موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصيـن بلـد الأُممية العالمية

0

ahmad-kaysi-china-globalism1

موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمد إبراهيم ابو السباع القيسي*:

نالت الصين حريتها وإستقلالها عام 1949م, وبدأت منذ ذلك ذلك الوقت رحلة نهضتها العظيمة, أما في نهاية السبعينات فقد بدأت بكين تطبق سياسة الإصلاح والإنفتاح, وبعد ذلك الوقت عملت الدولة الصينية وقيادتها على الحد من الفقر والبطالة، وإتخذت خطوات سريعة للتنمية في المناطق الفقيرة, لتحسين معيشة الشعب وتحقيق الرخاء والرفاهية له، ولنشر المحبة والإطمئنان والأمن والآمان بصورة شاملة.
ونهجت الصين منذ ذلك الوقت، تعزيز الإنصاف والعدالة الإجتماعية، لضمان عيش الشعب بطمأنينة، ولكي يعمل بإرتياح ويجد في عمله, وها هي الصين اليوم، من أولى الدول  وأقواها إقتصاديا على مستوى العالم، كما وانها قاطرة الإقتصاد الآسيوي والعالمي.
والأمة الصينية يحكمها القانون والدستور منذ القدم وتم بناء الدولة والحكومة والمجتمع على أساس إحترام سيادة القانون, لذلك تم تعديل الدستور الصيني عدة مرات، وأدخلوا عليه بنود جديدة لصالح أبناء الشعب الصيني داخليا وخارجيا، لأنهم يعتبرون الشعب سيداّ لبلاده.
الامة الصينية أمة متعلمة، ومثقفة. لذلك، قام الحزب والحكومة بتعميق إصلاح النظام الثقافي، ودعموا الثقافة والمثقفين بكل ما يطلبونهم وأعطوهم الحرية الكاملة لتحسين وترسيخ الثقافة في عقول وقلوب الأمة الصينية،  لتكون الصين دولة قوية ثقافياً,  تواصل مسيرتها الحضارية التي عمرها أكثر من خمسة آلاف عام. والأمة الصينية أمة ذات تاريخ وحضارة ومسيرة تقدم وعلم، بل هي ساهمت ومنذ القدم في التنمية الحضارية للبشرية جمعاء, قال صلى الله عليه وسلم (إطلبوا العِلم ولو في الصين), ومن معالمها التي أثارت إهتمام العالم وتدل على عظمة هذه الأمة سور الصين العظيم والمدينة الإمبراطورية المحرمة والتي تعتبر من عجائب الدنيا السبع.
عدد سكان الصين بحسب آخر إحصائية صينية، ملياراً وثلاثمائة مليون نسمة, وجماهير الشعب بكل فئاته هي منبع قوة الدولة والحزب والقيادة, يعاملون أبناء الشعب مثل معاملة الأبناء والوالدين تماما, وتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية هو الحلم المشترك لأبناء الأمة الصينية داخل الصين وخارجها, وعلى المستوى العسكري قام الحزب والدولة والقيادة بتمتين الدفاع الوطني وبناء جيش قوي ومجهز عسكريا بكل ما يلزمه من تجهيزات حديثة بصناعة صينية للدفاع عن الأمة الصينية من الأعداء المتربصين بها داخليا وخارجيا.
والصين في حرب حياة أو موت ضد الإرهاب العالمي,  أما على المستوى التعليمي فتعتبر الدولة الصينية والحكومة التعليم أساس التنمية الوطنية على مدى طويل وهو أولوية إستراتيجية والطريق الصحيح لنقل الثقافة والمعرفة وتربية الأجيال الجديدة وبناء حياة أفضل للشعب الصيني, عدد الطلاب والطالبات في الصين الشعبية، وفقاً لبعض الاحصاءات غير الصينية وهي متاحة على الانترنت، نحو (260) مليونا, بالاضافة الى (15) مليون معلم ومعلمة.
تتمسك الصين بالمفهوم الدبلوماسي المتمثل في العلاقة الحميمة والصدق والمنفعة المتبادلة والإخلاص والتسامح تجاه الدول المجاورة والامم الاخرى، والعالم أجمع, وهي دولة لا تعادي أحداً وأياديها غير ملطخة بأي دماء أبرياء من الشعوب, ولا تعمل للهيمنة على الدول الفقيرة ولا تقوم بإستعمارها، كغيرها من الدول العظمى التي تعمل ليل نهار على إستعمار الدول الفقيرة ونهب خيراتها وزيادة فقرها, وإنما تقوم الصين على عمل شراكات وصداقة خالصة تفيد الشعوب في العالم أجمع وتستفيد هي أيضا مقابل ذلك محبة الشعوب وثقتهم التي لا تمنحها تلك الشعوب لدول أخرى في العالم غير الصين. فشعب الصين صديق للعالم، صادق في التعامل، لذلك يثق العالم به, وهو شريك مخلص دائما, وأيضا يحارب في الداخل بوجه الإسراف والتبذير، ويعزز جهود مكافحة الفساد وبناء النزاهة لتحصين جبهته الداخلية مع الخارجية وفي آن واحد معاً.
