موقع متخصص بالشؤون الصينية

Cri ومسابقة الخطابة الرابعة في اليوم العالمي للغة العربية بالصين

2

ousama-moukhtar-radio-arabic

موقع الصين بعيون عربية ـ
أسامة مختار*:

إن الذى ملأ اللغات محاسنا                 جعل الجمال وسره فى الضاد

هكذا تغزّل أمير الشُعراء أحمد شوقى فى اللغة العربية، وغيره كثيرون، وحُق لهم ذلك طالما سحرتهم هذه المحبوبة الساحرة، فهى أكثر اللغات تحدثاً ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً فى العالم، وهى كذلك لغة مقدّسة عند المسلمين (لغة القرآن)، ولغة الشعائر الرئيسية فى عدد من الكنائس المسيحية فى العالم العربى، بل انها أثّرت كثيراً على لغات أخرى مثل التركية والفارسية والسواحيلية والهوسا الخ… لذا، كانت فكرة الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية فى الثامن عشر من ديسمبر كل عام.
وهنا فى الصين، وفى اليوم نفسه، احتفلت جمهورية الصين الشعبية هذا العام (2015م) فى جامعة اللغات والثقافة في بكين بهذا اليوم، وكانت إذاعة الصين الدولية التى يحتفل قسمها العربى بالذكرى الـ58 لتأسيسه، أول المحتفلين بهذه الفعاليات، كيف لا؟ وهو جِسر التواصل الأول والأهم من بين المؤسسات الإعلامية الصينية العربية.
وتعزيزاً لدورها فى نشر اللغة العربية ومنذ عام 2011م وجهت إذاعة الصين الدولية الدعوة لإقامة مسابقة كأس(CRI) للخطابة باللغة العربية لطلاب وطالبات الجامعات الصينية، مما أحدث ردود أفعال واسعة في أوساط المهتمين بلغة الضاد فى الصين، فأفرزت المسابقة مواهب ناجحة بامتياز من خلال تنظيم ورعاية جامعة اللغات في بكين، ومشاركة أكثر من 30 جامعة ومعهداً في رياح البلاد، وما يُميّز هذه الفكرة العبقرية الرائدة أنها المسابقة الوحيدة للغة العربية فى الصين.
تمخّض ختام المسابقة فى دورتها الرابعة لهذا العام، برعاية وحضور نائب وزير الخارجية الصينى تشانغ مينغ (الناطق بالعربية)، وحشد كبير من السفراء العرب وطلاب الجامعات الصينية، وممثلى وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، تأهل 24 فائزاً بعد جولات تمهيدية ثلاث، بدأت فى أكتوبر الماضى، كان شارك فيها 100 طالب وطالبة، وأحرز الجوائز الأولى كل مِن: ما ياى؛ وليو جين روى؛ من جامعة بكين للدراسات الأجنبية، وياى منغ من جامعة بكين للدراسات الدولية؛ وياى لو من جامعة بكين للغات.
وتحدث فى الحفل ضيف الشرف نائب وزير الخارجية الصينى تشانغ مينغ، ونائب مدير إذاعة الصين الدولية لى بينغ، وعدد من السفراء العرب، ومديرى بعض الجامعات مُشيدين ومؤازرين ومعجبين وداعمين ومشجّعين ليوم اللغة العربية ولهذه المسابقة، التى أفرزت كوادر إعلامية ولغوية على مر السنوات الخمس الماضية، من بينهم من هم زملاء لنا فى إذاعة الصين الدولية، وبعض المؤسسات الإعلامية المَسموعة والمرئية والمقرؤة العاملة باللغة العربية.
فى هذا اليوم البهى، نثر الطلاب والطالبات الصينيون روائع الدرر، وعرضوا لتمَكُّنهم في العربية وإتقانهم إيَّاها، وقدّموا لنا درساً فى كيفية الحفاظ على لغة الضاد، الأمر الذى أثار شجون الحاضرين، فبدت واضحةً علامات الاعجاب والدهشة والاحترام تجاه المتسابقين الصينيين على وجوه الحاضرين العرب، إذ أدهش هذا الأسلوب الراقى فى التخاطب والتواصل المشاهدين في أروقة الاحتفال، وأكد واقع التقدير العميق الذي تكنه الصين الرسمية والشعبية للغة الضاد، فى وقت يتفاخر فيه أهلها بهجرانها والتنافس على تَعليم وتعلّم الإنجليزية والفرنسية .
لقد قدّم لنا هؤلاء الطلاب والطالبات الصينيون، وإذاعة الصين الدولية وقسمها العربى برئاسة الأستاذة سميرة تساى جينغ لى، درساً فى كيفية الحفاظ على اللغة العربية، التى قال فيها المستشرق الألمانى أوقست: (إذا استثنينا الصين، فلا يوجد شعب آخر يَحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب)، ما يوفّر الثقة والأمل بأن مستقبل اللغة العربية فى تقدّم وازدهار مستمرين، وسيؤدي ذلك الى الاسهام الواسع فى تعزيز الحوار النافع بين العالم العربى والصين، وربط ماضى الأمة بحاضرها عبر طريق حرير قديم متجدّد.
لم يقتصر الاحتفال على فن الخطابة والالقاء، بل كانت الفنون الاخرى من غناء ورقص عربى حاضرة، ليتفرّق الجميع مع مَغيب شمس ذلك اليوم الجميل وهم يحملون في عقولهم أجمل الانطباعات والذكريات التى لن تغيب عن الذاكرة ليوم عنوانه اللغة العربية وابداعاتها وفنونها.

 

  • خبير إعلامي ولغوي في إذاعة الصين الدولية
    عضو ناشط في الإتحاد الدولى للإعلامين والصحفيين والكُتّاب العرب حلفاء الصين
2 تعليقات
  1. مروان سوداح يقول

    مقالة ممتازة.. نأمل تطوير العلاقات وتعميقها مابين موقع الصين بعيون عربية والقسم العربي لاذاعة الصين الدولية الموقر لما فيه ثمار يانعة ومتواصلة للتعاون البنّاء.. الاكاديمي مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين

  2. أسامة مختار يقول

    شكرا الأستاذ الكبير مروان سوداح ،بتعاونكم وجهودكم المقدرة تتطور العلاقات وتزدهر ما بين القسم العربى لإذاعة الصين واتحادكم الموقر
    أسامة مختار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.