موقع متخصص بالشؤون الصينية

الطوابع الصينية – ثقافة وهواية وحكاية حضارة

1

marwan-soudah-press-stamps

موقع الصين بعيون عربية ـ
مروان سوداح*:
تهتم الصين بإصدار مجموعات طوابع مُكرّسة لمناسبات مشهودة في تقويمها. ومن تلك المناسبات “عام القرد – 2016″ .
وفي الخامس من يناير الجاري، واصل الصينيون شراء المجموعات التي تحمل صور قرود من مختلف الأنواع والأشكال، لكن بهمّة أكبر من السابق، شملت مكاتب البريد الصينية كافة، من شرق البلاد الى أقصى غربها.
وتُعتبر طوابع القرد لعام 2016، مجموعة رابعة لـ”طوابع القرد” التي أصدرتها الصين سابقاً. والمُلاحظ، أن أعداداً كبيرة من الصينيين تنادوا لشراء هذه الطوابع، وشهدت مكاتب البريد الوطني إقبالا منقطع النظير من جانب المواطنين، ما يؤكد جماهيرية هواية جَمع الطوابع في الصين. ونقلت شبكة صحيفة الشعب الصينية الرسمية عن مراسلها قوله، ان القيمة الإسمية لطوابع القرد الكبيرة ارتفعت نحو21 مرة !
ووفقا لمراسل الشبكة، فإن طبعة القرد للعام 2016 بيعت صباح ذات اليوم الذي طُرحت فيه بمكاتب البريد والاسواق، ما تسبب بارتفاع أسعارها جَرّاء إتّساع طلب المشترين الذي فاق التوقعات، ولازدياد الكميات المطرحة في الأسواق.

press

ويُذكر، أن الصين كانت أصدرت ثلاث مجموعات من “طوابع القرد”، للعام 1980، ونُشرت المجموعة الرابعة العام الحالي. حيث اختلف تصميم الطوابع الجديدة عن الطوابع السابقة، وشملت الطوابع أربعة قرود، وهي أكثر عدداً مقارنة مع الطوابع الماضية.
ومن الطبيعي وحالة العراقة الثقافية للصين، ان تتمتع القارة الصينية بتراث متميز في صناعة الطوابع البريدية، وان تَمتلك تقاليد خاصة بها، جميلة وذات معنى اجتماعي وسياسي يَنم عن تحضّرٍ عالٍ. ومن تلك التقاليد، على سبيل المِثال، ان القيادات الصينية الاولى تهتم بمسألة الطوابع الى أقصى حد، وتعتبرها قيمة ثقافية رفيعة، ومُنتَجاً ثقافياً وحضارياً للصين، يتحدث عن الانسان والتاريخ وإرث الصين المادي والمعنوي وحضارته وعلاقات الشعب الصيني الدولية، ورغباته بتعميق متواصل لصداقته مع الامم والشعوب كبيرها وصغيرها على حد سواء.
والطوابع الصينية تُكرَّسُ للعديد من المناسبات والتأريخ، وهي بالإضافة الى ذلك كله، تحضُ على الارتقاء بالمستوى الثقافي ومعارف الفرد، وتُعلي المشاعر الانسانية للصينيين وتضامنهم الإجتماعي والأُممي.
وبهذا الصدد، أذكر خبراً عرضَتْهُ الفضائية الصينية CCTV الناطقة بالعربية، تحدّث عن رعاية السيدة الاولى، بنغ لي يوان، عقيلة الرئيس شي جينبينغ، لحفل إصدار طوابع تذكارية صينية مُخصّصة لذوي الاحتياجات الخاصة الصينيين، وشاركت في إصدارها منظمة الأمم المتحدة. وقد نوّهت السيدة بنغ، في كلمة لها في الحفل، إلى أن هذه الخطوة تُظهر على نحو جلي، الأهمية البالغة التي يُوليها الجانبان – الصين والامم المتحدة، لتحسين حياة المُعوّقين، ولفتت أنظار الحضور والمجتمع الدولي إلى أن كلا من الحكومة الصينية والمجتمع الصيني قد حققا نجاحات ملحوظة في مسيرتهما الظافرة لدعم وتعزيز الرعاية الإجتماعية للمعوقين وتسهيل حياتهم.
وفي مناسبة اخرى شهدتها القاهرة قبل سنوات، رعى الصديق الكبير “وو سيكه”، سفير الصين الأسبق لدى مصر، والمَبعوث الصيني السابق للشرق الاوسط، حفل إصدار ألبوم الطوابع التذكارية ومراسم تسليم الطوابع التذكارية بمناسبة اليوبيل الذهبي لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر.
حَكَايَا الطوابع الصينية كثيرة ولا تُحصى أو تُحصر، وهي جاذبة لغرابتها حيناً، وللأثمان الباهظة للطوابع الصينية القديمة حيناً آخر.
وبما يَخص الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين، فإن هواية جمع الطوابع والعِملات، هما مجالان ثقافيان لإهتمام بارز من لدن عدد كبير من الأعضاء قياداتٍ وقواعد. ومن قيادات الفروع الاتحاديين المهتمين بهذه الهواية، عضو الهيئة الادارية للاتحاد الدولي ورئيس فرع ولاية ورقلة الاتحادي ورئيس جمعية سفراء بلا حدود بالجزائر – الأخ عبد القادر خليل وهو خريج الاتحاد السوفييتي؛ بالإضافة الى الأخ عبد اللطيف سيد محمد عبدالودود، من موريتانيا، وهو يترأس جمعية الشباب للثقافة والتنمية، والاخ الاكاديمي فؤاد الغزيزر رئيس فرع المملكة المغربية للاتحاد الدولي ومدير عام صحيفة “أسيا بريس” ورئيس المركز الجامعي للدراسات الصينية في جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس؛ وليس ختاماً، كاتب هذه السطور.
وقبل أيام، حظي الاخ عبد اللطيف بلقاء وزيرة الثقافة والصناعة التقليدية الموريتانية، السيدة هندو بنت عينينا، في مكتبها بالوزارة، وناقش الجانبان اهتمام الجمعية وانشطتها المحلية والعربية والدولية بمجال الطوابع البريدية والعِملات الموريتانية، بالإضافة الى مشاركة الجمعية في معرض المنامة، حيث رحّبت وزيرة الثقافة بوفد الجمعية، وتقدّمت له بالتهاني على حَصد الأوسمة والتكريمات في فعاليات دولية مُثِّلت فيها موريتانيا، وأكدت ضرورة الاهتمام بمجال الطوابع البريدية والعِملات لما تختزنه من صور التراث والثقافة الموريتانية.
ويُشارك الاخ عبد اللطيف، وهو شخصية موريتانية معروفة عربياً ودولياً، في إعداد دراسات عن الطوابع والعِملات الموريتانية، وإلقاء محاضرات عنها، وأبعاد الاهتمام بها وطنياً وعالمياً.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

تعليق 1
  1. عبداللطيف سيد محمد عبد الودود يقول

    سلام عليكم
    السيد الفاضل :مروان سوداح
    أولا أشكركم علي تعاونكم ونبلكم
    وتناولكم للموضوع الهواية جمع الطوابع البريدية والعملات أو هواية الملوك
    وإن شاء الله سأتناول الموضوع من زوايا مختلفه ومواضيع تخدم وتعزز صداقة المورتانية الصينية والعالم العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.