موقع متخصص بالشؤون الصينية

وزير التجارة الصيني: “انسحاب الاستثمارات الاجنبية من الصين” وجهة نظر منحازة ومغرضة

0

قدم وزير التجارة الصيني قاو هو تشنغ في مؤتمر صحفي عقده مكتب الاعلام التابع لمجلس الدولة يوم   21 شباط/ فبراير الجاري، شرحا حول وضع التجارة واجوبة على اسئلة الصحفيين حول القضايا الساخنة ذات الصلة. ومن المعلوم، أن اقتصاد الصين شهد في العام الماضي خفض تكاليف تداول الاقتصاد الحقيقي للصين، وزيادة حيوية الاستهلاك، وتحسين هيكل الاستثمار الأجنبي، وانتعاش التجارة الخارجية. وبحلول عام 2017، ستواصل الصين تشجيع تسريع ترقية الاستهلاك، تعزيز استقرار وتحسن التجارة الخارجية، واستخدام الاستثمار الاجنبي، لتوجيه التنمية الصحية والمنظمة للاستثمار في الخارج، وبالتالي رفع الاقتصاد الصيني المفتوح الى ” مستوى أعلى”.

 

خمس متغيرات في نمط الاستهلاك  

يعتمد مستوى انفتاح الاقتصاد بشكل كبير على ديناميكية السوق الاستهلاكية الخاص بها. وقال قاو ان الاستهلاك الصيني يتجلي في ” خمس متغيرات”: أولا، تحول الطلب على السلع الاستهلاكية من تلبية الاحتياجات اليومية الى السعي لطلب على الجودة. ثانيا، تطوير انماط الاستهلاك من المحلات الى الاندماج بين المحلات وعلى الانترنت. ثالثا، تغيير أنواع السلع الاستهلاكية من السلع الاساسية الى التوازن بين السلع والخدمات. رابعا، تغيير سلوك الاستهلاك من التجانس الى التنوع والشخصي. خامسا، تغيير مفهوم الاستهلاك من السعي للافتخار إلى الخضراء. وقال تشوان خونغ باحث في معهد الدراسات الاقتصادية العالمية بأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية لمراسلة صحيفة الشعب اليومية، أن الاقتصاد العالمي بحاجة ماسة الى الاستهلاك الصيني. وأن دفع  الصين  الإصلاح الهيكلي لجانب العرض، وتفعيل وتوسيع السوق الاستهلاكي المحلي، لا يمساعدة على استقرار الاقتصاد الصيني نفسه فقط، وأنما سيلعب دورا هاما في بناء مستوى أعلى من اقتصاد صيني مفتوح.  

 

الانفتاح المزدوج العالي الجودة 

أشار قاو الى أن تحويل خفض الاستثمار الاجنبي المباشر في يناير هذا العام إلى موجة انسحاب الاستثمار الأجنبي من الصين، وجهة نظر منحازة ومغرضة. وقال قاو، أنه من الصعب اتخاذ شهر يناير مطلع هذا العام لتوضيح الاتجاه العام، مضيفا:”سواء من الخبرة الدولية أو الوضع الفعلي للصين، فإن مستوى الاستثمارات الأجنبية في دولة يتغير مع تغير مستوى التنمية الاقتصادية والهيكل الاقتصادي في الدولة. وفي السنوات الاخيرة، إنتقلت بعض الصناعات الى الخارج،  لكن في نفس الوقت العديد من الصناعات الراقية تجمعت في السوق الصنيية.” والجدير بالذكر أن تصاعد الطاقة الاستهلاكية في الصين يساعد على جذب الاستثمار الاجنبي. وتشير البيانات الى أنه في ظل انخفاض الاستثمار المباشر عبر الحدود في عام 2016، استخدمت الصين ما يقرب من 126 مليار دولار من الراس المال الاجنبي، بزيادة قدرها 4.1٪. من بينها، ارتفع استعاب الاستثمارات الاجنبية في صناعة الادوية بنسبة 55.8٪، ونمو 86.1٪ في خدمات التكنولوجيا العالية ونمو المعدات الطبية عالية بنسبة 95٪.

في الوقت نفسه، يتجلى التحسين المستمر لجودة الانفتاح المزدوج للاقتصاد الصيني في جوانب أخرى أيضا. في التجارة الخارجية، تتحول الصادرات الصينية من سيادة السلع الاستهلاكية في الماضي، الى التوازن بين السلع الاسستثمارية والاستهلاكية على حد سواء، وفي عام 2016 ارتفعت صادرات المعدات ذات القيمة المضافة ومعدات الفضاء والطيران ذات التقنية العالية ومعدات الاتصالات البصرية بسرعة ملحوظة، وتشكل التفوق الصيني للقدرة التنافسية التجارية التي تتخذ التكنولوجيا والمعايير والعلامة والجودة والخدمة كجوهر المنافسة. وفي ظل الاستثمارات الاجنبية، بلغت الاستثمارات الصينية المباشرة غير المالية في الخارج اكثر من 170 مليار دولار أمريكي، ونمت الاستثمارات الصينية الحقيقية في الخارج  والصناعات الناشئة بشكل كبير، لم يؤدي الى خروج المعدات الصينية والتكنولوجيا والخدمات فحسب، وأنما عزز نمو اقتصاد الدولة ذات الصلة أكثر فعالية.

آفاق جديدة للاقتصاد المفتوح

قال تشوان خونغ:” لفترة طويلة من زمن الماضي، إتسم الانفتاح الاقتصادي الصيني بجذب الاستثمار الأجنبي. والآن، مع التحول والارتقاء الاقتصادي في الصين ، لا يمكن  النظر للاقتصاد الصيني المفتوح حسب النظرية القديمة. عموما، يشهد الاقتصاد الصين المفتوح المضي قدما نحو مستوى أعلى وجودة أعلى وكفاءة أعلى.”

بالطبع، عملية ترقية اقتصاد الصين المفتوح لن تكون سهلا، ويمكن أن يواجه صعوبات مثل الاحتكاكات التجارية الحمائية. وفي هذا الصدد، أشار قاو إلى أن الصين أكبر سوق للصادرات الامريكية من  الطائرات وفول الصويا والزراعة وغيرها من المنتجات الاخرى، لذلك لا ينبغي أن تصبح  الحرب التجارية هو الخيار. وقال قاو أنه في ظل ضعف الانتعاش الاقتصادي العالمي، فإن الصين والولايات المتحدة بأعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، يتعين عليهما العمل معا لتعزيز النمو المستمر للتجارة والاستثمار بين البلدين، والتي تفضي الى الانتعاش الاقتصادي العالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.