موقع متخصص بالشؤون الصينية

العمل المشترك بين #سيول و #بكين هو مفتاح السلام في شبه الجزيرة (العدد 70)

0

صحيفة تشاينا دايلي الصينية
افتتاحية الصحيفة
24-5-2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

لقد وصلت الأمور بين بكين وسيول إلى مرحلة سيئة جداً خلال الأيام الأخيرة من رئاسة بارك كيون هاي إلى الحد الذي تبخرت فيه جميع  علامات الدفء في العلاقات. وكل ذلك بسبب نظام ثاد المضاد للصواريخ، الذي هرع جيشا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لنشره في البلاد في ظل الفراغ السياسي الذي سبق الانتخابات العامة عقب إقالة بارك.
الآن وبعد أن أظهرت الإدارة الجديدة في سيول تحولاً تجاه العلاقات الثنائية، فضلاً عن وعيٍ بالقدرات المدمرة لنظام ثاد، قد يكون ذوبان الجليد قاب قوسين أو أدنى.
وفي أعقاب زيارته إلى بكين لرأب الصدع، ذكر المبعوث الرئاسي لكوريا الجنوبية أن وكالات السفر الصينية قد تستأنف قريباً رحلاتها السياحية إلى جمهورية كوريا.
وفي رد على سؤال لوسائل الاعلام، أثناء زيارة إلى أبيدجان يوم الاثنين، حث وزير الخارجية الصيني وانغ يي سيول على الاستفادة من التفاعل الايجابي عقب زيارة المبعوث الرئاسي، و”إزالة الشوكة العالقة في حلق العلاقات الثنائية”.
وليس هناك شوكة تخنق العلاقات أكثر من نظام ثاد. غير أن إزالتها ستقتضي ما هو أكبر بكثير من الذريعة الواهنة التي استخدمتها الإدارة السابقة لنشر النظام – وهي أن نظام ثاد ضروري للأمن القومي للجمهورية الكورية.
وبغض النظر عن قدرة نظام ثاد على الدفاع عن سيول في وجه صواريخ بيونغ يانغ، فإن هناك أمرين واضحين: لا يمكن لثاد حماية سيول من قوة نيران بيونغ يانغ الساحقة، وأن ثاد يهدد الأمن الصيني.
إن نشر نظام “ثاد” هو قرار غير رابح. وأثره الوحيد المؤكد حتى الآن هو إبعاد بكين عن سيول، التي كانت قادرة لولا ذلك على التعاون للتعامل مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية على أساس الاعتقاد المشترك بأنه ينبغي السعي إلى فرض عقوبات وإجراء حوار في الوقت نفسه. إن غياب الجهود الموحدة قد سمح للأخيرة بإجراء تجربتين أخريين للصواريخ متجاهلة الإعتراضات والعقوبات الدولية.
من شأن حل سلمي للبرنامج النووي لكوريا الديمقراطية أن يزيل التهديد الأكثر خطورة لأمن جمهورية كوريا ويُفقد نظام ثاد جدواه. والطريقة الوحيدة المعقولة لتحقيق ذلك هو أن تقوم بكين وسيول بالتنسيق والتعاون وإظهار التضامن، وبذلك يمكنهما إنهاء آمال بيونغ يانغ في استغلال النفور بينهما والاستفادة منه، وإقناع واشنطن بأن نهجهما ناجح.
لقد استفادت بيونغ يانغ مراراً من الانشقاقات لمواصلة مغامراتها النووية/ الصاروخية. والتقدم المثير للإعجاب الذي أظهرته من خلال أحدث تجاربها هو تذكرة قاتمة على حاجة بكين وسيول إلى الوحدة والتصميم المشترك لحـل قضيـة شبـه الجزيــرة الكــورية بالوسائل السلمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.