موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصّين وعَملانية إنقاذ الاقتِصاد العَالمي

0

mostafa-aboualaynein-china-g20

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
مُصطفى أبو العِينين*:

حَبست البشرية أنفاسها خلال انعقاد قمة العشرين، على مدار يومين، في شرق الصين، برئاسة الامين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ.

وحضر القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كضيف شرف ومتميز وأول، مالفت انتباه الشعوب والمؤتمرين لهذا التكريم الصيني البالغ لروسيا، الذي يَعني الكثير في علاقات البلدين الجارين الصين وروسيا، والى جانب ذلك احترام الصين للدور الروسي عالمياً وفي العلاقات الثنائية بين بكين وموسكو، مايؤكد طابع الصِّلات الوثيق بين العاصمتين المتحالفتين.

وقد عرضت هذه العلاقات الروسية الصينية في قمة العشرين لطابع العلاقات المقبلة بين الدول والشعوب، والتي يجري تأسيسها حالياً على قاعدة مشتركة، وبالتفاهم بين الدولتين في جميع المجالات، لصالح علاقات نافعة في الاقتصاد الثنائي والعالمي، ولاجل محورية الحوكمة، وعدالة الفِعل الاقتصادي، وشمولية التوظيفات المالية، وضرورة التخلي عن الحمائية من جانب بعض الدول، التي ترمي الى محاصرة الصين وروسيا تجارياً.

وقمة العشرين إذ انعقدت في الصين، التي تشغل المكانة الاقتصادية الاولى في العالم بمختلف المؤشرات، برغم ان الصين تتحاشى التفاخر بذلك والاعلان عنه، ركزت على ضرورة خلق اقتصاد إبتكاري وشامل وتعافي الاقتصاد العالمي برمته ليَسند بعضه بعضاً، ودعم الاقتصادات الناشئة للدول الصغيرة والنامية، لأجل الاخذ بيدها في عالم الصراعات الاقتصادية والحّربية، نحو شَغل مركز مَقبول لها بين الدول الكبرى اقتصادياً.

ويَقيناً، أن الاقتصادات الناشئة ستلعب في المستقبل بدعم صيني دوراً رئيسياً في الاقتصاد العالمي عموماً، لأجل تقليص حدّة الفقر والفاقة دولياً، ولناحية تشغيل أكبر عدد ممكن من اليد العاملة والفنية، وتقليص الفوارق الطبقية والاجتماعية بين البشر، وجعل اندلاع الحروب لأجل الارباح أقل وظاهرة مكروهة، وفي سبيل الابتعاد تدريجياً عن اقتصادات الحرب التي تشكل العمود الفقري لاقتصادات دول كبرى لا يَعنيها سلام البشرية.

قمة الصين تشير الى ضرورة اقتناص اللحظة التاريخية سوياً مع الصين وبمساعدتها، للعثور على حلول واقعية للاقتصادات العالمية، ورغبة بمساواة الاقتصادات وتقديم بيئة مناسبة لها بين الاقتصادات الكبرى، التي تسيطر على مفتاح الاسواق، وهو نجاح يُسجّل للصين رئيساً وحكومةً ودولةً وشعباً، وستذكره البشرية وتسجله لصالح الصين في صفحات مُنيرة، لكون الصين إنحازت مرة اخرى الى جانب الشعوب الاضعف والوسطى، ولعمل بكين من اجل مجتمع بشري متناغم ومتصالح اقتصادياً وبالتالي سياسياً وفكرياً وقومياً وإقليمياً.

قمة العشرين تحت رئاسة الصين أكدت سياستها العادلة بين الشعوب، وإفساح المجال أمامها لدور أقوي وأعم، بخاصة للدول النامية، في إصلاح الاقتصاد العالمي والآليات المالية، وإطلاق مبادرات لدعم الصناعات المختلفة في القارة السمراء والدول الضعيفة والاقل تقدماً.

سوف تذكر البشرية الصين ومساعيها قبل وخلال وبعد قمة العشرين، بتقدير كبير واهتمام بنهجها وبيئتها التي تصب في مصلحة البشرية، وتتناغم مع مسيرة الصين منذ ألوف السنين للعمل في صالح الكسب المشترك والمصالح الجماعية، ولأجل علاج الوضع العالمي الذي يعاني من اختلالات اقتصادية عميقة.

* كاتب وصحفي وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين ومُتخصص بالنشر عن الخطوط الصينية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.