موقع متخصص بالشؤون الصينية

حِكايتي العَربية مَع الإذَاعةِ الصِّينيةCRI

0

mounir-china-cri

موقع الصين بعيون عربية ـ
تشيوى فنغ خه (مُنير)*:

تُعتبر الإذاعة الصينية الناطقة بالعربية مَكسباً للطرفين الصيني والعربي، وهي كذلك مكسب لكل الشعوب. فهي تنطق بلغة الضاد، ويَستمع إليها العرب في كل مكان، ويَهوى الاستماع إليها الصينيون ممن يتقنون العربية، بهدف تطوير لغتهم العربية، ومعرفة الجديد في العلاقات العربية – الصينية من مؤسسة صينية بالذات، تنشط في ملاحقة كل صغيرة وكبيرة في الأنباء العربية والصينية والتبادلات الثنائية بين الطرفين الصديقين.

تأسس القسم العربي للاذاعة الصينيةCRI يوم الثالث من نوفمبر 1957، بينما تأسست الاذاعة قبله، بتاريخ الثالث من ديسمبر عام1941، وقد كان التأسيس للجهتين مؤثراً جداً في الاوساط الصينية. فاللغة العربية في بلادنا راسخة أركانها منذ ألوف السنين، وقبل الشروع بالخطوة الاولى لطريق الحرير القديم، وهي لغة ستتعزز قريباً بطريق الحرير الجديد المُسمّى بـ”الحزام والطريق”، وهي مبادرة عالمية وشاملة لكل الشعوب أعلنها رئيسنا فخامة السيد شي جين بينغ في عام 2013م..

بالطبع، يتحدث القسم العربي للاذاعة الصينية ومنذ كان بثّه الاول وبالدرجة الاولى عن البلاد الصينية، ووجهات النظر الصينية تجاه القضايا العربية والعربية – الصينية، لكنها وفي خضم كل ذلك تلتزم كامل الموضوعية، والواقعية الأكيدة، ويُبرز الحقيقة بوقائعها في طرحها لكل الأفكار والمواقف التي تتناولها عَبر الأثير، فيقوي القسم بهذه السياسة الحكيمة العلاقات بين العرب والصينيين رسميين وأهليين، وترفعها الى مستويات أعلى، فتكون بها قد عملت على زيادة منسوب التفاهم وعدد المشتركات بين الصينيين والعرب، وبين هؤلاء وكل العالم، لأن رسالة السلام والصداقة نافعة للجميع ومحبوبة من جانب جميع الامم وهي تزيد من صلابة العلاقات بين كل الدول والبلدان.

شخصياً، أذكر أن تجربتي الاولى في مجال العربية كانت مع هذه الاذاعة المعروفة جداً في الصين. فمنذ سنتين تقريباً، كنت أبحث عن تسجيل باللغة العربية الفصحى، كممارسة فعلية لي بالعربية، ولإبراز مهاراتي الجديدة وخبراتي، ولتعزيز الاخوّة العربية – الصينية بين المتكلمين بالعربية ولو بالإدلاء بدلوي المتواضع في هذا المجرى الهادر بين أمتينا.

وقد نجحتُ في مَسعاي، إذ قدّمَت الاذاعة إمكاناتها لي، ضمن ما تقدّمه من إنتاجات وباقات إعلامية كالأخبار الجديدة المُمتعة، والتحقيقات الاعلامية، والمقابلات والمقالات والتعليقات وغيرها الكثير من أجناس العمل الصحفي المتميز، فتلقت جعبتي منها إفادات كبيرة وكثيرة، ونماذج تحريرية ونمطيات “ستيل” لغوية وإعلامية مفيدة لحياتي العلمية ودراساتي العربية واهتماماتي الثقافية، وعملت من خلالها على تنمية قدراتي اللغوية، فشكراً للاذاعة وقسمها العربي.

تبرز أهمية الاذاعة الصينية وبالذات قسمها العربي الذي نحتفل هذه الايام بالذكرى ال59 لتأسيسه في ان الاذاعة والقسم يبرزان الاسس الموضوعية للاخوّة والصداقة العربية – الصينية المتينة، وبالذات بين المتكلمين بالعربية في العالمين العربي والصيني. فوجود قسم عربي في إذاعة الصين الشعبية هو مبادرة تاريخية مَحمودة علينا تزكيتها والدفع بها الى الامام، لِمِا لها من انعكاسات لا نهاية لإيجابياتها على الصّلات بين الطرفين، في المناحي الدولتية والشعبية والعلمية والثقافية والحضارية، وفي حقل العلاقات الشخصية كذلك.

*دارس ومُحب للغة العربية وعضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.