موقع متخصص بالشؤون الصينية

(الترامبية) وصين 2017 (العدد 48)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ
مروان سوداح*:

حافظت جمهورية الصين الشعبية في العام المُنطوي2016م، على استقرارها الإقتصادي وثباتها السياسي وأمنها الداخلي، وحققت انتصارات كبرى على الجبهتين الداخلية والخارجية، سيّما بعدما استعرضت عضلاتها المَفتولة بمواجهة القوى الأجنبية الطامعة، ورفضها “محكمة” لاهاي وكل قراراتها المُفبركة أمريكياً.
فمانيلا التي ركّبتها أمريكا خلال سنوات طويلة على رأس الحربة لطعن الصين، تحوّلت فجأة بقضّها وقضيضها الى خَصمٍ مباشر وعنيد لواشنطن، وصديق للصين، تخطب ودّها وعينها على استثماراتها المليارية.
واليابان توقفت بدورها عن قرع طبول الحرب ضد الصين، بفضل الإصرار الصيني على صينية جَزائر بحري الصين الشرقي والجنوبي.
أما “نقطة تايوان”، هذه القاعدة العسكرية والسياسية ورأس جسر الإمبريالية نحو الصين، فتعاني مِن الوحدة وقلّة الموارد لخوض صراع مَخصوص أمريكياً مع الصين، بخاصة لتقافزها بغير هُدىً بين عالمين متناقضين.
وعلى جبهتي هونغ كونغ وماكاو، نُلاحظ تجذّر صلابة الإدارة الصينية فيهما، وانكفاء المشروع التوسعي الغربي ببث الثورات الملونة هناك ومن تلكم المنطقتين الى بقية أرجاء الدولة الصينية!
وفي غرب الصين، تم تحجيم عملانية العناصر المتطرفة والعميلة، وتجفيف أذرع الاستخبارات الغربية، ففشلت بذلك مساعي أنظمة أجنبية محددة لتخليق وشرعنة قيادات مُعَارِضة ومُستنسخة على شاكلة ما يُسمّى بالمعارضة السورية المسلحة أمريكياً، فحافظت تلك الأصقاع الصينية القصية على استقرارها بعيداً عن صرّافي الدولار- الدالاي لاما وربيعة قدير ورهطهما، وهو وضع يتجذّر في أجواء إنعدام التصديرات الإرهابية من غرب الصين إلى مختلف أنحائها، ما يُنبئ بنفاذ أجهزة الأمن الصينية بصورة لم يَسبق لها مَثيل، وسيطرتها الشاملة  على مختلف الظواهر الخطيرة والتشكيلات المشكوك بأمرها. لذلك كله ولغيره، أعتقد بأن العام الجديد2017م سيَشهد تحسّناً نوعياً في الأوضاع الأمنية على كامل الأراضي الصينية، سيّما بعد بدء الحزب الشيوعي الصيني حملته المشهورة والواسعة النطاق والفعّالة، بمكافحة الفساد والإفساد الاقتصاديين، وهي عملية مؤسسية وأيديولوجية وأمنية بالضرورة، تـُفضي إلى شدِّ الأحزمة في مختلف مجالات العمل الوطني والحزبي والدولتي، وستُكلل بتحجيم الفساد والإفساد السياسي والأيديولوجي، بهدف منع تشكيل ظاهرة عامة ومَقبولة إجتماعياً، وقبل أن يتحوّل الإفساد إلى آفة مُعدية ومُتوالدة، تُهدّد أركان الحزب والدولة والمجتمع.
لكن، وبرغم هذه الصورة الإيجابية عن حقيقة الأوضاع الصينية، إلا أنه لا مَندوحة عن الاعتراف بأن إدارة الرئيس ترامب، وهي إدارة تمثل دولة (الميغا الإمبريالية) الأولى كونياً والجنرالات العُقداء السود عَالمياً، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المارد الدولي الصيني، بل ستحاول جاهدة إشغاله في ملفات جديدة، ونبش القديمة منها، وستعانده لتستنزف قِواه ولتضعفها أمنياً وإقتصادياً، لصالح التوسّع الامريكي الأفقي والعمودي وتعزيز قواعده على وجه البسيطة، ولإحكام سيطرة واشنطن على الشرق الاوسط “الكبير” مباشرةً ومن خلال الدركي الدولي– “إسرائيل الصهيونية”.
لذا، أرى بأنه قد يكون من المناسب للصين الشروع ومنذ اللحظة بشد الأحزمة ما وسعِها الجهد، والاستعداد لمرحلة مواجهة جديدة مع (الترامبية) والغرب برمته. لكن الصين بقواها النافذة إقتصادياً وبُعد بصيرتها السياسية، ستواصل بلا شك تحقيق النجاح على كل الأصعدة، فلن يوقفها حَجر عَثرة، برغم تلاحق التحديات التي تتصاغر أمام عَظمتها.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
** المقال خاص  بنشرة ”الصين بعيون عربية“

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.