موقع متخصص بالشؤون الصينية

محادثات صينية-أمريكية للتحضير للاجتماع بين رئيسي البلدين

0

قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني خلال لقائه مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون يوم السبت إن البلدين يجريان اتصالات وثيقة للتحضير للاجتماع بين رئيسي البلدين وتبادلات على مستويات أخرى.

وأضاف وانغ لتيلرسون في دار “دياويوتاي” للضيافة في بكين: ” إننا نعلق أهمية كبيرة على زيارتك”.

وتعتبر زيارة تيلرسون الأولى له إلى الصين منذ توليه مهام منصبه في الشهر الماضي، كما أنه أول مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة يزور الصين.

وقال وانغ خلال مؤتمر صحفي عقب المحادثات: ” لقد أجرينا محادثات عميقة حول التحضير للاجتماع الوشيك بين الرئيسين كما بدأنا التحضيرات ذات الصلة”، مضيفا ان الجانبين اتفقا على إجراء اتصالات وثيقة لضمان نجاح اجتماع الرئيسين، إضافة إلى التبادلات على مستويات أخرى في المرحلة المقبلة.

وقال وانغ لتيلرسون: ” إن زيارتك تمثل خطوة هامة للغاية لدفع العملية قدما”.

وأضاف وزير الخارجية الصيني أن العلاقات الصينية-الأمريكية تتحول وتتطور بشكل ثابت وايجابي، داعيا إلى تنفيذ التوافق الذي توصل إليه الرئيسان شي و ترامب.

وأكد وانغ أن الصين على استعداد للعمل مع الجانب الأمريكي حول التواصل والتعاون وتعزيز الثقة والتعامل مع الخلافات بطريقة ملائمة سعيا لتعزيز التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات بين البلدين في المرحلة الجديدة على الطريق الصحيح لخدمة شعبي البلدين والعالم بأسره.

ودعا وانغ إلى مزيد من التعاون في الشؤون الخارجية والاقتصاد والتجارة والجيش وإنفاذ القانون والتبادلات الشعبية والاتصالات على المستوى المحلي.

وأكد وانغ أن جوهر العلاقات التجارية يتمثل بالمنفعة المتبادلة، مشجعا البلدين على توسيع نطاق التعاون التجاري والاستثماري والتعامل بشكل ملائم مع الاحتكاكات التجارية.

كما دعا البلدين إلى تعزيز التنسيق حول القضايا الساخنة، ومنها القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية وأفغانستان وسورية، والحفاظ على اتصالات وثيقة داخل إطار العمل متعدد الأطراف مثل الأمم المتحدة وقمة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا -الباسيفيك (أبيك).

كما أكد على موقف الصين من قضيتي تايوان وبحر الصين الجنوبي، مشددا على ضرورة أن يحترم البلدان المصالح الجوهرية والمخاوف الرئيسية لكل منهما والتعامل بطريقة ملائمة مع القضايا الحساسة من أجل حماية العلاقات الثنائية بعيدا عن أي تأثيرات غير ضرورية.

وفيما استعرض انجازات العلاقات الثنائية، قال تيلرسون إن من الضروري للبلدين إجراء تعاون وتنسيق أوثق في مواجهة الوضع الدولي المتغير.

وأضاف أن الجانب الأمريكي ملتزم بسياسة “صين واحدة” وعازم على العمل مع الصين لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه الرئيسان واستكشاف المزيد من مجالات التعاون انطلاقا من مبادئ عدم التنازع وعدم التواجه ، والاحترام المتبادل والفوز المشترك للجميع.

وأعرب تيلرسون عن استعداد بلاده لإجراء المزيد من التبادلات رفيعة المستوى والمزيد من الحوارات بشأن الأمن الدبلوماسي والتنسيق بشأن سياسات الاقتصاد الكلي وإنفاذ القانون والفضاء الالكتروني والتبادلات الشعبية.

وفي هذا السياق، قال جيا شيو دونغ، الباحث في المعهد الصيني للدراسات الدولية، إن زيارة تيلرسون تهدف إلى التحضير سياسيا للاجتماع بين رئيسين البلدين، حيث سيبذل الجانبان اقصى الجهود لاستغلال الفرصة للوصول إلى أرضية مشتركة.

وأضاف جيا ان ضرورة تقوية التعاون بين البلدين تعززت منذ تولي ترامب السلطة، متابعا:” ما قاله تيلرسون حول العلاقات الثنائية بعد ظهر اليوم أرسل إشارات ايجابية.”

نقاش عميق حول القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية

وتأتي زيارة تيلرسون في وقت تتصاعد فيه حدة الأزمة في شبه الجزيرة الكورية بسبب التجارب الاخيرة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، التي تأتي ردا على التدريبات العسكرية التي تجريها سول وواشنطن، ونشر الولايات المتحدة لنظام “ثاد” الصاروخي المثير للجدل في جمهورية كوريا.

وقال وانغ إنه أجرى نقاشا عميقا مع تيلرسون حول القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية وانهما :” توصلا إلى توافق حول الاتجاه العام” لمحادثاتهما.

وأضاف وانغ خلال لقاء مع الصحفيين مع تيلرسون أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يقف عند مفترق طرق حاليا، مشيرا إلى أن الوضع اما ان يتصاعد ويؤدي في نهاية الامرالى دوث صراعات، او انه سيتم تحقيق اختراق لاستئناف المفاوضات وعودة القضية النووية إلى مسار الحوار.

وقال وانغ: “نأمل أن تتحلى كافة الاطراف المعنية، ومنها الولايات المتحدة، بالصبر وان تتخذ الخيارات الصائبة”، مؤكدا ان البلدين يدعمان بثبات نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية ويتعهدان بالتنفيذ الشامل والصارم لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وتابع وانغ: “نأمل فى ايجاد سبل لاستئناف المحادثات ولن نتخلى عن أية جهود تهدف إلى تحقيق السلام.”

وقال إن الصين ترغب في مواصلة الحوار حول القضية المذكورة مع الولايات المتحدة، حيث انها تعتبر مجالا هاما للتعاون بين البلدين.

بدوره قال تيلرسون للصحفيين ان تشارك مع وانغ خلال المحادثات فى وجهة نظر واحدة تتمثل بأن مستوى التوترات في شبه الجزيرة الكورية بات عاليا جدا، وأن هذا الأمر أوصل القضية إلى مستوى خطير.

وأضاف تيلرسون: “الزمنا انفسنا ببذل قصارى جهدنا للحيلولة دون وقوع اي نوع من انواع الصراع.”

وخلال اللقاء، أكد وانغ موقف الصين الرافض لنشر نظام “ثاد” الصاروخي في جمهورية كوريا.

وكان عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي قد التقى تيلرسون اليوم، وهو ثاني لقاء لهما خلال شهر حيث زار يانغ واشنطن العاصمة في اواخر فبراير الماضي.

ووصل تيلرسون إلى بكين اليوم قادما من سول، في أولى جولاته الاسيوية الرسمية التي بدأت يوم الاربعاء وزار خلالها اليابان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.