موقع متخصص بالشؤون الصينية

توسيع التعاون مع الصين ارث سياسي هام للولايات المتحدة

0

فى الوقت الذى يودع فيه الرئيس الامريكى باراك اوباما الامة فى خطاب فى مسقط راسه شيكاغو, فان الولايات المتحدة والصين — اكبر اقتصادين فى العالم — بمقدورهما الان التوقف لحظة للتأمل فى تطور علاقاتهما خلال الاعوام الثمانية الماضية.
وخلال فترتي حكم اوباما، شهدت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة زيادة العمق والاتساع وتكرار الاتصالات. وخلال الاعوام الماضية، فان الولايات المتحدة والصين عملتا يدا بيد لمواجهة التحديات فى علاقاتهما وادارة خلافاتهما بفاعلية.
يذكر ان الجانبين لعبا دورا اساسيا فى تعزيز النمو الاقتصادي العالمي، ما حقق اتفاقا ايجابيا فى القضية النووية الايرانية عن طريق الجهود الدبلوماسية متعددة الاطراف ومواجهة مرض الايبولا الوبائي غرب افريقيا، والاكثر اهمية، تعزيز استجابة المجتمع الدولى للتغير المناخي.
كما حققا تقدما فى اقامة معاهدة استثمار ثنائية وتعزيز الثقة المتبادلة بين الجيشين وتحقيق بعض الاختراقات فى التعاون فى مجال الامن الالكتروني.
بيد ان طريق العلاقات بين واشنطن وبكين لم يكن مطلقا مفروشا بالورود.
تجدر الاشارة الى ان القضايا الشائكة مثل الامن الالكتروني وتايوان والتبت وحقوق الانسان تشتعل من وقت الى اخر، حيث تؤدي الى حدوث توتر فى العلاقات. كما ان سياسة واشنطن لاعادة التوازن تجاه اسيا-الباسيفيك، حيث تخطط الى نقل جزء كبير من مواردها الدبلوماسية والعسكرية الى المنطقة، يتم تفسيره على نطاق واسع بانه يستهدف الصين.
واذا كانت الاعوام الثمانية الماضية تقدم اي دليل مرشد للادارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذى وجه تصريحات ضد الصين خلال الانتخابات العامة العام الماضي، فان تعزيز الثقة المتبادلة ومعرفة مكان رسم الخط ضروريان لاهم علاقات ثنائية فى العالم.
يذكر ان العلاقات بين الصين والولايات المتحدة يجب ان ترجع فى اصولها الى الثقة والاحترام والتعاون التجارى النشط، والايمان الثابت بان القوتين الكبيرتين بمقدورهما التعايش فى سلام. وان السلام العالمي يعتمد على قدرتهما على عمل ذلك.
وبالنسبة لاي فردين يرغبان فى تحقيق صداقة وثيقة، الامانة واجبة. وبالقياس على ذلك، فان الولايات المتحدة اذا رغبت فى بناء علاقات وثيقة وودية مع الصين، يجب عليها معرفة اين ترسم الخط.
تجدر الاشارة الى ان اسلاف ترامب فعلوا الشيء الصحيح. والان فان الكرة فى ملعبه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.