موقع متخصص بالشؤون الصينية

لبنان في الصين: البحث عن حصة من تريليونات «خطّ الحرير»

0

p13_20160729_pic1

«من بيروت إلى بكين» هو المشروع الذي نظّمه فرنسبنك وجمعية الصداقة الصينية في إطار استراتيجية بناء «خط الحرير». الصين خصّصت 6 تريليونات دولار للاستثمار في البنية التحتية والاتصالات والتبادل الثقافي بين الصين والدول التي تقع على خط الحرير. ويسعى لبنان لكسب حصّة من هذا المبلغ

محمد وهبة
خصصت الصين 6 تريليونات دولار للاستثمار في الدول التي تقع على «خط الحرير». حتى الآن، لم تحدّد الصين المعايير التي ستعتمد لإنفاق هذا المبلغ وكيفية توزيعه جغرافياً وقطاعياً، إلا أنه «بات مؤكداً أن لبنان ضمن أولويات الصين» يقول الوزير السابق عدنان القصار لـ«الأخبار».

كلام القصار جاء على هامش مؤتمر صحافي عقده أمس في مقرّ «فرنسبنك» لإعلان نتائج فعاليات مشروع «حزام واحد وطريق واحد: بيروت إلى بكين». انطلقت هذه الفعاليات في إطار الاستراتيجية الصينية لإحياء «طريق الحرير»، بتنظيم «فرنسبنك» و«جمعية الصداقة الصينية»، وهي تشمل زيارة وفد من المنتجين لعرض سلع لبنانية وتسويقها هناك، فضلاً عن مؤتمر أعمال حضره ممثلو 120 شركة صينية، ولقاءات عديدة مع مسؤولين صينيين.
تبيّن في هذه الفعاليات أن هناك فرصة للصناعة المحلية بالتصدير إلى الصين، إذ إن «الأجواء مؤاتية هناك ومهيأة من أجل النقاش في هذا الأمر ومساعدة لبنان في كل المسائل المتعلقة بالضرائب المفروضة على بعض السلع لجهة خفضها أو استثناء المنتجات اللبنانية منها… “لكن علينا أن نعلم أن العمل مع الصين هو على المدى الطويل، وأن الرغبة الصينية بالانفتاح على لبنان موجودة، ما يعني أنه يجب الاطلاع على هذه السوق الكبيرة والإمكانات المتاحة فيها”، وفق القصار.

يوضح عادل القصار أن هناك اهتماماً من الصين بالاستثمار في لبنان، سواء في المجال السياحي أو في مجال شراء حصص في رؤوس أموال شركات لبنانية قائمة. في السياحة، يمكن الدفع في اتجاه تعزيز السياحة الصينية في لبنان، وقد تبيّن أن هناك اهتماماً من الصينيين للاستثمار في مجال الفنادق في لبنان، أو الاستثمار في رؤوس أموال فنادق ومطاعم ومؤسسات سياحية أخرى. كذلك هناك اهتمام بالصناعة اللبنانية التي يمكن أن تشهد تطوراً بفعل دخول الصينيين إلى رأس مال بعض المصانع أو تأسيس مصانع في لبنان.
في إطار فعاليات «بيروت إلى بكين»، أبدت بعض الشركات الصينية اهتمامها بزيت الزيتون اللبناني ودبس الخروب ومنتجات لبنانية أخرى. بعض المشاركين اللبنانيين في المعرض اللبناني الذي أقيم في بكين، قالوا إنهم تلقوا رسائل من شركات صينية تفيد بأنها تدرس إمكان الاستيراد من لبنان وإقامة علاقات مع المنتجين اللبنانيين.
مشروع «بيروت إلى بكين» لن يكون يتيماً، بل سيليه مشروع «بكين إلى بيروت» في تشرين الثاني المقبل. وبحسب عدنان القصار، فإن الرئيس الصيني قدّم دعماً كبيراً لإحياء استراتيجية «طريق الحرير»،إذ جرى تخصيص مبلغ 6 تريليونات دولار من أجل تمويل البنية التحتية والاستثمارات والاتصالات السلكية واللاسلكية اللازمة والتبادلات الثقافية بدعم من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي أنشئ حديثاً. توضح المستشارة الاقتصادية والتجارية لسفارة الصين في لبنان شانغ فونغ لينغ، أن مبادرة بناء «الحزام والطريق» (الحزام يعني الدول التي تقع على خطّ الحرير، والطريق التي تربط هذه الدول بعضها ببعض)، أطلقت في عام 2013 وهي تركّز على تناسق السياسات وترابط البنى التحتية وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتفاهم الشعوب بين الدول المطلّة على الحزام والطريق، وتهدف إلى تحريك التعاون الإقليمي بين الدول المعنية في نطاق أوسع وعلى مستوى أعلى وبشكل أعمق».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.