موقع متخصص بالشؤون الصينية

الرئيس الصيني يدعو دول البريكس إلى تعزيز الثقة والعمل ضد التحديات

0

xijinpeng-brics

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الأحد دول مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) إلى تعزيز الثقة، في حين تفرض بيئة خارجية تتسم بشدة التعقيد تحديات على كتلة الأسواق الصاعدة.

وخلال حديثه في القمة السنوية لمجموعة البريكس في ولاية جوا غرب الهند، دعا الرئيس شي إلى بناء اقتصاد منفتح بينما حذر من كافة اشكال الحمائية.

وطالب دول البريكس بتنفيذ نتائج القمة الـ11 لمجموعة العشرين التي انعقدت في مدينة هوانغتشو في سبتمبر الماضي والسعي الحثيث نحو تحقيق نمو عالمي قوي ومستدام ومتوازن وشامل.

كما قدم الرئيس الصيني مقترحا من خمس نقاط لدول مجموعة البريكس للترابط في الأوقات الصعبة بما فيها بناء عالم منفتح ورسم رؤية للتنمية المشتركة ومواجهة التحديات الدولية الملحة وحماية العدالة والمساواة في المجتمع الدولي وتعميق الشراكة بين بلدان الكتلة.

وقال “يتعين علينا تدعيم حكمة وقوة دول البريكس، والعمل المشترك فى الاستجابة للتحديات.”

اقتصاد منفتح وعدالة

من اجل مواجهة التحديات الاقتصادية، اقترح شي ان تعمل دول البريكس على دفع الاصلاحات الهيكلية وابتكار انماط نمو وبناء اقتصاد منفتح.

وحذر من الحمائية، قائلا انه يتعين على دول البريكس تولي القيادة فى التعاون المنفتح والدولي من خلال اعطاء الاولوية لقطاعات مثل الاقتصاد والتجارة والتداول المالي والارتباطية فى البنية التحتية والتبادلات الشعبية.

وحث الرئيس على تعزيز تمثيل وصوت اقتصادات الاسواق الصاعدة والدول النامية فى عملية اصلاح الحوكمة العالمية، ومن ثم المساعدة فى بناء نمط جديد من العلاقات الدولية للتعاون والنفع المتبادل وكذا حماية العدالة.

وحث الزعيم الصيني الدول الخمس على تعزيز التنسيق والتواصل فى القضايا الدولية والقضايا الاقليمية الساخنة فى محاولة لمواجهة مشتركة للتحديات العالمية مثل الكوارث الطبيعية والتغير المناخي والامراض المعدية والإرهاب.

كما حث شي دول البريكس على تعزيز التعاون وتعميق الشراكات للسعي نحو التنمية المشتركة، وبشكل خاص من خلال بنك التنمية الجديد فى البريكس وترتيب احتياطي الطوارئ اللذين اقيما فى 2014.

وقال “الصين داعمة قوية ومشاركة فعالة فى آلية البريكس، وتولي التعاون فى اطار البريكس اهمية دبلوماسية كبيرة”، مضيفا “نؤمن بأن التعاون فى اطار البريكس سيعزز بقوة السلام والاستقرار والازدهار.”

وحيث ان هذا العام يوافق الذكرى العاشرة لالية تعاون البريكس، استعرض شي تنمية الكتلة خلال العقد الماضي، قائلا ان منصة تعاون البريكس نمت لتصبح آلية دولية لها تأثير قوي، كما انها دفعت بقوة الاصلاحات فى الحوكمة الاقتصادية العالمية قدما.

وأشار الى ان دول البريكس اسهمت فى اكثر من نصف النمو العالمي فى السنوات العشر الماضية.

كما اعلن شي ان الصين ستتولى الرئاسة الدورية للبريكس العام القادم وستستضيف قمتها التاسعة فى شيامن جنوب شرق الصين، الذى عمل فيها شي نائبا لعمدة المدينة فى الثمانينيات من القرن الماضي، فى سبتمبر.

