موقع متخصص بالشؤون الصينية

“الصين اليوم” توزع على “مــركز سيــــدة السلام”

2

china-jordan3-magazine5

موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمـد إبراهيـم أحمـد ابو السباع القيســي*:

تنص مواد قانون حقوق الأشخاص المعوقين لسنة 2007م على لزوم إحترام حقوق الأشخاص المعوّقين وكرامتهم وحرية إختيارهم، وإحترام حياتهم الخاصة, وقبول الأشخاص المعوقين بإعتبارهم جزءاً من طبيعة التنوع البشري، ودمجهم في شتى مناحي الحياة وعلى مختلف الصعد.
ونقرا في المواد كذلك، أنه من حق المُعاق أن يحصل على الرعاية الصحية, وأن يتعلم ويعمل وان تتم رعايته على يد أسرته ومن جانب مجتمعه بصورة سليمة لا تمس كرامته أو إنسانيته, ومن حقه أيضاً أن يترشح للإنتخابات وأن يدخل في معترك الحياة السياسية, وأن يتم دعمه رياضياً وثقافياً في الأنشطة والمؤتمرات الوطنية والدولية، والتقاضي والعدالة أمام القضاء.
لذلك إرتأت “مجلة الصين اليوم” التي تنشر باللغة العربية منذ اكثر من نصف قرن، إجراء مقابلة حصرية مع رئيس اللجنة المركزية لمركز سيدة السلام السيد سهم مدانات, ليطلعنا على هذا المركز الإنساني الذي يقدم خدماته للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مجاني، ليخفف عنهم وعن أسرهم الآلام والأحزان والتكاليف الباهظة التي يقومون بدفعها في أماكن ومراكز أخرى ذات الإختصاص.
ـ الصين اليوم: نشكرك يا أخ سهم على حسن الإستقبال, ونتمنى أن تحدثنا عن مركز سيدة السلام تاريخ تأسيسه.. تابع لأية جهة الخ.
ـ السيد سهم: أهلا ومرحباً بكم وبمجلتلكم الموقرة في مركز سيدة السلام الإنساني والمتميز بعمله وخدمته للمجتمع. لقد تم إنشاء مركز سيدة السلام للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة لمساعدة ذوي الإعاقة وأسرهم ومنحهم بريق أمل في الحياة, وهو يعتبر من أحدث مؤسسات البطريركية اللاتينية للأشخاص ذوي الإعاقة, وقد تأسس في منطقة ضاحية الأمير علي، خريبة السوق طريق المطار الدولي, وتم إفتتاحه بتاريخ 15/04/2004م, برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله, وسجّل رسمياً في وزارة التنمية الإجتماعية.
ـ الصين اليوم: ما هي رؤيـــة ورسالة مركز سيدة السلام؟
ـ السيد سهم: تقوم رؤية المركز على خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة بتجرّد كامل عن المواقف السياسية والدينية والفوارق الإجتماعية, ويعمل على توعية المواطنين بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأسرة والمجتمع, ويرسّخ أيضاَ الحس الإنساني والوطني وإرساء قواعد الحوار العملي والبناء الذي يقوم على عمل الجماعة مع كافة المواطنين مسيحيين ومسلمين على حد سواء, وبذلك يتحمل المواطن ما عليه من مسؤوليات تجاه المواطنين الأقل حظاً, ويُشارك الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم آلامهم ومعاناتهم ساعياً لخدمتهم ولممارسة حقوقهم الأساسية, وهذه المبادئ الثلاثة التي تقوم عليها رسالة المركز وهي مبادئ إنسانية وروحية ووطنية.
