موقع متخصص بالشؤون الصينية

حَرير “شي” الصِّيني” يَصل الأُردن! (العدد 53)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ
مروان سوداح*:
كان طريق الحرير الصيني القديم تعبيراً حقيقياً عَما خَالج الوجدان والفؤاد الإنساني أمام العَظَمة الصينية في اجتراح سبيل جامع للبشر، إذ كَتب هذا الطريق صفحات مَجيدة، مؤرخاً لـِ”ثقافة الأمم الجامعة”.
واليوم، ها هي المشاعر ذاتها تخالجنا أمام عَظَمة القائد “شي جين بينغ” باقتراحه الذكي لتعبيد اقتصاد السلام العالمي الشامل بمبادرة مَثيلة. فبمبادرة هذا الزعيم الإبريز والتحويلي، سيتم توليد “مستقبل اقتصاد الإخاء والسلام العالمي”.
مبادرة الحزام لطريق الحرير هي جهد صيني متميز لاستعادة الجوامع الإنسانية ولتعزيزها وجعلها قاعدة ثابتة لا انكفاء عنها، وللشروع بتأريخ جديد يَليق بالبشر وجوامعهم الطيّبة، وبأن يَكون المشروع مِثالاً يُحتذى في العصور المُقبلة لقوّة الأفكار الصينية التقدمية، وتطبيقاتها المُبتكرة وأبدية تحالفها مع البشرية.
في جواهر طريق الحرير، أن الصين لا تتوسّل الأموال، فهي تتطلع للجوامع الإنسانية ولضرورة إدراك واقعيتها، ولفهم براغماتيتها كما هي، دون تشويه ورتوش وبلا تقبيح اعتادت على حياكته الآلة الأمريكية والغربية وأدواتها.
في مشتركات طريق الحرير الجديد والقديم، أنه عملية يومية وواعية وفعّالة لتكديس الثقافات ونتاجات الحضارة على جانبيه في البلدان التي يَمر بها وللتفاعل وإيّاها. وفي هذا التحشيد للثقافات والأفكار ضرورات للتلاقي لا التعارك، إذ يتحوّل الطريق بجميع ناسه الى حَلبة دولية لتبادل إبداعات العقول وتفاهمها، وللتأثير والتأثُّر المتبادل.
زد على هذا الأمر اللافت جداً للانتباه والاحترام ولإعمال التفكير، رسوخ أجواء التفاهم والمَحبة بين ناس مختلف اللغات والديانات والعقائد والقوميات والأعراق والألوان، حيث تنتفي الحروب والمعارك ومُسبِّباتها، وتزدهر التبادلات الاقتصادية والتجارية والاستثمار والاجتراحات النوعية، وتُخلّق حقول وفضاءات رحْبة للتعاون، وتتفتّق عقول البشر عن الأحسن والأفضل في ظروف وشروط قبول الآخر الإنساني كما هو وعلى حقيقته وسجيته، وبدون إرغامه على تغيير رأيه أو عقيدته وتوجهاته، ليَصير واقع “الطريق” جَمعياً وفي قمّة الديمقراطية بجوهرها وشكلها الجديدين جذرياً، بألوان صينية، وليست أمريكية أو بريطانية، ولا فرنسية أو إيطالية وألمانية أو يابانية متربولية.
في نواة طريق الحرير وحِزامه حقيقة ثمينه هي أن قيامه واستمراريته في كل البلدان إنما تكون بأيادي الشعوب المؤيدة له والمنتفعة منه، وبرغبتها ورضاها، وفي إطار التفاهمات والاتفاقات السلمية الحرّة بين جميع الأطراف الداعمه له والراعية.
فلم يَشهد طريق الحرير القديم أية حروب أو مواجهات برغم أنه عاش حقبة طويلة، ويكمن سر ذلك بتأييد الشعوب له وتمسّكها به، ولفعاليته وواقعيته ومحاكاته للمصالح الجوهرية للأُمم، والشيء نفسه يَنطبق على الحالة الراهنة لمبادرة “شي” للحزام والطريق، التي تفعَّل حالياً وبجهود ضخمة في مناطق عديدة خارج الصين،
وننتظر، أخيراً، تفعيلاتها الأردنية، حيث تقام ضمنها مشاريع هائلة تتأتى منها مداخيل فلكية تجمع الشعوب العاملة لقطاف ثمارها اليانعة.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.
** المقال خاص بنشرة ”الصين بعيون عربية“

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.