موقع متخصص بالشؤون الصينية

رأي حليف بمناسبة تأسيس العربية في راديو الصين

0

moudi-handileh-cri

موقع الصين بعيون عربية ـ
قدس الأب مودي هنديله*:

لم أزر الصين بعدُ، برغم أنشطتي المتواصلة في قِوام الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين للتعريف بها وبواقعها المُثير للفخار، لكنني أُكبِر في دولة الصين الصديقة إنشاء ورعاية وسائل إعلامية قوية باللغة العربية، وهي كثيرة ونافذة ومنتشرة، ولاحظت ان لغتها العربية على مستوى جيد، مايُشير بدون أدنى شك الى ان الاهتمام بالعالم العربي في جمهورية الصين الشعبية غير محدود، وفي غاية الأهمية وعلى أعلى المستويات في الدولة.

ومن هذه الوسائل الإعلامية الرائدة إذاعة الصين الدولية التي تتربع بحق وواقعية يُشهد عليها، على قمة الهرم الاعلامي الصيني الناطق بالعربية، لكون صوتها يُسمع على مدار اليوم في كل البلدان، وهو يدخل الى كل بيت عربي دون عقبات أو موانع. وللتعريف بالاذاعة، فقد نجحت قيادتها بسهولة في عرضها عالمياً من خلال سياسات ناجحة، واحدة منها إختصار إسم الإذاعة بأحرف إنجليزية ثلاثة هي”CRI”، وبها أصبحت الاذاعة معروفة في زوايا العالم، وفي كل بلدانه ولدى شتى شعوبه التي تخاطبها الصين بلغاتها الكثيرة جداً بعدما أسست جامعات ومعاهد ومراكز تعليمية ومؤسسات عليا لدراستها وإتقانها فنشرها وتعمميها بالصين، رغبة في جَسرِ وتعميق علاقاتها الطيبة مع مختلف الشعوب، ورسم البسمة على وجوههم بصديق صدوق يتمثل بدولة كبرى عاصمتها بكين العريقة.

العام الحالي، وقبل نهايته شهد أو انه سيشهد احتفاءات صينية وعالمية عديدة منها، الذكرى العزيزة لتأسيس وإعلان جمهورية الصين الشعبية في الاول من أكتوبر، كما وتحتفل الصين وجميع أصدقائها الخُلص بالذكرى المشهودة الـ75 لتأسيس الاذاعة الصينية (في 03 ديسبمر1941م)، والعيد الـ59 للإعلان عن القسم العربي العزيز التابع لها بتاريخ03 نوفمبر 1957 م، وفي الاحتفالات ستمتد الكتابة عنها طويلاً لإعطاء المناسبتين حقهما الاعلامي والقومي العربي. فالصين عندما شيّدت البُنيان الاذاعي، هدفت الى ربط نفسها بالشعوب الاخرى ومناصرتها، فكان لها ما أرادت حين التفت تلك الشعوب من حولها، مُستذكرة طريق الحرير القديم، وما مبادرة الصديق فخامة الرئيس شي جين بينغ لشق طريق حرير جديد يخترق العالم كله، سوى نقلة نوعية لتشغيل شعوبه بالاستثمارات الكبرى التي ستنقذ الملايين من مهاوي الفقر والفاقة والتقهقر الاقتصاد فالاجتماعي والسياسي، لكونها ستعمل على تحويل صفحات القفار والصحارى الى واحات غنّاء ومربّعات خضراء.

ان نظرة واحدة لموقع القسم العربي للاذاعة الصينية على الانترنت وهو http://arabic.cri.cn/ يَدل على حِرفية اعلامية واضحة، واهتمام بملاحقة موصولة للتطورات في مختلف المناحي عالمياً وإقليمياً وصينياً، واهتمام الاذاعة  بالتبادل الثقافي والمراسلات والعلاقات عموماً مع مُستمعيها وطلاب المعرفة العرب عن الصين.

الى جانب كل ذلك، نلمس في الصفحة أبواباً متعددة كالاخبار والسياحة والثقافة والمجتمع والتبادلات الودية، وواحة المستمعين، وراديو اون لاين، وتدريس اللغة الصينية، وزاوية خاصة بصور لافتة وممتعة، بالاضافة الى مقالات القراء المنشورة على الموقع الرئيس، وهي مهمة لجهة تأكيد شعبية الاذاعة في الاوساط العربية الصديقة الصدوقة للصين حصراً، جوهراً

وسلوكاً، وليس شفاهةً فحسب.

موقع الاذاعة متقدم حقاً وإن كان في حاجة لمزيد من التطوير وهناك عمل كبير فيه وجهد إيجابي واضح، لكن ولمحبتي الكبيرة للصين واعجابي بها والتحالف وإياها أود أن أكون صادقاً وموضوعياً في تقييمي.