ـ الصين اليوم:- ما الحالات التي يستقبلها المركز؟ وحدثنا عن الهيكل الإداري والتنظيمي للمركز؟
ـ السيد سهم: يَستقبل المركز مختلف حالات الإعاقات الحركية والشلل الدماغي لمختلف الأعمار، وهو مزود بأجهزة العلاج الطبيعي والوظيفي والعلاج المائي لمختلف الفئات العمرية، بالإضافة إلى برنامج السيكومتريك, كما أن فيه قسم تربوي وإرشادي لتعليم المهارات الإدراكية والإستقلالية الحياتية, والمهارات الإجتماعية والحاسوبية للأطفال من ذوي الإعاقات العقلية البسيطة والمتوسطة من عمر 6 سنوات إلى عمر 14 سنة, والتدريب النطقي والإرشاد النفسي والأسري, ووحدة تدخل مبكر لتدريب وتأهيل حالات الإعاقة العقلية والتوحد لذوي سن 6 سنوات, كما تم حديثاً إفتتاح مشغل الأطراف الإصطناعية، كما أن هنالك عيادة للطب العام بالتعاون مع جمعية الكاريتاس الأردنية، تقوم بتقديم خدمة الكشف الطبي والمعالجة مجانا, إضافة لباقي خدمات المركز المذكورة سابقاً، فجميعها خدمات مجانية بالكامل لوجه الله تعالى.
ـ الصين اليوم: هل هناك متطوعين من المواطنين الأردنيين ومؤسسات أردنية مجتمعية؟
ـ السيد سهم: نعم يوجد في المركز لجان من المتوطوعين المسيحيين والمسلمين من مختلف محافظات المملكة للعمل على توعية المجتمع الأردني والأسرة الأردنية بأهمية الأشخاص ذوي الإعاقة، ووجوب إحترامهم وإحترام حقوقهم الأساسية وقبولهم في الأسرة والمجتمع بكل محبة وإحترام, وتقوم اللجان بعدد من البرامج والأنشطة التي تحقق غاياتها في التوعية الشاملة وبالتنسيق مع عدد من الشركاء من مؤسسات المجتمع المدني منها (المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين ووزارة التنمية الإجتماعية ومديرياتها ومديريات الأوقاف الإسلامية ومديريات الصحة والتربية والتعليم والجامعات والمعاهد العلمية بالإضافة إلى (الجيش العربي الأردني)، والخدمات الطبية الملكية ومديريات الدفاع المدني والأمن العام ومؤسسات التربية الخاصة في المجتمع المحلي.
ـ الصين اليوم: هل هناك فروع للمركز داخل المملكة الأردنية الهاشمية؟
ـ السيد سهم: طبعاً ، المقر الرئيسي هنا يوجد في عمّان طريق المطار الدولي, كما أن هناك فرع آخر في محافظة العقبة, ووحدات علاج طبيعي في كل من المحافظات التالية الزرقاء والمفرق والفحيص وعنجرة, وكامل هذه الفروع والوحدات تقدم خدماتها لذوي الإعاقة بشكل مجاني بالكامل.
ـ الصين اليوم: ما هي مهام اللجنة المركزية التي تترأسها سيد سهم؟
ـ السيد سهم: تقع المسؤولية الكبرى على عاتق رئاسة اللجنة المركزية، وهي تتولى مسؤولية الإشراف على المركز بكافة فروعه ولجانه ووحداته الخارجية ومسؤولية التنظيم والتخطيط للعمل ووضع البرامج والسياسات، وتأسيس اللجان والفروع، وتأمين التمويل وتنظيم الشراكة مع المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى التدريب والتطوير للعاملين والمتطوعين, كما أن هناك كاهن مكلف من البطريركية اللاتينية بالإدارة العامة للمركز وهو كما قلت لك بأنه وللأسف الشديد سافر إلى دبي ونتمنى عودته لنا بالسلامة إنشاء الله تعالى.
