موقع متخصص بالشؤون الصينية

نَحنُ وَهُمُ.. الصّينِ و رُوسيّه!

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
مَاريِنَا سُودَاَحْ*:

يَحتفل الاردن والصّين منذ السابع من أبريل/ نيسان الحالي بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية والرسمية الكاملة بينهما، وقد زارت الاردن قبل نشر هذا المقال، معالي نائب رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية السيدة (ليو يان دونغ) والوفد المرافق لها، وقد نظّمت لها سفارة جمهورية الصين الشعبية في الاردن لقاءً حافلاً في فندق (شيراتون)، صباح يوم الخميس الـ20  من نيسان/ أبريل 2017م، بمشاركة  وزير الصحة الدكتور محمود الشياب ووزيرة السياحة والاثار لينا عناب، وعدد كبير من الشخصيات الثقافية والإعلامية والاجتماعية الاردنية والمهتمون، بالاضافة الى السفير الصيني لدى الاردن السيد بان ويفانغ، وأعضاء السفارة، وحضره والدي مروان سوداح الذي يترأس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

وفي أجواء هذه المناسبة الكبيرة والمهمة واحتفاءً بها، كنت نشرت مقالاً ، تكرّم الدكتور ألبرت سيمونيان بالتعليق عليه بكلمات مؤثرة، وذلك بعد نشره في موقع “إنباء” الإخباري في بيروت لمديره العام الخبير السياسي الاستاذ محمود ريا، والمقال موسوم “الذكرَى الأربَعون.. لَكن عَائلتي تَحتفي بالخَمسين!”، وكان التعليق كالتالي:-

عزيزتي مارينا..
أنا أعرف أنك لا تعرفيني، وما أود أن أقوله لكِ، هو أنه لكِ كل الحق لتكوني فخورة بكل شي.. فخورة بالبابا والماما وجميع أفراد العائلة..  انجازات كبيرة لكل العائلة.. أنتم جميعاً أصدقاء للإنسانية وللشعوب الصديقه والمدافِعة عن حقوق وحريات الإنسان.

في الحقيقة، أنا أعرف كل شيء عن والدي مروان، وملمة بشكل كافٍ بتاريخه الشخصي منذ صِغره، ونشاطاته الضخمة في العالم، وأعرف أسماء عدد كبير من أصدقائه المُخلصين، كذلك أسماء اولئك الذين وقفوا بوجهه منتقمين أو بفصلهم له من أعماله المهنية بشكل متتالٍ لا ينم عن أية إنسانية أو مبادئ لديهم. ذلك أن الانتقام من والدي لم يكن لأسباب شخصية، فهو لم يقترف ذنباً بحق أحد، بل كان الانتقام منه وما يزال حصراً لما يحمله من فِكر وعقيدة سياسية برغم أنها في صالح الانسان والانسانية.

وأعرف أيضاً، أن الدكتور ألبرت – الذي يَعيش في استراليا التي هاجر اليها من الاردن قديماً – درس سوياً مع والدي مروان في الكلية البطريركية الوطنية بمنطقة المصدار في العاصمة عمّان حيث درست أنا أيضاً، وقد شاهد ألبرت سنة بعد أخرى قفزات ونقلات والدي الشخصية في المجال السياسي – التنظيمي، ونشاطه في هذا المَنحى في المدرسة منذ نعومة أظفاره، حين كان يَكتب وينشر مقالاته في جريدة الحائط المدرسية. ولمس ألبيرت، مشكوراً، تشعّب علاقات أبي في الفضاء الدولي وحفظها وقيّمها حق تقييم، تماماً كما قيّمها عالياً في رسالته التي وجهها إلي على الفيسبوك، من خلال حساب والدي فيه.