ـ هناك تقهقر لعناوين آخرى بموقع انترنت الاذاعة، لذلك يحتاج الموقع وعلى جناح السرعة الى العديد من الخطوات التقنية والاعلامية المتجددة، لضمان أكثر لتأثيره على محبي الاستماع العرب، ولمسايره المتطلبات المهنية للاعلام والصحافة، ولأجل نشره ثقافياً على أوسع النطاقات، ومن ذلك ضرورة توخي سرعة النشر لحظياً للأحداث والمواد والتسجيلات.

ـ لدى إعدادي هذه المقالة تأكدت من وجود أخر تسجيل لبرنامج رسائل المستمعين بتاريخ27 أغسطس(؟!)، أي أن شهرين قد مضيا على أخر تسجيل منشور، وهذا بالمنطق الاعلامي يُعد تقهقراً وعودةً عن تلبية المتطلبات السريعة للمستمعين والنأي عن السباق الاعلامي العالمي الشديد الجاري بين الاقسام العربية للاذاعات الاخرى لنيل قلوب وعقول المُستمعين الجُدد، وللمحافظة على المستمعين القدماء للصين، الذين لاحظت ان عدداً كبيراً من مستمعي القسم العربي للاذاعة الصينية يتصادق “بعمق” مع إذاعات خصم وأخرى عدوة للصين، بسبب سرعة تلبية احتياجاتهم وضمان زياراتهم لتلك الدول مجاناً وتدفق الهدايا نحوهم، ولقاءات المدعوين مع هيئات تحرير تلك الاذاعات غير الصينية والمخالفة للصين سياسياً وثقافياً، والتي حكوماتها كانت استعمرت الصين وهي تتعدى اليوم على السيادة الصينية في البر والبحر، وتتطلع للعودة الى التاريخ القديم في علاقاتها مع الارض الصينية، ويساعدها في ذلك ذراعها الاعلامي المُتقدم الذي تتم متابعة حتى صغائر أُموره وملفاته مباشرة من قِبل الحكومات الاجنبية المَعنية.

ـ ملاحظات آخرى: شيئ آخر لاحظته على عملية النشر الاذاعي في موقع الاذاعة على الانترنت، وهو بحاجة الى تعزيز مواقعه وتطويرٍ ونقلِه الى العصرنة والسرعة:

ـ زاوية رسائل المستمعين تحتاج الى متابعة حثيثة. آخر مقالة نشرت فيها كانت بتاريخ 31 مارس/ آذار 2016 وهي بقلم الزميل الاكاديمي مروان سوداح الصديق القديم للاذاعة ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين بعنوان “رأيي بالقمة النووية الرابعة في الولايات المتحدة التي تبدأ أواخر مارس الجاري”، بينما المادة الاعلامية التي تليها منشورة بتاريخ 26 يناير 2015. أعتقد أنني لا أحتاج للتعليق على ذلك، لأنه يبدو ان هذه الزاوية المهمة للقراء والاعلاميين قد توقفت وجَمدت!، وقد خسرت الصين كتاباً بالعربية فيها.

ـ عنوان مسابقات: أخر مسابقة تُعلن فيه انتهت في العام 2011م!!!

ـ عنوان بلوغ المُستمعين – رفاق الدرب: آخر تحديث له كان03 أكتوبر، والخبر السابق له بتاريخ 30سبتمبر!!!

ـ عناوين التبادلات الودّية – راديو اون لاين: يبدو أن الراديو لا يعمل، ويُستعاض عنه بتسجيلات لبرامج. لكن سرعة تنزيلها بطيئة جداً “من المصدر”.

أتمنى لاذاعة الصين الدولية وقسمها العربي الحبيب سرعة في الحوز على أكثر أصدقاء الصين إخلاصاً عن طيب خاطر، والعاملين في حقل الصداقة والتحالف معها ومع وسائل إعلامها وإذاعتها العربية، ومؤسساتها الرسمية والاجتماعية، لتكون في أعلى مراتب الجماهيرية والشهرة، ومتقدمة على غيرها وسابحة في سماءات كرتنا الارضية من أقصاها الى أقصاها. كوكل عام والقسم العربي والاذاعة بكل خير ووسؤدد وإزدهار وحبة العالم لهما.

*قدس الأب مودي هنديله: كاتب وعضو ناشط ومسؤول الملف الكنائسي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في الاردن، ورئيس وناشط في فعاليات محلية عديدة منها الاجتماعية والشبابية والطالبية المدرسية، وشخصية شهيرة في الاردن وخارجه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.