موقع متخصص بالشؤون الصينية

#السياحة_الصينية في #لبنان: ما المطلوب لإطلاقها؟ (العدد 59)

0

خاص ـ ”نشرة الصين بعيون عربية“:
إليانا إبراهيم، مواطنة من الصين، مقيمة في لبنان ومتزوجة من لبنان، رئيسة الجمعية الصينية العربية، ناشطة في سبيل تعزيز العلاقات بين الأمتين. هي من الصين، ولكنها عندما تتحدث عن اللبنانيين، فهي تتحدث بصيغة “نحن”، لذلك فإن الرؤية التي تقدمها لإطلاق السياحة الصينية في لبنان تنطلق من همّ حقيقي نابع من حرص “المواطن” على بلده، وليس من موقع حيادي وبارد.
إليانا كتبت هذه الكلمات لـ “نشرة الصين بعيون عربية” باللغة الإنكليزية، وتم تعريبها من قبل النشرة، وهي تصف فيها واقع السياحة في لبنان، من وجهة نظر خبيرة بشؤون السياحة بشكل عام، وبسياحة الصينيين في العالم بشكل خاص.
سافر 65 مليون مواطن صيني خارج الصين في عام 2015. وخلال الأشهر الستة الأولى من العام 2016، سافر 59 مليوناً، وهذا العدد يزداد باستمرار.
مصر ودبي والأردن لها مكاتب خاصة بها في الصين للترويج للسياحة. فرنسا واسبانيا لديها مكاتب في الصين للترويج للسياحة والنبيذ. المملكة المتحدة وأستراليا لديها مكاتبها لتشجيع تصدير منتجاتها إلى الصين. فما الذي نقوم به تجاه السوق الصينية ؟!
ألا تريد وزارة السياحة ووكالات السفر والفنادق في لبنان أن تفعل أي شيء لجذب السياح الصينيين؟!
شخص ما يجب أن يفعل شيئاً!
ماذا يجب أن نفعل؟
في البداية يجب أن يكون هناك بين الدولتين رحلات جوية مباشرة لنقل الركاب ولنقل البضائع.
وأيضاً يجب أن يعمل لبنان على تقديم نفسه والدعاية لما لديه من إمكانيات داخل الصين.
إذا نظرنا إلى مصر، والأردن والإمارات، نجد أن هذه الدول تملك مكاتب في الصين، للمشاركة في كل أنواع النشاطات والمعارض للتعريف ببلدانهم، سواء على مستوى السياحة أو على مستوى الأعمـــال.
كل المسؤولين الرسميين المعنيين بهذا الموضوع، كوزارة السياحة ووزارة الاقتصاد، إضافة إلى النقابات كنقابة الفنادق ونقابة الوكالات السياحية يجب أن يكونوا معاً ويساهموا بالقيام بما عليهم من واجبات، وتنظيم معارض في الصين للتعريف بلبنان.
الأشخاص العاملون في قطاع السياحة يجب أن يكونوا متخصصين بشكل أكثر، والمواقع السياحية لا ينبغي أن تقفل أبوابها في أوقات مبكرة كما يحصل الآن، حيث تقفل الأماكن الأثرية في فصل الشتاء عند الساعة الثالثة والنصف أو الرابعة، وهذا أمر غير مقبول، لأن السواح الصينيين لهم عادات محددة، وتقاليد منها أنهم عندما يسافرون للسياحة في بلد معيّن، فإنهم يقضون كل وقتهم في زيارة كل الأماكن المتاحة لهم دون توقف، يتركون الفندق في الثامنة صباحاً وينطلقون من موقع سياحي إلى آخر، ويتناولون الغداء ثم يتوجهون إلى أحد المواقع، ويبقون على هذه الحال حتى ما بعد العشاء، حيث ينطلقون حينها للمشاركة في الحياة الليلية.
هم ليسوا كالسياح الأوروبيين والأميركيين، حيث تعمل وكالات السياحة بهدوء، فيخرج السائح من الفندق الساعة التاسعة وإلى موقع واحد، ثم يتناول الغداء ويذهب إلى موقع سياحي آخر، ثم يعود إلى الفندق لتناول العشاء.
السياح الصينيون لا يفضّلون هذا البرنامج، هم يريدون برنامجاً سياحياً متكاملاً ومليئاً بالمحطات، ثلاث وجبات في اليوم، ونشاطات حتى الساعة العاشرة مساء.
الأشخاص الذي التقيهم والذين يزورون لبنان هم بمجملهم رجال أعمال ومجموعات حكومية، ولكن يبقى هناك سياح عاديون يأتون إلى لبنان ويتنقلون بالحافلات الكبيرة أو الصغيرة، وهذا الأمر لا يبدو مناسباً.
والاهتمام الأكبر بالنسبة للسياح هو الأمن والسلامة الشخصية، وهم يسألون عن هذه الأمور بشكل دائم قبل مجيئهم إلى لبنان، لأن الأخبار التي تُنقل للمجتمع الصيني لا يوجد فيها شيء جيد، وكلها تتعلق بالتفجيرات الإرهابية والخطف والقتل، والقتال بين إسرائيل وحزب الله.
نحن اللبنانيين يجب أن نعرف ما هي الأخبار التي يجب أن ننقلها عن بلدنا للعالم كله، وليـس فقـط للمجتمـع الصيني.
