موقع متخصص بالشؤون الصينية

مقالة : أسماك طازجة من بحر العرب تصل مباشرة إلى أبعد المناطق عن السواحل في العالم

0

 

وصلت دفعة أولى من المنتجات المائية مؤخرا من بحر العرب بشكل مباشر إلى مدينة كرماي الغنية بموارد البترول في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم التي تعد من أبعد المناطق في العالم عن السواحل، وذلك بفضل النجاح في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق ” الصينية.

وقبل وصول المنتجات البحرية إلى المدينة الواقعة في وسط صحراء “غوبي” الجافة بساعتين ، وصلت سيدة لقبها “مايلا ” من أهالي المدينة لتنتظر مع بنتها،11 عاما، في سوق محلي خاص لترويج المنتجات المائية ، حيث قالت “أننا نعيش بعيدا للغاية عن البحر ” .

ومن ميناء غوادر الباكستانية المطلة على بحر العرب ، سافرت الدفعة الأولى من المنتجات البحرية المغطاة بالثلوج الكثيفة 34 ساعة حتى وصلت إلى “مدينة البترول” الشهيرة الواقعة في قلب اوراسيا .

ومن الجدير بالذكر أن هذه المنتجات المائية تعد أيضا الأولى من نوعها التي يتم تصديرها مباشرة من ميناء غوادر إلى خارج البلاد .

ومن ناحية أخرى ، تعد هذه المرة الأولى بالنسبة للمواطنين المحليين في مدينة كارماي وتلمسون التي يحصلون فيها على أسماك طازجة بشكل مباشر من بحر العرب البعيد.

وتضم هذه الدفعة 16 نوعا بارزا من الأسماك في بحر العرب مثل الكركند والهامور والزبيدي في البحر إضافة إلى الجمبري وغيرها من المنتجات البحرية عالية الجودة.

ومن هذه الناحية ، تتمتع السيدة “تنغ لان تشي” مقارنة مع المواطنين المحليين الآخرين ، بخبرة كبيرة ، نظرا لأنها ولدت في مدينة “ريتشاو” الساحلية في مقاطعة “شاندونغ” شرقي الصين، وعبرت عن رضاها قائلة “أن ألوان عيون الأسماك من بحر العرب رائعة ، فيرمز ذلك إلى أنها طازجة مع جودة عالية”.

وذكرت “تنغ” أن المنتجات المائية التي تباع في السوق المحلية نُقلت من السواحل شرقي أو جنوب شرقي البلاد ، وأسعارها غالية للغاية بسبب المسافة البعيدة للمواصلات .

واستطردت السيدة “تنغ” التي كانت تختار أسماك الهامور والربيان والجمبري، قائلة إن سعر كل كيلوغرام من الجمبري الطازج لهذه الدفعة من المنتجات البحرية الباكستانية لم يبلغ سوى 85 يوانا ( نحو 12.5 دولار أمريكي ) ، “غير أن سعر الجمبري المجمد ( المنقول من السواحل الصينية ) المباع في السوبر ماركت المحلية ظل حوالي 120 يوان لكل كيلوغرام .”

كما كان في السوق أحد الطلبة الوافدين الباكستانيين في المدينة ، ولقبه “زوي” يتجول بفرح ومرح ويشتري ويتناول كثيرا من الأسماك المستوردة من مسقطة رأسه .

وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن ميناء غوادر تتمتع بموارد الأسماك الغنية ، لكن مستوى إنتاجها مازال منخفضا .

ومن ناحيته ، قال “تشن باو ليانغ” رئيس مجلس الإدارة لشركة “يوفي” التي قامت بعملية نقل هذه الدفعة من المنتجات البحرية التي تم بيع مجملها في يوم واحد فقط عند وصولها إلى المدينة ، قال إنه من المتوقع أن يتم نقل كل من الدفعتين الثانية والثالثة القادمتين من المنتجات البحرية من ميناء غوادر في باكستان إلى كارماي خلال 16 ساعة فقط في المستقبل القريب، إذا تمكن تفادي المناخ السيئ على الطريق.

وأرجع “تشن” سبب ارتفاع سرعة النقل إلى تطورات مستمر لتنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين منذ عام 2013 بشكل عام ، وبفضل بناء “الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني” على شكل خاص.

وذكر عمدة مدينة كارماي “تشانغ هونغ يان” أن مدينة كارماي قد أنشأت علاقة توأمة المدن مع مدينة ميناء غوادر، مما أدى إلى نجاح إنشاء “ممر جوي” بين المدينتين .

بفضل ذلك ، وفي مايو الحالي ، أسست شركة “يوفي” الصينية شركة فرعية لها في ميناء غوادر الباكستانية . ومن ثمة تخطط الشركة لضخ 510 مليون يوان في الشركة الفرعية لكي بناء مصانع لمعالجة المنتجات البحرية المحلية والمرافق الأخرى .

علاوة على ذلك ، من المتوقع أن تصبح مدينة كارماي محورا للمنتجات البحرية يربط بين باكستان ومنطقتي شينجيانغ و نينغشيا ومقاطعات ثلاث أخرى (تشنغهاي و قانسو و شنشي) في شمال غربي الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.