موقع متخصص بالشؤون الصينية

(طريق حرير صحي) يقود إلى تعاون دولي صحي أكبر (العدد 53)

0

 

صحيفة غلوبال تايمز الصينية
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا
20-1-2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”:

قبل حوالي الأسبوع من تبادل الهدايا في الصين بمناسبة العام القمري الجديد، قدّمت الدولة للعالم هدايا تم إعدادها لتحسين الرفاهية لمزيد من الناس.
خلال زيارة الرئيس الصيني شي جينغ بينغ إلى مقر منظمة الصحة العالمية (WHO) في جنيف الأربعاء، تم توقيع مذكرة بين الصين وهذه المنظمة تقضي بتعزيز التعاون الصحي ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين.

يقول البروفسور في الشؤون الدولية في جامعة الشعب الصينية في بكين وانغ يي وي إن الخطوة أكدت دور الصين باعتبارها لاعباً رئيسياً مسؤولاً على الساحة العالمية وفي تعزيز تعاون دولي أفضل لبناء عالم أفضل.
منذ تم إقتراح لأول مرة من قبل الرئيس في عام 2013، جلبت مبادرة الحزام والطريق تدريجياً وبثبات تغييرات كبيرة في معدلات التبادل التجاري والاستثمار للشعوب والبلدان الواقعة على الطرق التجارية.
ويرى مدير معهد الدراسات الإقتصادية العالمية في معاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة تشن فنغ يينغ إن المبادرة ليست فقط حول البنية التحتية، بل هي حول الثقافة، الخدمة العامة، وغيرها من مجالات التعاون، بما فيها الرعاية الصحية والتي تعتبر جزءاً مهماً.
التجارة الصينية مع لدول على طول الحزام والطريق بلغت 3.1 ترليون دولار أمريكي خلال فترة 36 شهراً انتهت في حزيران / يونيو الماضي. خلال النصف الأول من عام 2016 انطلق 1881 قطار شحن بين الصين وأوروبا عبر 39 خط من خطوط السكك الحديدية.
جلبت مناطق التعاون التي بنيت في إطار المبادرة مجتمعة ما محصلته 47.5 مليار دولار من الإنتاج الجماعي. وقعت الصين حتى الآن أكثر من 40 معاهدة تعاون في إطار المبادرة، تغطي أكثر من 10 صناعات رئيسية بما فيها الصلب، الإلكترونيات، السيارات وصنع المعدات.
النتائج الأولية الواعدة في البنية التحتية والتجارة التي تم إنجازها خلال السنوات الثلاث هي فقط الخطوة الأولى من المبادرة، التي تهدف إلى التعاون الدولي في مجموعة أوسع من المجالات، تؤمن في نفس الوقت معادلة رابح ـ رابح، وتشارك في التطوير.
في حين أن “الاتصال القاسي” لخطوط سكك الحديد والموانئ سيقرّب الدول جغرافياً، فإن “الإتصال الناعم” سيجمع شعوب هذه الدول.
في 22 حزيران / يونيو 2016، خلال حديث داخل المجلس التشريعي في الجمعية العليا الأوزبكية في طشقند، دعا الرئيس شي لبناء طريق حرير أخضر، صحي، ذكي، وسلمي، راسماً مستقبل المبادرة.
وخلال اجتماعه مع المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان، قال تشي إن الصين ترحب بمشاركة المنظمة بشكل فعال في إنشاء الحزام والطريق، وترحب بـ “طريق حرير في مجال الصحة”. يركز طريق الحرير الصحي على التعاون الدولي لتحسين حياة الناس، وهي قضية حيوية في الحوكمة العالمية، كما يقول وانغ
ويضيف بأن تعاوناً كهذا يظهر كيف يمكن للصين أن تساهم مع بلدان أخرى بعد عقود من التنمية السريعة.
ويؤكد تشن على كلام وانغ بقوله إن التحرك من قبل الصين ومنظمة الصحة العالمية لن يؤدي فقط إلى تحسين الصحة العامة، ولكن من شأنه أيضا أن يكون مقدمة لتوسيع التعاون متعدد الأطراف.
مع “حلقة أصدقاء” من أكثر من 100 دولة ومنظمة عالمية، ومشاريع في دول تضم حوالي 60 % من سكان العالم، قد تضم المبادرة تدريجياً العالم بأسره.
وبحسب وانغ، طالما مبادرة الحزام والطريق تحسّن نفسها بشكل مستمر للحصول على نموذج التعاون المبتكر، فإن مجالات التعاون ستتوسع.
خلال زيارته يوم الأربعاء لمركز منظمة الصحة العالمية، أشار شي إلى أن الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية في تنفيذ أجندة العام 2030 للتنمية المستدامة ودعم الدول النامية الأخرى.
يرى تشن أن مبادرة الحزام والطريق، بهدفها المتمثل في التنمية المشتركة والرخاء، تتفق مع القيم الأساسية لأجندة 2030 للتنمية المستدامة، ويمكنها أن تلعب دورا حاسما في تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة للأمم المتحدة، على سبيل المثال القضاء على الفقر.
بدأت المزيد والمزيد من المنظمات الدولية بتقدير المنصة التي تقدمها المبادرة والتي ترسم توثيقاً للعلاقات التعاونية.
في تموز/ يوليو 2016، تم تنظيم اجتماع على مستوى عالٍ عن الملكية الفكرية بالنسبة للبلدان على طول الحزام والطريق، من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، وقد عقد الإجتماع في بكين، حيث حضره 300 مشارك من حوالي 60 بلداً.
قال فرانسيس غوري، مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية، إن منظمته يسرها أن يكون لديها علاقة واضحة بالفرص المقدمة عبر مبادرة الحزام والطريق، والتي من شأنها ضمان الاتساق في بنية قواعد الملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم.
ويقول تشن إنه إلى جانب البنية التحتية والرعاية الصحية، فإن حقولاً أخرى كالثقافة، الفن، والشؤون المالية، والتعليم، من المتوقع أن يكون المزيد من التعاون فيها محل ترحيب.
ستستضيف الصين في أيار/ مايو، منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين، بحسب ما أعلنه شي يوم الثلاثاء في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
قال شي إن المنتدى المقبل سوف يستكشف الطرق لمعالجة المشاكل الاقتصادية الإقليمية والعالمية، وتوليد طاقة مترابطة جديدة للتنمية، وضمان أن تكون مبادرة الحزام وطريق مفيدة بشكل أكبر للسكان في البلــدان المعنيـة.
يقول تشن إنه من المتوقع من مبادرة الحزام والطريق أن تعزز الفرص والازدهار في مجالات مختلفة حول العالم مع تعاون أفضل بين الدول، النامية والمتقدمة منها على حد سواء، والمنظمات والمؤسسات متعددة الأطراف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.