موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين نموذج اقتصادي عالمي جديد

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ

عبد الإله جبر*:

فرض الاقتصاد الصيني خلال العقود الثلاث الأخيرة نفسه بقوة على الساحة العالمية، نتيجة للسياسة الاقتصادية والنهج الحكيم للقيادة الصينية، بقيادة الرئيس الصديق شي جين بينغ، وخير دليل على ذلك هو نجاح المبادرة الصينية الرائعة الموسومة بمبادرة الحزام والطريق ونتائجها المبشرة بنجاح كبير.

نجحت الصين بمشروعها الحزام والطريق بما لاقاه من ترحاب عالمي من خلال حضور 29 رئيس دولة وممثلين عن 130 دولة أخرى، كما وصل معدل مبلغ الاستثمار الذي طرحته الصين الى 900 مليار دولار من أصل 1200 مليار دولار، وكذلك ظهور البنك الآسيوي للتنمية وبنوك أخرى بدلا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي – أدوات الغرب الاستعماري .

900 مليار دولار هو حجم استثمار فلكي، فالمستفيدون منه حوالي 90% من الدول في مختلف بقاع المعمورة، إذ يُشكّل ذلك 30% من نسبة الاقتصاد العالمي، ووفق منظور جديد يضمن استقلالية الدول في اتخاذ قراراتها الوطنية بعيداً عن الضغوط الأخرى، على عكس مما كان بنهجه الاقتصاد الغربي .

ومن مميزات هذا المشروع الكبير أنه سيعمل على تواصل علمي وثقافي وتكنولوجي على طول طريق المبادرة – المشروع. والجدير بالذكر إن الجامعات الصينية سيكون لها الدور البناء في إغناء الجانب العلمي والثقافي، كذلك ديمومة روح التواصل بين جميع الدول المشمولة بالحزام والطريق من خلال ترجمة جميع اللغات وتسهيل التواصل بين الشعوب .

والمبادرة تهدف أيضا إلى تطوير الممرات العالمية المتجهة للأسواق العالمية والمسارات المتجهة عبر باكستان إلى الأسواق الآسيوية في الشرق، الذي يعلب دوراً رئيسيا في المبادرة.

إن قيام الصين بهذا المشروع العملاق إنما هو:

1/تحريك لكتلة الأوراق النقدية الدولية

و2/تقليل الاعتماد على الأوراق النقدية الأمريكية،

و3/إبعاد العالم عن الهيمنة الاقتصادية الغربية،

و4/سيكون هناك فضاء تكاملي عالمي عظيم بعيداً عن سياسة صندوق النقد الدولي الاستعماري، حيث سيكون هناك صندوق تمويلي للمشاريع ألتي تقام على طول طريق الحزام باتجاه روسيا البيضاء وباكستان .

إن الغرب لا يملك البديل لمبادرة الصين الحالية، حيث إنه لا ينظر إلى الصين على إنها شريك اقتصادي، بل منافساً، وهو يعمل جاهداً لعزل روسيا عن الصين، وتشكيل جهة مضادة للصين، وهذه المحاولات باءت بالفشل بفعل الموقف الروسي المُناصر والداعم للصين.

*عضو ناشط في المجموعة الرئاسية العراقية الأُولى – الأول من أُكتوبر2016/ الذكرى الـ67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ومسؤول متابعة الانشطة في المجموعة، وكاتب ومهتم بالتاريخ والنشاط الصحفي، وناشط في التيار الديمقراطي من اجل الاصلاح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.