موقع متخصص بالشؤون الصينية

أمسيـــة الإنتصـارات الصينيـة

0

ahmad-kaysi-chinese-victories

موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمـد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي*
إجتمعنا مساء يوم الأربعاء الـ30من سبتمبر2015م, في أمسية وحفل جماعي بفندق حياة عمان، دعتنا إليها السفارة الصينية الموقرة في الأردن والمتمثلة بسعادة المستشار السياسي ونائب السفير مهدي تشانغ هايتاو, إحياءً لمناسبة الذكرى السنوية (66) لتأسيس جمهورية الصين الشعبية الحرة الأبية. وكانت هذه الأمسية جميلة جداً وهادئة ومليئة بالمدنيين والعسكريين والمسؤوليين الأردنيين والعرب السابقين وبعض الحاليين, وأيضاً بالأحبة والأصدقاء الأعزاء الكرام وعلى رأسهم الأستاذ مروان سوداح، رئيس الإتحاد الدولي للكتاب العرب حلفاء الصين وعائلته الكريمة، وآخرون..
كان اللقاء أخوياً ومفعماً بمشاعر الأخوة والصداقة والمحبة والصدق بين الأردنيين والصينيين لنحتفل سوياً بهذه المناسبة الغالية على كل أحرار ومقاومي العالم, والذين أسسوا دولهم بمطالب شعبية ومحبة من كل أتباع الأديان والقوميات والأعراق الإنسانية الكريمة, وهؤلاء وأمثالهم من الأحرار وعبر التاريخ وما زالوا وسيبقون وفي كل مكان على وجه هذه الأرض المباركة يحقّقون النصر تلو النصر وبكافة المجالات على أعداء الله والرسل والإنسانية جمعاء, لأننا في حرب عالمية بين الحق الثابت والباطل الزائل بإذن الله تعالى, وبهذه المناسبة السعيدة، اتقدم بالتهنئة القلبية لجمهورية الصين الشعبية قيادة وشعبا وجيشا وسفارة.
وفي هذا المقام كذلك، نتقدم للصين بالتهاني الحارة بمناسبة الذكرى ال(70) لإنتصار المقاومة الشعبية الصينية البطلة على العدوان الياباني بعد عشرات الاعوام من المقاومة والصبر الحقيقي للمقاوميين الصينيين بقيادة الشيوعيين. فرغم التضحيات الكبرى التي قدّمها المقاومون الصينيون آنذاك، إلا انهم إنتصروا في النهاية على الفاشية والنازية والاحتلال وأتباعها وأدواتها، فكان ذلك الإنتصار العظيم الذي لم يحتفل به الشعب الصيني فقط، ولكن إحتفل به كذلك كل أحرار الأمم الأخرى, لأنه كان خلاصاً لهم من فئات ضالة ومُضلِّة أرادت القضاء على الإنسانية برمتها, وذكرى الإنتصار أيضا حملت الكثير من المعاني الصادقة والوفاء لدماء من ضحوا في سبيل الحصول على النصر المؤزر لهم وللشعب الصيني ولكل العالم, فالصينيون ضحّوا بأنفسهم وفلذات اكبادهم وماتوا ليحيا شعبهم والشعوب الأخرى وعلى مستوى الكرة الأرضية, ولولا هؤلاء وأمثالهم والذين ثبتوا في الميدان وفي أرض المعركة لأبيدة الإنسانية جمعاء لا سمح الله ولا قدر في تلك الأيام الطاحنة والعصيبة التي مر بها العالم وكانت إنسانيته على المحك, فنصر الله سبحانه وتعالى الحق وهزم الباطل بكل حلفائه إن الباطل كان زهوقا.
هذه التضحيات العظمى التي قدمها الشعب الصيني في سبيل الخلاص من العدوان الياباني البغيض فتح الأبواب على مصراعيها أمام الصين وشعبها ليدخلوا عالم النمو والتقدم والإستقلال والسيادة والقرار المستقل وإحترام النفس الإنسانية الصينية والعالمية, تماما كالتضحيات التي قدمتها الشعوب العربية والإسلامية وما زال بعض أحرارها ومقاوميها سائرون على هذا النهج الذي يدافع من أجل بقاء الإنسانية البشرية ويحارب للقضاء على أعدائها على مر التاريخ.
ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية الحرة الأبية تم تطبيق سياسة الإصلاح والإنفتاح وكانت التنمية أول أولويات الصين وقياداته الحكيمة, فنهضت البلاد بعد مأساة الحرب, فأعادت الحياة للعباد بممارسة أعمالهم وتطبيق مشاريعهم وأفكارهم السليمة والصحيحة والمبنية على الصدق والتقوى والمحبة والسلام والعدل بين الجميع دون تمييز بين أحد, فوصل الصين بقياداته وشعبه وجيشه ووحدتهم الأبدية إلى ما هو عليه الآن من تقدم بكل المجالات, وأصبح له تأثير كبير في كل القضايا العالمية, وما زال الصينيون يعملون ولن يكتفوا بما وصلوا إليه من تقدم ونمو ومكانة عالمية بل يسيرون بخطا ثابتة وثقة عالية جدا بأنفسهم تجاه مستقبلهم ومستقبل العالم أجمع, ليعيش العالم بأمن وآمان وسلم وسلام ونمو وتقدم وإزدهار وتعاون وشراكة حقيقية بين الدول والشعوب، بعيدا عن النزاعات والحروب المفتعلة من قبل دولة المصالح ذات القطب الواحد لتنفيذ أجندات مشبوهة وملوثة على الشعوب والعالم أجمع.