ـ الصين اليوم: سيد سهم هل هناك جهات داعمة وممولة لمركز سيدة السلام داخلية وخارجية؟ السيد سهم: نعم.. نعم، فالدعم قائم على التبرعات من داخل وخارج الأردن، بالإضافة إلى دعم من أفراد ومنظمات ومؤسسات إنسانية كريمة.
ـ الصين اليوم: من خلال زيارتي للمركز إلتقيت مع عدد من الإخوة العراقيين المهجّرين من العراق بسبب الأوضاع المتأزمة هناك وإرهاب الإرهابيين الدواعش وفروعهم, حدثنا عنهم وعن الخدمات التي يقدمها لهم المركز؟
ـ السيد سهم: نعم، هم متواجدون لدينا, لذلك قمنا وبالشراكة مع جمعية الكاريتاس الأردنية بإستقبال عدد منهم وبدفعات مختلفة وعلى مراحل فتهجيرهم كان بسبب الظروف السياسية والصرعات والإضطهاد من قبل الإرهابيين الذين سيطروا على الموصل وغيرها من مناطق شمال العراق, وتم إستقبالهم في المركز وقدمت لهم مختلف الخدمات، حيث كان يُقدّر عددهم ب (50) عائلة، وتم تأمينهم وتأمين احتياجاتهم على دفعتين، وتوفير مستلزماتهم الحياتية من مسكن وملبس ومأكل وعناية طبية داخل المركز, وللعلم فقد تم توزيع نسخ من مجلتكم الموقرة على الإخوة العراقيين المهجرين لقراءتها والإطلاع عليها وقد أعجبوا بها كثيراً.
ـ الصين اليوم: هل يوجد مكتبة داخل المركز؟
ـ السيد سهم: نعم يوجد مكتبة صغيرة تحتوي على بعض الكتب المقدسة والكتب العلمية والثقافية والطبية، وبعض الكتيبات عن المركز والخدمات التي يقدمها بكافة فروعه وأقسامه الإدارية والفنية, واليوم تم توزيع مجلتكم الموقرة على الموظفين والمتطوعين والمهجرين العراقيين, وسيتم وضع عدة نسخ منها في مكتبتنا الصغيرة ليطلع عليها الأخوة المراجعين لتزداد ثقافتهم عن الصين والعالم العربي بمسلميه ومسيحيه.
ـ الصين اليوم: هل زرت جمهورية الصين الشعبية؟
ـ السيد سهم: لا لم أقم بزيارتها يوماً للأسف الشديد لإنشغالي بمتابعة أمور المركز ولجانه وفروعه ووحداته المختلفة بحكم رئاستي للجنة المركزية, وأتمنى أن أزور الصين قريبا للتعرف عليها وزيارة المراكز والمؤسسات ذات الإختصاص لتعريفهم على مركز سيدة السلام لنبني جسر التواصل بيننا لخدمة أصحاب الإحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقة من مجتمعاتنا، التي هي بأمس الحاجة لذلك التواصل بيننا لتبادل الخبرات والإنجازات الطبية وبالذات في الصين، التي تساهم بعلاجهم وإعادة الأمل إليهم ولأسرهم الكريمة, نتمنى ذلك ليتم دعم مركزنا بالخبرات والأجهزة الطبية والعلاجية الحديثة, ومن خلال تعريف مجلتكم الموقرة بمركزنا الإنساني سيكون بإذن الله تعالى تواصل قريب بين مركز سيدة السلام في الأردن وبين المراكز المماثلة في الصين العظيمة.

