موقع متخصص بالشؤون الصينية

يجب على #الصين تعديل سياستها تجاه #كوريا_الجنوبية (العدد 70)

0

صحيفة غلوبال تايمز الصينية
افتتاحية الصحيفة 12-5-2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

قالت لجنة خاصة بحزب مينجو الحاكم في كوريا الجنوبية يوم الجمعة أنها ستدفع باتجاه عقد جلسة استماع علنية خاصة بنشر نظام الدفاع الأميركي المضاد للصواريخ (ثاد) لإنهاء الخلافات حول هذه القضية كما أنها ستسعى إلى جلب قضية نشر منظومة الثاد إلى البرلمان.
وقالت اللجنة إنه ومع تشكيل الحكومة الجديدة، يتعين على الأجهزة الادارية مثل وزارة الدفاع الوطني التوقف فوراً عن نشر نظام ثاد بشكل غير قانوني. وكان الرئيس المنتخب حديثا مون جاي-إن قد قال عدة مرات خلال حملته الانتخابية إنه يجب طرح نظام ثاد للتصويت في البرلمان.
وتظهر الخطوة الجديدة لحزب مينجو أن قرار نشر نظام ثاد ليس نهائيا تماما وأن لا شيء مؤكداً.
ويعد نشر نظام ثاد الإرث الأكبر للحكومة المحافظة في كوريا الجنوبية. وكان المحافظون قد ضغطوا بشدة لنشره، وقد عمل الجيش مع الولايات المتحدة على تركيب أجزاء رئيسية من النظام قبل انتخابات الرئاسة في كوريا الجنوبية، حتى لا تتمكن الإدارة الجديدة من إبطال عملية النشر بسهولة.
ومع ذلك، فإن تركيب النظام من قبل الحكومة المؤقتة انتهك بوضوح الإجراءات القانونية في كوريا الجنوبية، وقد لقي معارضة شديدة. فنشر نظام “ثاد” يفتقر إلى الإجماع العام وهي مشكلة بدأت تبرز الآن.
وبات هناك الآن صراع جديد على السلطة في كوريا الجنوبية. حيث تدعم القوى العسكرية والمحافظة، بما في ذلك بعض وسائل الإعلام الرئيسية، نشر نظام ثاد، في حين عزز فوز حزب مينجو موقف قوات المعارضة. وقد يعلو صوت المصالح الاقتصادية والمقيمين في سيونغ جو-غون بالمطالبة بتعليق أو تأجيل النشر، بعد أن كانت وسائل الإعلام قد قمعت أصواتهم أو خفّضتها.
ومع ذلك، إن نظام ثاد لم يكن يوماً قضية محلية تخص كوريا الجنوبية وحدها. والمواقف التي ستتخذها كل من الصين والولايات المتحدة ستبقى محوراً للنقاش في كوريا الجنوبية.
ينبغي على الصين جعل معارضتها لنظام ثاد أكثر وضوحاً، وأن تدحض المنطق القائل إن كوريا الجنوبية قدمت كامل الاحترام للصين بإعادة تقييم نشر نظام ثاد. من المؤكد أن نشر ثاد سيكون مضراً بالعلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية بشكل خطير.
إن الولايات المتحدة هي القوة الحقيقية التي تقف وراء نشر نظام ثاد. ومن خلال نشره، لن يكون بإمكان واشنطن التعامل مع كوريا الشمالية فحسب، بل الأهم من ذلك أنها ستحتوي الردع الاستراتيجي للصواريخ الصينية وتعزز تحالفها العسكري مع كوريا الجنوبية وتحالفاتها شمال شرق آسيا.
سيكون هناك مواقف مختلفة بشكل لافت إذا ما أبقت الصين على معارضتها لنظام ثاد ودفعت الولايات المتحدة إلى الوراء قليلاً، أو قامت الولايات المتحدة بدورها بالدفع بقوة تجاه نشره وأجبرت الصين على التنازل. إن المجتمع الكوري الجنوبي سيراقب عن كثب التحركات الصينية والأمريكية، وسترتبط نقاشات الجانبين في كوريا الجنوبية بصراع القوى بين الصين والولايات المتحدة في شبه الجزيرة الكورية.
الآن وبعد أن بات لكوريا الجنوبية حكومة جديدة تظهر موقفاً ودياً تجاه الصين، يتعين على الصين تعديل طريقة تعاملها مع كوريا الجنوبية، والتخلص من المشاعر التي تعيق التواصل المتبادل. ينبغي على الصين أن تظهر معارضة حازمة لنظام ثاد، وأن تبدي للمجتمع الكوري أن ذلك لا يعني أن الصين تستخف بكوريا الجنوبية أو أنها لا تبالي بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
يجب على المجتمع الصينى أن يدرك حساسية قضية ثاد فى كوريا الجنوبية وأن يخفض الاصوات المتشددة تجاه كوريا الجنوبية حتى لا يشجع المشاعر المحافظة المعادية للصين في كوريا الجنوبية. ويتعين على المجتمع الكوري الجنوبي اتخاذ قرارات تخدم بلاده على المدى الطويل وعدم جعل قضية ثاد قضية خلافية مع الصين.
وفيما يجدر بالصين التمسك بموقفها المناهض للثاد، يجب أن تتوافق تكتيكاتها مع سياسة كوريا الجنوبية. إن نزع السلاح النووي هو النهاية الحتمية لشبه الجزيرة الكورية، لكن نشر ثاد يتعارض مع هذا الاتجاه. وسيتفهم المجتمع الكوري الجنوبي في نهاية المطاف هذا الأمر ويتخذ الخيار الصحيح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.