والصين ومنذ تأسيس جمهوريتها العظيمة تعمل على تعزيز الإتصالات الإنسانية والودية بين الشعوب والأمم وعلى كافة المستويات سواء أكانوا قيادات أو حكومات أو شعوب, لأنها تعلم أن النزاعات والحروب تدمر الأرض وما عليها ولا تعمر, وترى بأن السبب الرئيسي والمهم في نجاح العلاقات الدبلوماسية والشعبية والتبادلات والإتفاقيات بين الدول والشعوب يعود إلى المحبة والصدق والثقة المتبادلة في التعامل والمعاملة والبعد عن الأطماع وحب السيطرة والتحكم بالبلاد والعباد من أجل إنجاز التعاون والشراكة الحقيقية وفي كافة المجالات, وهم يؤمنون بأنه لا بد من دعم الشعوب كافة وتعزيز التفاهم المتبادل وتوثيق عرى الصداقة الطبيعية للبشر لإرساء قاعدة شعبية راسخة وقاعدة إجتماعية عريضة أيضا لإجراء التعاون الوطني والإقليمي والدولي.
وأيضا، صادفت قبل أيام الذكرى السنوية (70) لتأسيس منظمة الأمم المتحدة, والصين إحدى الدول المؤسسة لها وواحدة من الأعضاء الدائميين بمجلس الأمن, وهي دولة مبدئية وقيمية تدافع بحزم عن مبادئ وقيم وثوابت ميثاق الأمم المتحدة الأساسية في العلاقات الدولية, والذي أخترق من قبل دولة القطب الواحد الأمريكي والغربي عدة مرات دون رقيب أو حسيب, وتتمسك الصين بنشر السلام بين الشعوب وتسعى لبناء النمط الجديد من العلاقات الدولية القائم على المحبة والتعاون والشراكة بين أبناء البشرية جمعاء.
والعلاقات الدبلوماسية والشعبية بين العرب والصين هي علاقات قديمة وراسخة عبر التاريخ وفي كل المجالات, وكانت وما زالت وستبقى قائمة على الإحترام المتبادل في التعامل والمعاملة والتعاون والشراكة الحقيقية والمساواة والدعم لكل القضايا الإنسانية العالمية, لذلك يستمر ذلك التعاون بين الطرفين وهو في إزدياد. والعلاقات الأردنية الصينية الشعبية والدبلوماسية أيضا هي علاقات قديمة منذ عام 1977م, وهي في تقدم ونمو وإزدهار وزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الأخيرة إلى الصين كانت تسير في ذلك الإتجاه لتعزيز العلاقات وترسيخها أكثر من ذي قبل وفي كافة المجالات ومنها العسكرية, ونشكر هنا القيادة الصينية والشعب والجيش الصيني على المنحة الكبيرة التي قدمت للجيش الأردني كدعم عسكري لقواتنا المسلحة, كيف لا وكلا الدولتين تنتميان إلى الدول النامية الآسيوية وعلى عاتقهما مهمات مشتركة كبيرة إتجاه شعوبهما والمنطقة والعالم, وإنشاء الحزام الإقتصادي بطريق الحرير البحري سيربط بين الدول العربية والصين وسيُمتّن العلاقات والروابط بين الشعوب والقيادات والحكومات والجيوش مستقبلا وفي كافة المجالات, ونتمنى نحن كشعوب توسيع التعاون بين الدول العربية والإسلامية والصين وبين بلدي الأردن والصين بشكل أكبر وأكثر وبوتيرة أسرع تقوم على الثقة والمحبة والحوار والمنفعة المتبادلة والمشتركة بين جميع الأطراف لتنهض الأمم جميعها وتعود إلى إنسانيتها الحقيقية.
أُكرر تهانيّ القلبية وأطيب تمنياتي للصين الحبيبة وقيادةً وشعباً وجيشاً بمناسبة التأسيس المجيد ال(66)، وبغيرها من المناسبات الأخرى السعيدة, ونهنئ أنفسنا كأصدقاء وأحباء وأخوة للشعب الصيني بهذه الذكرى العطرة, ونتمنى للصين ولشعبها ولقيادتها ولجيشها التقدم والنمو والإزدهار، ونتطلع الى أن تعم المحبة والسلام والأخوة والتعاون الإنساني بكل مجالاته بين الجميع, لتنهض الأمم بقيادات إنسانية تنشر الحب والصدق والسلام والهدوء والرخاء والتقدم والإزدهار لعمارة هذه الأرض, والنصر قريب لأحرار العالم وفي كل مكان على القيادات الشيطانية الأمريكية الغربية التي نشرت الفتن والحروب وسفك الدماء بين الأمم والأديان والشعوب لتنفيذ مصالحها الذاتية وأحلام وأمراض وفكر الصهيونية العالمية المجرمة التي تعمل ليلاً ونهاراً على إبادة الأمتين الإسلامية والمسيحية، وللسيطرة النهائية على فلسطين المحتلة، فهنيئا لنا بالإنتصارات الماضية وبأمسياتها الجميلة, وهنيئاً لنا بالإنتصارات القادمة والتي ستكون أمسياتها وإحتفالاتها أجمل وابهى بإذن الله تعالى.
* عضو في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين/ باحث وكاتـب أردني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.