china-jordan3-magazine1

china-jordan3-magazine2

china-jordan3-magazine3

china-jordan3-magazine4

china-jordan3-magazine5

china-jordan3-magazine6

china-jordan3-magazine7

china-jordan3-magazine8

china-jordan3-magazine9

china-jordan3-magazine10

ـ الصين اليوم: سيد سهم أكيد أنك قرأت مجلة الصين اليوم بالعربية يا حبذا لو تعطينا رأيك بها؟
ـ السيد سهم: حقيقة أنني إطلعت عليها أنا وكل الموظفين والمتطوعين والمهجرين وأعجبنا بها كثيراً, وقد دققت الفكر والنظر في صفحاتها القيمة فوجدت أنها تتحدث عن شعب عريق وتارخ وحضارة قديمة وكفاءات مميزة تعمل على هدم هوة المسافات الطويلة والبعيدة بين الصين والشعوب العربية والعالمية, لتتواصل فيما بينها ويتم التعارف والمعرفة وتبادل الأفكارالإنسانية والخبرات والمعرفة والكفاءات فيما بينها, وأيضا لاحظت بأن هذه المجلة الكريمة تحاكي الضمير الإنساني للقادة وللشعوب ليصحوا من نومهم الطويل وأزماتهم الكثيرة المفتعلة من قبل الغير التائه في هذه الدنيا, ليعملوا معا على وحدة الشعوب إينما وجدوا بكل أديانهم وأعراقهم وقومياتهم وطوائفهم وجغرافيتهم لأننا جميعا أخوة في الإنسانية أولا, ليعملوا معا على عمارة الأرض ونشر العدالة الدينية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية والفكرية الإنسانية والعلمية بين كل شعوب الأرض وفي كل مكان من العالم.
ـ الصين اليوم: سيد سهم كلمة أخيرة لأصحاب الضمائر الإنسانية في عالمنا العربي وفي العالم قد تساهم بتخفيف المعاناة عن الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم.
ـ السيد سهم: لدينا رسالة لكل الشعوب في العالم وهو إحترام وتقبل الأشخاص ذوي الإعاقة على مبدأ حقوقي لأن لهم حقوق كثيرة على دولهم ومجتمعاتهم، وليس على مبدأ الشفقة والعطف. ومن هذا الباب وحرصاً منا ومنكم على عدم جرح شعورهم وشعورأسرهم الكريمة لم نرغب بتصويرهم لأن مَن يريد أن يدعمهم معنوياً ومادياً فهو يَعرف الطرق السليمة والصحيحة لذلك الأمر, فهم قادرين على العطاء والإندماج في المجتمعات, ولكن أحياناً تكون المشكلة في المجتمع أو الشخص المقابل لهم, لعدم ثقته بقدراتهم وإمكانياتهم, وأيضاً يجب أن يكون هناك وعي لمفهوم التطوع والمساعدة بما في ذلك من دعم لكل المراكز التي تقدم مثل هذه الخدمات المجانية حتى تبقى وتتقدم في تقديم كل ما يلزم لذوي الإعاقة ولأسرهم أيضا.
ـ الصين اليوم: في الختام نتمنى من كل ضمير إنساني في العالم أن يصحوا من سباته وينظر إلى تلك الحالات البريئة والطيبة ولأسرهم وللمراكز التي تقوم على خدمتهم مجانا, وأن يقدموا لهم كل دعم معنوي ومادي, وأقدم لك الشكر سيد سهم مدانات وللأب المحترم مدير المركز ولكل الموظفين والمتطوعين الذين يعملون بكل طاقتهم لدعم وخدمة إخواننا وأخواتنا من ذوي الإعاقة, ويمسحون دموع الحزن من عيون أسرهم وعائلاتهم, ويمنحونهم حقوقهم القانونية والمجتمعية والإنسانية التي تمنحهم الأمل بمستقبل حياة أفضل, ونتمنى لمركز سيدة السلام الخير والتوفيق ليبقى شعلة تنير درب أحباب الله من ذوي الإعاقة, ويوقظ أصحاب الضمائر الميتة للشعور مه هؤلاء وأسرهم ومع مركزكم الإنساني المجاني.
ـ السيد سهم: وبالنيابة عني وعن كل القائمين على المركز نشكركم جميعا ونقدر مشاعركم الإنسانية العالية وشعوركم النبيل إتجاه مركزنا والحالات التي نقوم بمتابعتها وعلاجها ودعمها إنسانياً وطبياً وقانونياً ومجتمعياً، حتى ينالوا حقوقهم الشرعية والقانونية والطبيعية كاملة دون مِنّة من أحد، لأن هؤلاء إخوتنا في الإنسانية ولهم حقوق علينا جميعا, فكل التوفيق والمحبة لكم لأنكم وبحق تمثلون الضمير الإنساني الأردني والعربي والعالمي.

*عضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين ومنتدى مجلة “الصين اليوم” بالاردن، وباحـــــــث وكاتـــــــــــب أردنــــــــــــي

2 تعليقات
  1. عبداللطيف سيد محمد عبد الودود يقول

    سلام عليكم
    هنيئا لكم
    وأتمني لكم مزيدا من الصداقة الجادة والعمل المتميز
    أتقدم بطلب مدنا بخبراتكم من الرفع من الأداء نادي قراء مجلة الصين اليوم في مورتانيا

  2. مروان سوداح يقول

    يقوم اعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء الصين بتوزيع المطبوعات الصينية الناطقة بالعربية كنشاطات تطوعية منهم دون ان يتلقوا أي فلس من أي طرف كان، ومهمتهم هذه على مثِال الاخ الكاتب والباحث الكبير الاستاذ احمد القيسي مهمة نبيلة وشريفة وثقافية وحضارية وذات ابعاد مستقبلية وبصيرة ثاقبة تعبّد لمستقبل صداقة وثيق بين الامة العربية والامة الصينية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.