وأوضح ان الصين تتطلع الى العمل مع كافة الاطراف المعنية لتنفيذ توافقات القمم السابقة وتعميق الشراكات وكتابة صفحة جديدة فى تاريخ التعاون فى البريكس.

توقع تعاون افضل

ناقش قادة البريكس التعاون فى اطار المجموعة والقضايا الاخرى محل الاهتمام المشترك فى القمة التى عقدت يومي 15 و16 اكتوبر الجاري تحت شعار “بناء حلول متجاوبة وشاملة وجماعية”.

وخلال القمة، حث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الدول الخمسة على القيام بدور اكبر فى الاطر الدولية الكبرى مثل مجموعة العشرين ومنظمة التجارة العالمية.

وحث على تعاون أوثق فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتمويل والزراعة والحضرنة والبنية التحتية والامن، واقترح آلية تعاون اقوى فى هذه المجالات.

وقال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ان بلاده تأمل فى تعزيز التعاون فى البريكس فى مجالات الموارد المائية والاقتصاد الرقمي والاستثمار والتمويل والابتكار والشركات الصغيرة والمتوسطة والفضاء الخارجي واعماق المحيطات والانرتنت والتبادلات الشعبية.

وأوضح انه يتعين على دول البريكس الاهتمام بشكل اكبر بالمجموعات الاكثر تأثرا بالتغير المناخي والازمة الاقتصادية، والعمل من اجل الدعم الدولي لهم.

وقال الرئيس البرازيلي ميشال تامر ان دول البريكس تواجه تحديات مماثلة، ويتعين عليها بذل جهود موحدة فى التغلب على الصعوبات.

وأوضح ان البرازيل تحث على تسهيل التجارة والاستثمار بين دول البريكس وكذا شراكة تعاونية اقوى فى المالية والعلوم والتكنولوجيا والبيئة والثقافة من اجل عودة منافع حقيقية على الشعوب.

ومشيرا الى ان التعاون بين دول البريكس لعب دورا هاما فى تسهيل التعافي الاقتصادي العالمي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه يتعين على الدول الخمس التنفيذ الجيد لاستراتيجية الشراكات الاقتصادية للبريكس التى تم تبنيها العام الماضي فى قمة اوفا وتعزيز التعاون فى الطاقة المتجددة والمالية والتجارة والاستثمار والتجارة الالكترونية والصحة والتعليم.

كما حث على جهود جماعية من دول البريكس فى الدفع نحو اصلاح الحوكمة الاقتصادية والمالية العالمية.

كما شهد الاجتماع توقيع عدد من وثائق التعاون بشأن البحث الزراعي والجمارك والدراسات الدبلوماسية وغيرها. كما حضر القادة الخمسة مؤتمر صحفيا مشتركا. كما صدر اعلان جوا عندما اختتمت القمة اليوم.

كما حضر شي مع قادة البريكس الآخرين حوارا مع ممثلي مجلس اعمال البريكس اليوم الاحد.

وقال ان دول البريكس، التى تأثرت بالعوامل الداخلية والخارجية، شهدت نموا اقتصاديا ضعيفا وتواجه تحديات جديدة فى تنميتها.

وأوضح شي انها لا تزال تحافظ على ميزة تنافسية فى مجالات الموارد والسوق والعمالة، وتتمتع بفرص تنمية مشرقة.

وأضاف ان تعاون البريكس دخل مرحلة جديدة بعد 10 سنوات من التنمية، حيث يواجه تحديات وكذا فرصا.

وحث قادة الاعمال على اغتنام الفرص والمشاركة الفعالة فى تدعيم التعاون الاقتصادي بين دول البريكس من اجل تعزيز الثقة ودفع الاصلاح والابتكار وتعزيز التعاون البراجماتي والقيام باسهامات اكبر لخلق مستقبل اكثر اشراقا للتنمية المشتركة لدول البريكس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.