موقع متخصص بالشؤون الصينية

إرهابيون مُصدّرون.. وماذا بعد؟!

0

marwan-soudah-china-syria

موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
في الأخبار التي تتلاحق منذ سنوات، وتزداد حالياً، أن هناك وجود “فاعل” لعددٍ كبير من الإرهابيين الذين يَنتمون الى قومية الويغور في ساحات القتال في سوريا والعراق.
بعض الأخبار ذهبت الى أبعد من ذلك، عندما كشفت عن أن أكثر من خمسة ألاف إرهابي ويغوري عادوا الى موطنهم الصيني في شينجيانغ، بطرئق تسلّلية وبدعم من دول إقليمية وغير إقليمية، بعد أن تم تدريبهم وتسليحهم وتجييشهم بخبرات قتالية “عميقة” في المواجهات التي خاضوها مع القوات السورية والروسية في سورياً.
لكن المُقلق هنا، هو أن هؤلاء يتواجدون الآن ومنذ فترة قصيرة بين سكان شينجانغ، فقد تم دمجهم “من جديد” في أوساط شعبها المُسلِم والمُسَالم والصديق، وها هم يَنتظرون “ساعة الصفر” لبدء هجومهم على الصين وعلى أبناء قوميتهم غير الموافقين على توجّهاتهم، وبالذات في هذا الإقليم الواقع الى الغرب من الصين، الذي ما انفكّ يواجه مؤامرات كبرى خسيسة لسلخه عن الصين، وللتصريح بضمّه تارة الى تركيا العثمانية، وتارة أخرى الى دول أجنبية حليفة للولايات المتحدة تدّعي أحقّيتها به!
لكن الأخبار لم تكشف سوى عن النزر اليسير عن مواقع جغرافية محددة يتواجد فيها الإيغوريون في سوريا والعراق، لكن تبيّن لي من خلال متابعاتي الحثيثة، بأنهم سيطروا لفترة طويلة على جسر الشغور الذي اشتهر بأنه “صاحب لون صيني!”، نسبة الى مَسقط رأس هؤلاء الإرهابيين في الصين؛ وبأن عدداً منهم يتزعم منظمات ومجموعات وفئات قتالية “تتميز بالشراسة” في سوح المعارك في عددٍ من بلدان “الشرق الاوسط”، حتى خارج إطار الجمهورية العربية السورية وجمهورية العراق!
في تقييم الارهابيين الويغور، بأنهم – وإلى جانب الارهابيين الشيشانيين المُتدخِّلين في الشؤون الداخلية للبلدان العربية والذين يتم تصديرهم إلى منطقتنا من جنوب روسيا-، الأشرس سلوكاً والأكثر عدوانية وتجرّداً من المشاعر الإنسانية! فهم لا يتورّعون عن قتل زملائهم في ساحات القتال إن حاول أولئك الهرب، بل والتمثيل بهم إن ضَعفت عزيمتهم، وإن تورّطوا في مآزق قد تُفضي الى تصفيتهم جسدياً من جانب القوات المناهضة للارهاب، فالمطلوب “ويغورياً” و “شيشانياً” الموت في سبيل إعلاء راية “الدولة العالمية” التي أعلنوا عن ركائزها في العراق وسوريا، كخطوة أولى للانقضاض على أوطانهم الأم، وللانتقام من روسيا التي تعمل قواتها الجوية والفضائية على تكنيسهم من سوريا والعراق!
وعن “ساعة الصفر” المَزعومة، فالولايات المتحدة التي تتجرع كأس الهزيمة في سوريا والعراق، والتي إفتضح أمر دعمها للارهابيين الدوليين، ترى بأنه من المناسب فتح جبهات متعددة في مناطق غير عربية، ومنها جبهتا الصين وروسيا، في محاولة لإلهاء الدولتين في صراعات لا تنتهي مع الارهاب الدولي على أراضيهما بالذات، وفي مربعاتهما السكنية، وللرد على تحالفهما الاستراتيجي العميق، ولفشل واشنطن والعواصم الحليفة لها في حرف بكين و موسكو عن تحالفهما الوطيد وعن تطورهما الاقتصادي وتعزيز ثقلهما العسكري والميداني على مختلف الأصعدة، ولإرغامهما على إقتطاع أجزاء كبيرة من ميزانيتهما المدنية لصالح الميزانية العسكرية، ما قد يُلحق الضرر كما يعتقدون بألقهما المُتّسع، ويَفرض تباطوءاً على عملية التطور الاقتصادي والمشاريع الاستثمارية الكبرى التي اتّفقت الدولتان على إنجازها.
وهنا لا يجب ان ننسى أن التحضيرات – التي تجري في هذا المضمار الارهابي الأخطر – ليست بعيدة عن الدعم المادي والمعنوي والإعلامي من جانب واشنطن وأزلامها مِن شاكلة ربيعة قدير والدالاي لاما وأشياعهما من مختلف الألسن، ويمكننا هنا الاستشهاد بالعديد من تصريحات واعترافات المرشحة للرئاسة الامريكية كلنتون التي ورد فيها صراحة ودون مواربة وعلى مساحة فترة زمنية طويلة، بأن بعض قيادات بلادها السياسية والعسكرية عملت وخطّطت ونفّذت عمليات جهنمية للإطاحة بزعماء عددٍ من دول العالم، وبينها العربية، مباشرة أو من خلال صَنائع ودُمى، وبغض النظر عن أن أزلام أمريكا السالف ذكرهم، وغيرهمُ، قد أصبحوا اليوم دمىً باهتة، لكن من الضروري أمريكياً الاستمرار بتوظيفهم واستخدامهم إلى أبعد الحدود “ما داموا” ينبضون بالحياة، ويُسمع شهيقهم وزفيرهم!
*مؤسس ورئيس الإلكتروني الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء وحُلفاء الصين وراَبِطَة الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ بُوُتِيِن وَرُوسيِّهَ فِيِ الأُردُن وًالعَالَم العَرَبِيِ .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.