موقع متخصص بالشؤون الصينية

#الأزمة_الخليجية: #الصين تراقب بقلق (العدد 71)

0

محمود ريا

الصين مهتمة بالأزمة التي تشهدها منطقة الخليج العربية، وقد برز هذا الاهتمام من خلال تناول العديد من الخبراء والباحثين الصينيين لأسباب الأزمة ومجرياتها ونتائجها المتوقعة.
وهذا الاهتمام الصيني بما يجري في منطقتنا له عدة أسباب:
ـ ما يجري في منطقة الخليج لا يقتصر تأثيره على المنطقة نفسها، وإنما ينعكس توتراً في العالم كله، وفي حال تطورت الأمور إلى الأسوأ، فإن هذا الوضع يشكل تهديداً للسلام العالمي، وبالتالي فإن الصين معنية بالمشاركة في البحث عن حل للأزمة، يتحقق بأقل التكاليف وفي أقصر مدة ممكنة.
ـ طرفا الخلاف من أصدقاء الصين، والخلاف بين الأصدقاء أمر لا يسرّ القيادة الصينية التي تحاول معالجة بؤر التوتر في المناطق الساخنة في العالم بالاعتماد على المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية الصينية وعلى رأسها عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والتعاون والفوز المشترك.
ـ منطقة الخليج مصدر أساسي للطاقة التي تشغّل الآلة الاقتصادية الصينية الضخمة، وأي اضطراب في هذه المنطقة يشكل تهديداً لإمدادات الطاقة الصينية، وهذا يجعل الاهتمام الصيني بما يحصل في المنطقة كبيراً واستثنائياً.
ـ تفاوض الصين منذ سنوات لإقامة منطقة للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي. والخلاف بين دول هذا المجلس يجعل التوصل إلى اتفاقية من هذا النوع أمراً متعسراً ويعرقل تحقيق الأهداف الاقتصادية الصينية في المنطقة.
ـ كلّ من السعودية وقطر شريك اقتصادي هام جداً للصين، وتخشى القيادة الصينية من الوصول إلى مرحلة تضطر فيها للاختيار بين الطرفين.
ـ في المجال الاستراتيجي، ترى الصين في الخلاف السعودي القطري انعكاساً لتوتر سعودي إيراني كبير، وليست بكين بوارد التخلي عن علاقاتها المتينة مع إيران ولا مصالحها الاقتصادية الكبرى الكامنة في علاقتها مع السعودية.
ـ في المجال الاستراتيجي أيضاً، ترى الصين رابحاً واحداً من هذه الأزمة، هو الولايات المتحدة، وهذا لا يمكن أن يسرّ بكين.
لكل هذه الأسباب، ولغيرها أيضاً، تراقب الصين ما يجري في الخليج بقلق، ويتحدث إعلامها عن دور يمكن أن تلعبه بكين في معالجة الأزمة، وإن كانت صورة هذا الدور لم تتبلور بعد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.