ولكن بالتأكيد، بعد مجيء السائح إلى لبنان وتمضية يومه الأول أو الثاني، يجد الاستقبال الممتاز والاستضافة الرائعة، يبدأ بالاستمتاع بالرحلة، وبشعر بالمفاجأة عند مشاهدته المواقع السياحية المثيرة للإعجاب، وتتكون لديه مشاعر لا توصف حول المواقع التاريخية في جبيل وبعلبك، حيث يرى التاريخ متجسداً أمام عينيه، وهو يتأثر كثيراً بما يراه في هذه الأماكن العظيمة.
لنأخذ بعلبك كمثال، إنها موقع سياحي وتاريخي مميز على مستوى العالم، وأنا أحس بطاقة غريبة عند زيارتها مرّة بعد مرة، وبالرغم من تكرر الزيارات إلا أنني دائماً أجد شيئاً جديداً. كل مرة أقف في معبد جوبيتر أو معبد باخوس أرى التاريخ يتجسد أمام عينيّ وكأنني أشاهد فيلماً حيّاً، وأرى الأشخاص الرومان الذين يقيمون الاحتفالات ويعيشون حياة الفرح.
ولكن للأسف، في كل مرة أذهب إلى هناك أجد أن مجموعتنا وحدها هناك، ولا يوجد الكثير من الزوار في القلعة، وهذا أمر مثير للحزن.
ومن الضروري جداً أن يكون هناك نوع من الدعم التقني المتمثل بتقديم معلومات حول المواقع الأثرية والسياحية باللغة الصينية في كل موقع، وهذا أمر سهل وممكن، لذا يجب أن يكون هناك نشرات تعريفية بهذه المواقع باللغة الصينية تتضمن معلومات أساسية حول هذه المواقع وتاريخها وقصصها وما إلى هنالك.
كما أن هناك الكثير من المواقع الصينية التفاعلية المتخصصة بالشؤون السياحية، ولذلك يجب أن يتم وضع كل معلومة ممكنة عن السياحة في لبنان على هذه المواقع، كالصور والمعلومات والترويج السياحي، وكيفية الوصول إلى هذه المواقع وساعات الدوام فيها، وكل ذلك باللغة الصينية.
وبالطبع هذا يجب أن يتم من قبل متخصصين وبعمل جماعي كفريق. يجب وضع استراتيجية حول كيفية الترويج للسياحة في لبنان، وأي قنوات يجب استخدامها للعمل على هذا الترويج، وما هي المعلومات التي يجب أن نقدّمها، ومَن يمكنه فعل ذلك، وما هو المستوى الذي يجب تقديم المعلومات من خلاله.
لذلك أنا أقترح تشكيل فريق متخصص للقيام بهذا الأمر.
أنا لديّ خبراتي ولديّ معارف واتصالات، وأنا والجمعية التي أسّستها جاهزون للمشاركة في أي شيء يفيد في تحقيق هذه الأفكار.
ونحن نحاول العمل مع وكالات السياحة في الدول المجاورة، وأقترح بلداناً مثل الأردن، الإمارات، تركيا، الإمارات وإيران، وتأمين سيّاح لهم ومن خلالهم، لأنه في الأردن مثلاً هناك سنوياً حوالي 350 ألف سائح صيني، فإذا استطعنا جعل بعض السائحين الصينيين يمضون يومين إضافييــن أو ثلاثــة أيام في لبنان، فهذا أمر يصبح أكثر سهولة بكثير مـن استقـدام السائـح مباشـرة من الصيـن.
لذا، يبدو واضحاً أن كل شيء في هذا المجال يجب أن يكون مبنياً على استراتيجية واضحة، وكل شخص مرتبط بهذا الملف يجب أن يملك الفهم لكيفية التعاطي مع هذه القضية، لأن المطلوب هو العمل كفريق وتقاسم الأدوار، وليس العمل بشكل منفصل ومعزول، ما يؤدي إلى تكرار الجهود، وبالتالي إلى تقزيم المردود من هذه الجهود.
على كل حال، أنا منفتحة على مناقشة كل إمكانيات التحرك، وأنا أعمل على تنظيم طاولة حوار بحضور وزير السياحة ونقيب أصحاب الفنادق، ونقيب أصحاب الوكالات السياحية والسفير الصيني في لبنان.
في اجتماع بهذا المستوى على المستوى الرسمي آمل أنه يمكن تحقيق تقدم في هذا الملف. وجمعيتي جاهزة للمساعدة على العمل على تحقيق كل هذه الخطوات.
اقتراحاتي
1. المشاركة في معارض السياحة في الصين.
2. إنشاء مكتب ترويج السياحة اللبنانية في الصين.
3. إقامة امتحانات لتأهيل الدليل السياحي المحلي المختص بالصينيين.
4. توفير التدريب للشركات حول كيفية استقبال السياح الصينيين.
5. تشجيع الفنادق والمطاعم على إنشاء صفحات على مواقعها باللغة الصينية، وطباعة لوائح الطعام وغيرها من التعلميات باللغة الصينية.
6. وفي الوقت نفسه، يجب أن لا نننسى الصينيين الذين يعيشون في بلدان أخرى غير الصين.
7. يجب إطلاق رحلات جوية مباشرة من الصين إلى بيروت، بالإضافة إلى فتح خط شحن جوي مباشر بين الصين ولبنان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.