موقع متخصص بالشؤون الصينية

“الحِزَام والطّريق” لازدهار الأُمم (العدد 53)

0

الشيخ محمد حسن التويمي
كاتب أردني
خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”:

تتبدى في أنحاء العالم مظاهر التأييد لمبادرة رئيس جمهورية الصين الشعبية، الصديق شي جين بينغ، “الحزام والطريق”، والتي بادر إليها في الزمن المناسب، الذي يَشهد ابتداء من الألفية الثالثة، تراجعاً كارثياً في مستويات المعيشة لدى مئات ملايين الآسيويين والأفارقة ومواطني أمريكا الجنوبية، رغبةً منه كرئيس أكبر دولة، للارتقاء النوعي بالمستويات الاقتصادية والاجتماعية للشعب الصيني وشعوب العالم المختلفة ولتمكينها من رغـادة الحياة.
الرئيس الحليف “شي جين بينغ” يتحدّث عن المبادرة الصينية كاستمرار لطريق الحرير البري والبحري القديم، ليربط آسيا التي تحتضن الصين بالعالم برباط إنساني وحضاري وثيق. ويَقيناً أن هذه المبادرة هي أعظم مبادرة أخلاقية المرامي، لارتكازها لمبادرة صينية قديمة مُجرَّبة، وحّدت في زمنها دولاً وشعوباً وأُمماً كثيرة حول الاقتصاد، ونهضت بمستوياتها، وعملت على تشغيل الملايين من البشر، وغيّبت الحروب والصراعات بينهم.
يَشهد الاقتصاد الصيني ومنذ تأسيس الدولة الصينية الجديدة على يد الزعيم “ماوتسي تونغ” – الذي أرسى أولاً قاعدة التحرّر والانطلاق السياسي والاقتصادي – تقدّماً مُستمراً ونهضة خلاّقة لم يَسبق لها مثيل في التاريخ. وجاءت حقبة السبعينات بفكر “الإصلاح والانفتاح” على يد دنغ هيساو بينغ، لتقول للعالم إن الصين تدخل المرحلة الثانية المفصلية من تطورها وتسارعه.وها هي المرحلة الثالثة التي يُطبّقها الرئيس والأمين العام للحزب شي جين بينغ الذي يعود بالصين إلى مكانتها الدولية الأولى، لتتربع من جديد على عرش الاقتصاد والاقتصاد السياسي.
الرئيس “شي” نجح في مبادرته لكونه منفتح العقل وإيجابي المزاج، ويُدرك بعمق التبّدلات الدولية وضرورة تغيير المناخات السياسية السلبية، ويَفهم أن الامم تصبر على مَضض على الأوضاع المأساوية والخلل الذي يسود الدول جرّاء الفساد والإفساد.
وفي هذه اللحظة التاريخية بالذات، يتقدم “شي” ليُعلن عن مبادرته الجديدة الحزام والطريق، وحاله هو الانتقال للمرحلة الثالثة التي يُصر على إنجاحها، مُستنداً لعلماء الصين الناشطين بمتابعة المبادرة، وتعزيز انتاجها وتمكينه في الجيوبوليتيكا، بعيداً عن المغامرة، والتصاقاً بالواقعية والظروف المتشكّلة في عالم اليوم.
نجح الحزام والطريق في معظم آسيا وفي وسطها، وننتظر ليشملها كلها، فيبلغ مجموع التوظيفات الصينية اليوم على جانبي الحزام والطريق خمسين مليار دولار ونيّف، وهي حقيقة ثابتة تؤكد جدّية الصين لجعل آسيا جديرة بالنهوض الاقتصادي بهمّة الصين ورئيسها “شي” الذي لا يكلّ ولا يملّ في تهميش الثانويات، وتعظيم الإيجابيات، والقفز عن المشكلات والضغائن، تطلعاً للتقدّم بهدوء وبلا مجازفة للمهام الأعظم في كل القارة، وللانطلاق منها للعولمة الاقتصادية الإيجابية.
شعبية الحزام والطريق تصبح واقعاً. فقد بدأ الناس بطرح الاسئلة عنها، ويُعربون عن الرغبة بالمشاركة فيها، وجذب الاستثمارات الصينية التي نأمل أن تفعّل جهودها في الأردن، لتذليل عقبات الاقتصاد الوطني، وتليين الحياة الاجتماعية، وتراجع الضرائب الضخمة الضارّة بالمواطن وقوّته الشرائية والاقتصاد المحلي، الذي لن ينهض بدون الدعم الصيني الفاعل ضمن مسيرة الحزام والطريق، والذي يجب أن يصلنا في الأردن لتزدهر حياة شعبنا بتوظيفات الصين وقيادتها الفاعلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.