موقع متخصص بالشؤون الصينية

ليس بإمكان #ترامب دق اسفين في #العلاقات_الصينية_الروسية (العدد 66)

0

صحيفة غلوبال تايمز/ الصينية
سوي هنغ
25-4-2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
منذ توليه منصبه، يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة ضبط العلاقات الصينية الأميركية الروسية. وقد ادعى مسبقا خلال حملته الانتخابية أن الصين، لا روسيا، هي التي تشكل التهديد الرئيسي للولايات المتحدة، وانه على واشنطن تحسين علاقاتها بموسكو.
سياسة ترامب الخارجية لا تتمحور فقط حول ضبط العلاقة الأميركية الروسية، وإنما تتعلق أكثر بتغيير النظام العالمي الذي أوجده سلفاه جورج دبليو بوش وباراك أوباما حيث دعمت الصين وروسيا استراتيجيا بعضهما البعض لإيجاد توازن مع  الولايات المتحدة.
وعقب استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين، كان فريق ترامب حذراً في اتصالاته مع روسيا. ويُظهر لقاء ترامب الأخير مع نظيره الصيني شي جين بينغ والضربات الجوية السورية وقضية كوريا الشمالية النووية أن ادارة ترامب، التي تجد صعوبة في تحسين علاقة واشنطن بموسكو بشكل سريع، تحاول دق اسفين بين بكين وموسكو. تتجلى تجارب ترامب المتراكمة خلال أكثر من 30 عاما من الحروب التجارية في تعامله مع الشؤون الخارجية.
لا بد من الاعتراف بأن تحركات ترامب الأخيرة أقلقت النخب الصينية والروسية. وترامب، الذي يعرف بتصرفاته غير المتوقعة، زعيم سياسي غير عادي لا يتصرف وفقا لقواعد النظام السياسي الحالي.
لقد شنت الولايات المتحدة غاراتها على سوريا خلال اجتماع ترامب وشي، مخلّفة انطباعاً خاطئاً لدى موسكو بأن بكين وواشنطن قد توصلتا إلى توافق في الآراء حول القضية السورية، وأُفيد على نطاق واسع أن نشر المجموعة القتالية لحاملة الطائرات في شبه الجزيرة الكورية قد جاء خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى موسكو، مخلّفة انطباعاً لدى بكين بأن موسكو وواشنطن قد توصلتا إلى اتفاق بشأن بيونغ يانغ.
لقد نَفَذَت مهارات ترامب التجارية إلى قراراته السياسية. وهو يحاول زرع شقاق في العلاقة بين بكين وموسكو عبر تعمد الإيحاء بشكل كاذب بأن الصين وروسيا عقدتا صفقات فردية مع الولايات المتحدة بشأن قضايا حساسة. وفي الوقت نفسه، اغتنمت وسائل الإعلام والنخب الأميركية الفرصة لإثارة الخلافات المحتملة بين الصين وروسيا. وادعى مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر في وقت سابق أن الصين ساعدت الولايات المتحدة على عزل روسيا وبوليفيا في الشأن السوري.
إن زرع  الشقاق هو تكتيك شائع في تاريخ العلاقات الدولية. وقد استخدمته الحكومة الأمريكية عدة مرات في العلاقات بين بكين وموسكو منذ نهاية الحرب الباردة.
وعلى سبيل المثال، يردد الأكاديميون الأمريكيون أن مبادرة “حزام واحد وطريق واحد” الصينية تشكل تحديا للنفوذ الروسي في آسيا الوسطى. بيد أن التحريض الأميركي لم ينجح في إفساد العلاقة بين بكين وموسكو، بل أتاح الفرصة للبلدين لتعزيز تعاونهما الاستراتيجي. فأعلنت الصين وروسيا التعاون بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
لم يدرك ترامب أن العلاقة بين بكين وموسكو تتجاوز سياسات القوة السابقة. فوفقا للنظرية الواقعية إن أساس التعاون الصيني الروسي هو مواجهة الهيمنة العالمية الأمريكية، واذا ما تلاشى الضغط الامريكي فإن هذا التعاون الثنائي سينهار.
ومع ذلك، إن هذا التفسير يتجاهل حقيقة أن الصين وروسيا أقامتا علاقة جديرة بالثقة يعتمد كل طرف فيها على الآخر خلال أكثر من 10 سنوات من التفاعلات الاستراتيجيــة.
وفيما يتعلق بالشؤون السورية والكورية، إن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قد اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف لضمان التعاون.
لا داعي لإثارة ضجة حول امتناع الصين عن التصويت على قرار الأمم المتحدة بإدانة الهجوم الكيماوي السوري. فمن الطبيعي أن يكون لدى كل من بكين وموسكو، رؤى ومصالح مختلفة، وآراء متضاربة بشأن الأزمة السورية. بيد أن البلدين قد حافظا على تعاون استراتيجي شامل حول هذه القضية.
إن العلاقات الصينية الروسية قد تجاوزت كونها علاقة قوة عادية، وقد تم دمجها على أساس الإدراك المشترك للحضارة والنظام الدولي ومطالب الشعوب. حيث يؤكد كلا البلدين على أهمية بناء مجتمع ذي مصير مشترك (للبشرية)، والدعوة إلى الديمقراطية في أنظمة الحكم، ومعارضة الهيمنة الغربية على الشؤون الدولية، والالتزام بإصلاح النظام الدولي عقب الحرب الباردة.
بالنسبة لبكين وموسكو، اللتين تمر كلاهما بمرحلة تجدد حاسمة، إن رفاهية الشعوب تعني التنمية الاقتصادية وبناء قوة شاملة بشكل سريع. واستناداً إلى الإدراكات والخبرات المشتركة للتفاعلات الاستراتيجية، لقد أحرزت الصين وروسيا ثقة استراتيجية متبادلة وسط ألعاب القوى التي تسودها الفوضى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.