ألبيرت عَلِمَ بتوجهات والدي الثابتة نحو روسيا والصين منذ صِغره، وها هو الدكتور ألبيرت والمهندس فاروق أيوب خوري يتعاطفان مع والدي في مسيرته منذ نحو الصف الرابع الابتدائي، ففاروق هو “الصديق اليومي لوالدي”، وكان بين الحين والآخر يُرافق أبي إلى الفعاليات الثقافية السوفييتية المُقامَة في الاردن، كما كان شأنها في المركز الثقافي السوفييتي بمنطقة الدوار الثالث، وفي أروقة جمعية الصداقة الأردنية السوفييتية بعمّان.

لقد كان الصديقان فاروق وألبرت يَعرفان والدي عن قُرب، وغيرهما أيضاً، بسبب علاقاتهما اليومية به، إذ كانا يُشاهدان مُتابعة والدي المجلات الصينية الصادرة باللغة العربية، وهي إثنتان: “الصين المصورة” و “الصين اليوم”، إضافة الى دعوات والدي للطلاب لقراءة المجلات السوفييتية الناشرة بالعربية، والتي كانت توزّع آنذاك مجاناً، أو بشرائها مِن  مُوزّعَها المدعوأبو إلياس – مدير “مكتبة الرينبو” بجبل عمّان، وإطلاع أصدقائه من الطلبة وكبار السن عليها.

الصديقان ألبرت وفاروق يُدركان مراسلات والدي الدولية مع مجموعة دول “سيف” الاشتراكية السابقة، لكن بالأساس مع بكين وموسكو، اللتين كانتا عاصمتين لقطبين عالميين رئيسيين آنذاك، إذ أنهما تصالحتا وتحالفتا خلال فترة ذهبية عصيبة ودقيقة، أقاما وعزّزا خلالها دولتيهما ومعسكريهما، لكنهما وللأسف إبتعدا وتباعدا عن بعضهما البعض في فترة أخرى لاحقة، وها هما يعودان منذ سنوات الى سابق زمنهما الرفاقي وطريقهما الصحيح، دون أن يترك والدي أيّاً من هاتين العاصمتين في سرائهما وضرائهما، وفي صداقتهما وتحالفهما أو في خصومتهما، ودون أن يَستعدي إحدى العاصمتين على الأخرى، لأن “مروان” كان وما يزال يؤمن إيماناً راسخاً – لا يتزعزع إطلاقاً كما عهدناه – بأن المستقبل العالمي هو لهذين البلدين بشرط ان يكونا متصالحين ومتضامنين، ولنا معهما ومع صداقتهما لمستقبلنا كأُمة وببساطة كبشر، فنحن نعيش مع روسيا والصين في بيت آسيوي واحد، ولنا جميعاً مستقبل آسيوي واحد أحد.

عندما كتبتُ ونشرت مقالي في “إنباء”، كنت أود التأكيد ولفت الانتباه إلى أن عائلتي الصغيرة سبقت الحكومتين الكبيرتين والكريمتين والصديقتين الأردنية والصينية إلى علاقات إعلامية ثابتة ومتجانسة وصداقة متواصلة لا انفصال فيها ولا انفصام مع الصين، لكن مجموعات عديدة  في الأردن سبقت عائلتي الى صداقة وتحالف مع موسكو، بسبب أوضاعها السياسية والتنظيمية وكهولتهم العُمرية حين كان والدي صغير السن وتلميذاً في المدرسة، ومِن ثمَّ انضم بفعل هؤلاء الكهول وعوامل أُخرى – عندما كان طالباً – إلى صفوف الحزب، ليعمل في سبيل الاشتراكية الإنسانية التي يَعشقها، وليُقيم معارض الصور عن الأردن في موسكو وعمّان، وأخرى مُكرّسة لمناسبات روسية – دولية وتاريخية عديدة، ويُقرن ذلك بأنشطة صينية إعلامية شبه يومية، كلفتة شكر للصين المذهلة وحزبها القائد الرائد العظيم الذي يحترم والدي ويَحدب عليه منذ عشرات السنين، ولتعظيمه دوره ودور عائلتنا من خلال أوامر واضحة وصارمة وصريحة يُصدرها للمؤسسات الصينية المختلفة، إذ أن قيادة الحزب هي التي تقف وراء نجاح والدي في فعالياته الصينية وشهرته في الصين ووسائل إعلامها، ذلك أن الحزب هو الذي يُمثّل نبض الصين اليومي وصلابة الصين ونجاحها وسؤددها، ولأنه هو بالذات الذي يَجتذب بمبدئيته مَحبة العالم وثقة شعوبه به ويُصوّب المَسيرة الصينية دوماً.

