
في عام 1944م قال الزعيم الصيني ماو تسي تونغ في يانان ( أن لنا هدفاً مشتركاً , إقصاء العسكريين اليابانيين وعلى مستوى العالم و كل الفاشيين ) .
وبمناسبة الذكرى السبعين لانتهاء حرب مقاومة الشعب الصيني للعدوان الياباني والانتصار في الحرب العالمية الثانية وضمن احتفالية هذه الذكرى فقد أعلنت الصين عن شعار هذه المناسبة ويظهر بوسط الشعار ( 70 ) بارزاً باللون الأحمر وفوق الرمز خمس حمائم تطير فوق وخلف سور الصين العظيم على شكل حرف ( في ) الذي يرمز للنصر ووحدة الأمة الصينية , وفقاً للمكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة الصيني تشير الحمائم الخمس إلى ذاكرة التاريخ والتطلع للسلام ويمثل عددها شعوب القارات الخمس متحدين ومتجهين نحو مستقبل مشرق بعد خوضهم الدماء والنيران .
وأضاف المكتب أن الحمائم تمثل أيضا الشعب الصيني وهو يحلق نحو مستقبل النهضة الكبرى تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني .
وبهذا المناسبة أقامة بكين بميدان تيان ان مين ( 3سبتمبر الماضي ) استعراضا عسكرياً ضخماً لأحياء هذه المناسبة بحضور 23 من ورؤساء الدول وممثلي حكومات أكثر من 50دولة يتقدمهم الرئيس فلاديمير بوتين ورئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بارك جيون وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون .
ويعد هذا الاستعراض العسكري الذي تقيمه الصين في غير مناسبة العيد الوطني , سبق لها تنظيم 14 استعراضا عسكرياً بمناسبة العيد الوطني , ويأتي احتفال هذا العام كأول احتفال تقيمه الصين لأحياء ذكرى الانتصار في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني وانتهاء الحرب العالمية الثانية .
وبهذا المناسبة حيا الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ 70 لانتصار الشعب الصيني على العدوان الياباني والحرب العالمية الثانية على الفاشية بحسب التسمية الرسمية للحرب العالمية الثانية والانتصار العظيم الذي فتح أفاقا مشرقة لتجدد الأمة الصينية وقال ( هذا اليوم سيكون محفوراً إلى الأبد في ذاكرة الناس في جميع إنحاء العالم سبعون عاماً مضت اليوم والشعب الصيني وبعد ماخاض 14 عاماً من الحرب بعناد فاز فوزاً عظيماً في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني بالإضافة إلى فوز كامل في الحرب العالمية ضد الفاشية , في ذلك اليوم بورك العالم بأشعة السلام مرة أخرى .
وأضاف ( انتصار الحرب الشعبية الصينية المقاومة ضد العدوان الياباني هو أول انتصار كامل فازت به الصين في مقاومة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومناهضة العدوان الخارجي في العصر الحديث , هذا انتصار عظيم سحق مؤامرة العسكريين اليابانيين لاستعمار الصين واستعبادها و وضع حد للإذلال الوطني الصيني من الهزائم المتتالية في المعاناة بين أيدي المعتدين الأجانب في العصر الحديث ) .
هذا انتصار عظيم فتح أفاقاً مشرقه للتجدد العظيم للأمة الصينية , وحظي الشعب الصيني باحترام جميع الشعوب المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم وتابع ( تجربة الحرب تجعل للسلام قيمة عند الناس والهدف من احتفالنا بالذكرى 70 لانتصار حرب الشعب الصيني المقاوم ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية هو أن نأخذ التاريخ في الاعتبار ونكرم جميع الدين ضحو بحياتهم .
وأضاف ( من أجل السلام نحن في حاجة إلى تعزيز وجود شعور قوي من المجتمع الدولي لمستقبل مشترك , التحيز والتمييز والكراهية كلها تنتهي بالمآسي والحرب والمعاناة , الاحترام المتبادل والمساواة والتنمية السلمية والرضي المشترك تمثل الطريق الصحيح الذي يجب أتخادة ) .
أثناء مقابلته للرئيس الصيني شي جين بينغ في أثناء مشاركته في احتفالات الذكرى السبعين للنصر في الحرب الوطنية العظمى في موسكو أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الأذهان أن الاتحاد السوفيتي والصين تكبدا أفدح الخسائر البشرية في الحرب العالمية الثانية , وأردف لذلك نعارض دائماً أي محاولات لرد اعتبار النازية العسكرية وتزييف التاريخ مشيراً إلى أن الماضي المجيد المشترك للبلدان شكل أساساً جيداً لبناء علاقات حسن الجوار متبادلة المنفعة في القرن الحادي والعشرين .
• كاتب يمني وممثل رئيس الاتحاد الدولي للإعلاميين والصحفيين والكتاب العرب حلفاء الصين
ورئيس نادي قراء مجلة الصين اليوم باليمن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.