موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تحتاج إلى تعزيز الابتكار للانتقال من كونها “مصنعا العالم” إلى قوة صناعية (العدد47)

0

صحيفة غلوبال تايمز الصينية 2- 12- 2016
هيو ويجيا
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

بإعتبارها مصنع العالم، قد يتفاجأ المرء إذا ما علم أن الصين تنفق على الدوائر المتكاملة (IC) القادمة من الخارج ضعفي ما تنفقه تقريبا على النفط الخام. قد يكون هذا غير ذي أهمية لو لم تكن الصين تستورد كمّا كبيراً من النفط، إلا أنها تفعل. ففي الأشهر ال 10 الأولى من هذا العام، أنفقت البلاد 92.6 مليار دولار على واردات النفط الخام، متفوقة في ذلك في أشهر معينة على الولايات المتحدة بوصفها أكبر مشترٍ للنفط الأجنبي في العالم، بحسب البيانات الجمركية.
وفي الوقت نفسه، أخذت الشركات العالمية التي تنتج هذه الدوائر المتكاملة وتبيعها 181.4 مليار دولار من  الخزينة الصينية، مما تسبب بعجز تجاري هائل في هذه الصناعة، وفقاً للإحصاءات الجمركية.
تحتاج الصين إلى تعزيز صناعة الدوائر المتكاملة على وجه السرعة، وإلى تشجيع الابتكارات التكنولوجية الأساسية في قطاع الصناعة لتعزيز القدرة التنافسية. وعلى الرغم من أن المنتجات التي تحمل شعار “صنع في الصين” تُباع في كل ركن تقريباً في جميع دول العالم، يبدو أنه أمام البلاد طريق طويل قبل أن تصبح قوة صناعية عالمية حقيقية.
فعلى سبيل المثال، تزعم الشركة الصينية لصناعة الطائرات بدون طيار DJI  أن منتجاتها تشكل 70 في المئة من سوق الاستهلاك العالمي للطائرات بدون طيار. ومع ذلك، قالت تقارير إعلامية أنه على الرغم من استخدام الشركة للمكونات المحلية بشكل أساسي، فإن بعض الطائرات مزودة بكاميرا معينة تحتاج إلى أجهزة استشعار توفرها شركة سوني كورب اليابانية لتحسين أدائها.
لقد أصبحت الصين أكبر مصدر للسلع في العالم، ولكن العديد من المكونات الرئيسية بقيمة مضافة عليا لا تزال تُنتج من قبل شركات أجنبية. وهذا يسمح للشركات متعددة الجنسيات من دول على غرار الولايات المتحدة واليابان بكسب مبالغ كبيرة من المال من السوق الصينية، فيما لا تزال سلطات تلك البلدان تنتقد الصين في نفس الوقت على عجزها التجاري معهم.
إن الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي تضمّ جميع الصناعات المحددة داخل نظام التصنيف الصناعي التابع للامم المتحدة. ومع ذلك، من الواضح أن بعض الشركات الأجنبية ما زالت تحمل قطعة استراتيجية من السلسلة الصناعية وأن الصين ستظل خط تجميع لشركات التكنولوجيا الفائقة في الخارج إذا لم تسعَ البلاد للابتكار المستقل. وبوسع سلسلة صناعية متكاملة تُبنى في البلاد أن تساعد الشركات المصنعة على تحسين كفاءتها وخفض التكاليف.
تكافح صناعة الدوائر المتكاملة فى الصين منذ سنوات عديدة من أجل اللحاق بالركب.
غير أن اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة لا تزال في الطليعة، على الرغم من المنافسة من جانب الشركات التايوانية جنوب شرق الصين.
وتتخلف الصين إلى حد ما عن البلدان الأخرى في تقديم الدعم والتمويل الحكومي لصناعة الدوائر المتكاملة. ولتصحيح هذا الوضع، يجب على الحكومة أن تركز أكثر على تعزيز الإبتكار في المكونات الرئيسية لتطوير قطاعها الصناعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.