لذلك تعمل الصين على خلق مستقبل أفضل وأجمل للشعب الصيني ولآسيا والعالم بمجموعه. لهذا دخلت الصين كعضو في منظمات وتحالفات عالمية مثل (دول البريكس, مجموعة العشرين, علاقات وثيقة مع أمريكا اللاتينية والكاريبي ومع العرب والروس, منظمة شانغهاي للتعاون, منظمة التعاون الإقتصادي الآسيوي لآسيا والمحيط الهادئ…. وغيرها من التحالفات الكبرى).
أما المسلمون وغيرهم في الصين فهم يعيشون كباقي أفراد الشعب الصيني يتمتعون بنفس القوانين والحقوق, والرئيس شي جين بينغ يتابع أمورهم بإستمرار ويقوم بزيارات متكررة إليهم ليعرف ما هي مطالبهم من الحزب والحكومة, وهناك الكثير منهم منتسب بالحزب الحاكم والأحزاب الأخرى.
وللمسلمين وحدة تصريف لأمورهم، وتعتبر وزارة شؤون إسلامية هناك, وهي تابعة للحكومة الصينية ولديوان الرئاسة ولها مفتي خاص ليصدر الأحكام الشرعية الخاصة بالمسلمين في البلاد, إلا أن بعض الحركات الإسلامية والقوى المدعومة من الغرب المتصهين والفكر الوهابي في غرب الصين وبجوارها، تحاول بين الفينة والأخرى التسلسلل إلى مناطق المسلمين، وبالذات إلى شينجيانغ لتحرض شبابها على الأعمال المتطرفة وبكل الوسائل الشيطانية، للنيل من الحكومة والحزب والقيادة والشعب الصيني. وما يحدث في الصين من جانب تلك القوى، يماثل تماماً للاحداث الماساوية في منطقتنا العربية والإسلامية.
ومِثال على حياة المسلمين الصينيين، تعتبر مدينة شاويانغ، – التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2500سنة وتقع جنوب مقاطعة هونان بجنوب وسط الصين -, من المدن التي يجتمع فيها المسلمون, فققد دخلها الإسلام قبل أكثر من ستة قرون, ويعيش فيها أكثر من (40000) ألف مسلم, وللعلم فإن الثقافة الإسلامية إختلطت بالثقافة الصينية وأصبحت جزءاً لا يتجزأ منها.
أما ما يخص قضية فلسطين، فالقيادة والحزب والحكومة والأمة الصينية العظيمة بأكملها، تعلم جيداً أن الشعب الفلسطيني صاحب قضية عادلة، وهم جميعا مع القضية الفلسطينة وحقوق الشعب الفلسطيني لإرجاع أرضه المحتلة، من البحر إلى النهر, لكنها تسير مع العالم وتطالب بإعادة حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وفي الرابع من ديسمبر من كل عام تحي الأمة الصينية الذكرى السنوية لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني, والأمة الصينية من الشعوب الصديقة التي تقف وبكل ثبات مع قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المغتصبة هذا غير دعمها للفلسطينيين على صُعد صينية وعالمية, وأيضا تقف وبكل ثقلها مع القضايا العربية والإسلامية وفي كل مكان من العالم.
لذلك كله ولغيرها من الاسباب، نتمنى كل الخير والتقدم والإزدهار والسلام للأمة الصينية والصديقة وللقيادة العالمية الرصينة والحليفة للرئيس الكبير (شي جين بينغ)، الذي يعمل ليلاً ونهاراً على تحقيق طموحات وتطلعات أمته الصينية العظيمة, وبلاده التي هي قلعة الاممية والعالمية، ويُكافح من أجل ذلك بكل ما أوتي من قوة وعِلم وذكاء ومعرفة بشؤون الحكم وإدارة الدولة، ويَنقل الأمة الصينية الى فضاءات المجد والازدهار بنظرته الثاقبة وعقله الراجح وفكره السديد.

AhmadKaysi@Yahoo.Com
*عضو ناشط في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين، وكاتب وباحث  سياسي واجتماعي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.