موقع متخصص بالشؤون الصينية

مبادرة الحزام والطريق والخلط بين غبار الحروب و غبار الحنطة

0

موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
القدس ـ فخري سليمان:

لم أتوقع أن يصل منسوب الدوغمائية لدى البعض إلى مستوى إغلاق العين بتصميم وإصرار عن حقائق جلية لم تعد بحاجة إلى نقاش. ولو كان الحديث عن أبناء هذا الجيل ؛ الجيل المعاصر لما تحملنا هذا العناء ولأمكن تجاوز الموضوع. أما أن تتلبس الدوغمائية جيل الصراع المحتدم بين أحلاف إقليمية وعالمية ويصر المثقف على التمترس، في هذه الأيام خلف نفس المتراس الذي كان به قبل ما يزيد عن نصف قرن، فهذا مدعاة ليس للسخرية فقط، بل والإستهجان.

وفي الوقت الذي كان البعض من المثقفين والمحسوبين على الجانب الوطني يتشكك بمدى وعمق ومبدإية الموقف الصيني في الصراع ضد الإمبريالية قبل ما يزيد عن خمسين عاماً، نجد هذا البعض ما زال متمسكا وبإصرار في التشكيك بالموقف الصيني الحالي ولا يميز بينه وبين المواقف والسياسات الإمبريالية الغربية وتحديداً الأميركية

هذا البعض يرى في مبادرة الحزام والطريق التي قدمها الزعيم الصيني الرفيق شي جيبينغ ما هي إلا صراع بين إمبرياليتين …. ومنافسة بها تريد الإمبريالية الصينية أن تجد لها مكاناً بجانب الإمبريالية الأميركية.

إن عدم التمييز بين سياسة وأسلوب الإمبريالية الأميركية في العالم، وفي الشرق الأوسط تحديداً لا يعني فقط افتقاد للبصيرة العاقلة ؛ وإنما هو مؤشر على فقدان القدرة على البصر والتمييز بين لونين متناقضين وبينهما حاجز واضح وضوح الشمس. وفوق ذلك يعني عدم التمييز بين سياسة عدوانية احتكارية تزعمتها الولايات المتحدة على امتداد أكثر من ستة عقود وفي مناطق عدة من العالم في حين يمكن رؤية الفرق بين مكونات وأهداف وأدوات مبادرة الحزام والطريق التي تفتقر بل وتستبعد أدوات الضغط والاحتكار والعدوان. ومع ذلك يصر الدوغمائيون من المثقفين على عدم التمييز بين الإمبرياليتين.

مبادرة الحزام والطريق تأخذ في الاعتبار المصالح والمنافع المتبادلة للشعوب المتاخمة اراضيهم لمسار طريق الحرير، أولاً.  ولأن مبادرة الحزام والطريق توفرمنافع للعالم كله، انضمت إليها أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية حتى الآن، بينهم أكثر من 40 طرفًا وقعوا اتفاقيات تعاون مع الصين، الأمر الذي يمكن وصفه بأنه توافق دولي على مبادرة الحزام والطريق، ثانياً.

ويُعد التطوير المشترك لمبادرة الحزام و الطريق قناة رئيسية لزيادة التعاون الدولي، وهي قضية ترحب بها وتدعمها كل الأطراف، ثالثاً.

مبادرة الحزام والطريق تقوم بتوليد فرص تطور جديدة لتحسين حياة الناس، رابعاً.

ثم، هناك ارتفاع وتعالٍ لاصوات ضد العولمة وتوترات متراكمة بين الانفتاح والتغيير والتكامل الاقتصادي. ومن أجل اكتشاف طرق لمعالجة المشاكل التي تواجه الاقتصاد الإقليمي والعالمي، وخلق طاقة جديدة للسعي وراء تطور مترابط وجعل مبادرة الحزام والطريق تنتج منافع أكبر لشعوب كل الدول، أعلن الرئيس شي جينبينغ في اللقاء السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في 17 كانون الثاني/ يناير أن الصين ستستضيف في أيار/ مايو منتدى الحزام والطريق في بكين لمناقشة سبل تعزيز التعاون، وبناء منصات التعاون ومشاركة نتائج التعاون، خامساً.

ناهيك عن وجود توجه لتقوية التعاون الدولي والتشارك في بناء الحزام والطريق من أجل تنمية الربح المتبادل”. وتتضمن الفعاليات الأساسية للمنتدى حفل افتتاح، وطاولة مستديرة للزعماء ومؤتمرًا عالي المستوى، سادساً.

يبلغ عدد دول المبادرة 65 دولة من ثلاث قارات، وتستثمر فى مشروعات المبادرة مليارات الدولارات، ويهدف الحزام والطريق إلى ربط دول آسيا وأوروبا وأفريقيا ببعضها البعض، من خلال مشروعات البنية التحتية التى سيتم تمويلها جزئيا أو كليا من قبل الصين، وهذه الموانئ والطرق والسكك الحديدية والجسور تربط جميع الدول التى ترغب فى أن تكون جزءا من “الحزام والطريق”، سابعاً.  ومع هذه الحقائق الدامغة، وتعامياً عنها يأتيك من يدّعي بأن الإمبريالية الصينية تنافس الإمبريالية الأميركية. فهل يوجد ما هو أشد جموداً وتحجراً من هذا؟ وإذا كانت أميركا ستفقد نفوذها لصالح العملاق الصيني فإن هذا لا يعني أن نرى فيمن يحافظ ويرعى منافع الآخرين مثل من يدوس عليها ويدمرها لأجل تسويق ما تنتجه مصانعه العسكرية. فيما تسعى إدارة دونالد ترامب لزيادة نفوذها عبر الإجراءات العسكرية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.