موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: على الولايات المتحدة إدراك الإمكانات الضخمة للاستثمارات الصينية على أراضيها

0

وكالة أنباء شينخوا:
يظهر الحجم القياسى للاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة خلال العام المنصرم أن خطة بكين الاقتصادية تتوافق مع الأهداف الاقتصادية الأمريكية، وليس العكس .

فقد كشف تقرير أعدته مجموعة ((روديوم)) واللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية الصينية أن الشركات الصينية استثمرت بقيمة 46 مليار دولار في الولايات المتحدة العام الماضي، ما يماثل ثلاثة أضعاف المبلغ في العام 2015، بما يرفع الاستثمارات الثنائية المباشرة لمستوى قياسي.

ووصف التقرير الاستثمارات الثنائية في السابق بـ”الشارع ذى الاتجاه الواحد” حيث كانت تتدفق أموال ضخمة من الولايات المتحدة للصين. لكن الآن، فالاستثمار “طريق سريع ثنائي الاتجاه” حيث تتدفق استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة عشرات المليارات من الدولارات سنويا من كلا البلدين.

وفي حين كان القلق يسيطر على الحكومة الأمريكية إزاء الصناعة الصينية وتهديدها المحتمل لسوق العمل والاقتصاد، تقوم الشركات الصينية حاليا بتعزيز الاقتصاد الأمريكي بتوفيرها فرص عمل ودفعها للضرائب.

وعلى مدار السنوات السبع الماضية، قفزت فرص العمل التي وفرتها الشركات الصينية في الولايات المتحدة بنحو تسعة أضعاف لتوفر 140 ألف فرصة عمل العام الفائت. وبحلول نهاية 2016، استضافت كل الولايات ال50 و89 بالمئة من الدوائر الانتخابية، أعمال شركات صينية.

ويقول جون لينغ، رئيس مجلس الولايات الأمريكية بالصين إن الكثير من الولايات الأمريكية تزيد فرص العمل للمساعدة في إقامة المشروع الصناعي الصيني المقبل.

وأعرب عن اعتقاده بأن ذلك “سيعطي دفعة” لإرساء علاقة اقتصادية ثنائية أكثر صحة.

وفي ظل التقدم الملحوظ، هناك فرصة سانحة لتوسيع البصمة الإيجابية للمستثمرين الصينيين في الولايات المتحدة.

وفي حين تنتقل الصين من نمط الاقتصاد الذي يقوده التصدير لآخر يقوده انفاق المستهلك والخدمات، بدأ المستثمرون الصينيون تغيير الصناعات المطلوبة في الولايات المتحدة بعيدا عن صناعات الطاقة والعقارات التقليدية إلى خدمات المستهلك والتكنولوجيا المتقدمة.

ووفقا للتقرير المشترك، فقد ركز أكثر من 90 بالمئة من الاستثمارات الأجنبية الصينية المباشرة في الولايات المتحدة خلال 2016 على الخدمات والصناعة المتطورة.

وقدمت شركة تشيلو لصناعة الأدوية مثالا على ذلك، فاستثمرت أكثر من 40 مليون دولار لفتح محور ابتكار وتوسيع نطاق أعمالها فى بوسطن، محور الابتكار الدوائي في الولايات المتحدة.

وأشاد عمدة بوسطن مارتين والاش بشراكة تشيلو التي تساعد في تعزيز سمعة المدينة كنصير عالمي في مجال بحوث علوم الحياة وتطويرها.

وفي حين أن بإمكان تشيلو الاعتماد على موارد بوسطن الثرية في مجال البحوث والتطوير للارتقاء بمجموعة منتجاتها، إلا أنها قادرة على تحويل أحدث الأفكار لواقع في أكبر سوق استهلاكي بالعالم.

إن إعادة التوازن الكبير للاقتصاد الصيني يتيح فرصة تاريخية لتوسيع الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة. وان فهم تلك الإمكانات الضخمة سيساعد في بناء علاقة أمريكية-صينية بناءة في القرن الحادي والعشرين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.