موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصّين.. كُل العَالم!

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
الشّيخ محمد حسن التويمي*:

الصين هي البلد الأول سكّاناً في العالم، والثالث مساحةً، لكن الصين هي الدولة الأولى والحاسمة إقتصادياً واستثمارياً وإنتاجاً وتصديراً، وبالتالي علومياً وثقافياً. وإسم الصين صار مُهيمِناً في العالم وعليه في مجالات إنسانية، جُلّها الصداقة ونشر المحبّة نحو الشعوب، والتآخي معها ونيل رضاها، كما لم تَنله أية دولة أخرى عَبر الأزمان.

وعن الحضارة الصينية “فحدّث ولا حرج”. فهي عريقة وضاربة جذورها في التاريخ القديم للعالم وتنتمي للانسان ومصالحه ولا تهدّد أحداً. والحضارة الصينية هي إحدى أقدم الحضارات، حيث ازدهرت في حوض النهر الأصفر الخصب، وأما العائلات الملكية فقد كانت الاولى التي ظهرت وكان أولى سلالاتها حوالي 2000 سنة ق.م، لكن (أُسرة تشين) اللاحقة، كانت أول من وحّد البلاد في عام 221 ق.م. إلا أنها انتهت مع تأسيس الصين ثم الصين الشعبية، عندما حَسم الاشتراكيون أمر البلاد، وسار الشعب خلفهم، وأسـسسوا جمهورية الصين الشعبية في برِّ الصّين الرئيسي، الشعبي، الذي يمثّل كل الصين وشرعيتها.

ومع الشروع بتطبيقات حركة الاصلاح والانفتاح في عام1978م، أصبحت الصين أسرع وأنفع وأعمق اقتصادات الكون نموًا وجذباً وحيويّة، وتبوّأت البلاد بفضل حِكمة قادتها المتلاحقين المكانة الأرفع، وغدت مترافقة بضياء مَجد عالمي، حيث تحوّلت إلى أول وأكبر دولة مُنتجة ومُصدّرة للسلع والبضائع في العالم، وصارت السوق الصينية الأُولى أيضاً في قوّتها الشرائية غير المتراجعة، وقبل ذلك بعقود عديدة، كانت الصين قد فرضت نفسها على مجلس الأمن الدولي وهيئة الامم المتحدة، بعد لا مشروعية إقصاءها الطويل عنه، فكان ان شَغلت مكانة الكِبار فيه، وتمتعت بحق النقض “الفيتو”.

كثيراً ما نقرأ ونسمع عن أن في هذا العالم يوجد مئتي دولة مُعترف بها أوغير مُعترف بها.. لكن مُعظمنا قد لا يُدقّق كثيراً في طبيعة هذا العدد، فعاليته وقدراته العملية في الحياة اليومية دولياً ومحلياً، من سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية وهلمجرا.. لكن الثابت أن معظم هذا الرقم يبقى رقماً جامداً وجماداً لا حِراك فيه ولا روح.. فلا إنتاج عند غالبية الدول، ولا تصدير، ولا اكتفاء ذاتي، ولا صناعة ثقيلة، ولا زراعة تكفي شعوبها التي تستورد فقط، وتأكل من مَزارع ومصانع دول اخرى كبرى.. فلا إنتاج ولا تصدير ولا ثقافة ولا مُنتجات حضارية ولا تحضّر عندها على غِرار الصين.. فغالبية الدول لا تقوَ على صُنع مستقبلها بيدها، لأنها مُجرّد وسطاء وشركات وسيطة لغيرها، ولا تجسر التحرّك دون أمر أوليائها، لا بل أنها تخشى التصريح بلا أمر قد يَصدر إليها بحركة من حاجبِ عين وزير أجنبي حتى!

الصين لا تهيمن على أحد، وبرغم ذلك هي لا تدّعي القوّة ولا تعلن عن أية عَظمَة ولا تعظّم نفسها، لكنها تواصل التأكيد إنتمائياً للعالم الثالث والدول النامية وخدمتها وتعظيم الإيجابيات لديها ولدى شعوبها.. واللافت عند الصين أيضاً أنها تطرح السلبيات الدولية جانباً، وتتغاضى عن ضعف غيرها حتى لا تُحرجه، وهذه هي خُصلة القوي الواثق من نفسه وركائزه ومستقبله، فالتواضع الصيني على صعيد القادة والدولة والشعب هو نبراس الصين وكل حَيوة فيها..
إن هذه هي العَملقة بحد ذاتها، وهي تخالف مفاهيم عَظمة مختلف الدول الكبرى الغربية، وتلك البلدان العسكرتارية الاستعمارية التي اعتادت عرض عضلاتها أولاً، وقمعها الأًمم وتهديدها ثانياً وعاشراً، إجتراراً من جانب أصحاب القوى الباطشة لتاريخ الهراوة القديم، حيث استعمرت تلك القوى الصين وغير الصين، وكادت تحوّل الشعب الصيني وقارة أسيا الى عبيد وأرقّاء، لولا تدخل الحبيب ماوتسي تونغ الحكيم، الذي قاد شعبه الى الحرية والانعتاق، ونشر مفاهيمهما في زوايا وبِقاع الأرض، وها هو خليفته الزعيم العِملاق (شي جين بينغ)، يواصل المسيرة مُعلّياً راية المجد الصينية الخفّاقة، ونحو فضاءات جديدة خارج نطاق هذا العالم الارضي حتى، ليكون مستقبل الصين في كواكب اخرى بدأت بشغلها والعيش فوقها، بعد زراعة مراكب الفضاء واستيطانه المُخطط.
فتحيّة لزعيم الصين (شي جين بينغ) – الحليف والصديق، والى الأمام بتسارعٍ نحو مزيدٍ من النجومية، بمعاول دولتكم المَجيدة وشعبكم الممجّد، لتتربعون على عرش الأكوان.
*كاتب أُردني ومسؤول ديوان متابعات المطبوعات والنشر والأخبار، وديوان الإسلام والمسلمين في الصين وحِراكات مجلة “مرافىء الصداقة” للقسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.