أعترف بأنني لم أكن أحلم بأن يُسارع السيد الدكتور ألبرت، العَالِم والخبير الكبير في (عِلم الاستشعار عن بُعد)، أو غيره من القراء ومعارف وأصدقاء ورفاق والدي الأجلاّء والمُحترمين، إلى نشر رسائل إلي ولعائلتي، يؤكدون فيها مشكورين احترامهم لنا ولتاريخنا وطبيعتنا المتصادقة مع الحق وشعوب الأرض، ومن هؤلاء، الآخرين، الأكارم أبقاهم المولى ذخراً وسنداً لصداقتنا معهمُ: القائد الشيشاني السيد أمين داسي وشقيقه السيد محمد داسي، والدكتور سمير حمدان – وهو الذي كان رئيساً على والدي في الخلية الحزبية بالاردن، وهم من الأردن/ والإخوة السادة عبد القادر خليل، وعبد الكريم خليل وقاسم عبدالقادر وثلاثتهم من الجزائر/ وعبد القادر حسن عبد القادر من مصر/ وسليم السراي من العراق وغيرهم. وأحب التنويه هنا إلى أن الأخ سليم كان أكد صداقته العميقة لنا، بحضوره المشكور خصيصاً من العراق الشقيق الى الاردن، ليُشارك في احتفال عقد أكليل شقيقتي وحفل زواجها، ولن ننسى ذلك ما حيينا، فهذه هي الصداقة الحق والتحالف الوفي والانسانية الكاملة.

لن أنسى لطف هؤلاء الاصدقاء الذين يواصلون الوفاء للذكريات الأحلى عن والدي، ولما تفضلوا به من صدق المشاعر والوصف والسرد والتقييم وليستمروا جماعةً مع والدي نحو الهدف الأسمى، ما يَدل على نقاء مَعدنهم وأصالتهم، مُتمنّية لهم ولعائلاتهم الكريمة دوام النجاح والسؤدد في كل مجال.

ـ ملاحظة – شرح صور: الصّور المرفقة التقطت في اوائل سنوات سبعينات القرن العشرين، ومدوّن عليها تواريخاً بقلم حِبر، وهي خلال زيارات والدي مروان وجدي موسى سالم سوداح لجمعية الصداقة الأردنية السوفييتية والمركز الثقافي السوفييتي في العاصمة الاردنية عمّان، مشاركةً منهما في نشاطات هاتين المؤسـستين، أو فوزاً بجوائزهما الواردة لوالدي من روسيا، وتظهر في الصور  شخصيات أردنية سياسية وقيادية غالبيتهم توفاهم الله برحمته الابدية، منهم مدير جمعية الصداقة المرحوم وليد عطيوي ـ أبو علي/  ورئيس الجمعية المرحوم رفعت عودة/ وأمين مكتبة المركز الثقافي الروسي أمين عفانه ومدير المركز الثقافي الروسي الأسبق الدكتور وليد مصطفى ، وهما يُسلّمان والدي جوائز روسية/ وسفراء سوفييت سابقون ومدير روسي سابق للمركز السوفييتي يسلّم والدي جائزة، وصورة لوالدي على شرفة المركز السوفييتي، وأخرى لوالدي وجدي والمهندس فاروق خوري يستمعون لمحاضرة في جمعية الصداقة.

*كاتبة وناشطة وقيادية في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدِقاء وحُلفاء الصّين ورَابِطةُ القَلَمِيِّين مُحِبِّي بُوتِين وَرُوُسيّه للأُردنِ وَالعَالَم العَربِيِّ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.