موقع متخصص بالشؤون الصينية

الخلاف الدبلوماسي في الشرق الأوسط يبيّن صراعاً عميق الجذور (العدد 71)

0

صحيفة غلوبال تايمز الصينية
افتتاحية الصحيفة
5-6-2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
قطعت البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن وجزر المالديف علاقاتها الدبلوماسية مع قطر يوم الاثنين، متهمة البلاد بدعم الإرهاب والتدخل في السياسات الداخلية.
مرة أخرى تندلع الإضطرابات في العالم العربي. وقد جاء الحادث الأخير عقب تقرير أفاد بأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد دعا إلى تحسين العلاقات مع إيران وانتقد بعض الدول العربية الخليجية. ورغم أن القطريين نفوا التقرير، مؤكدين أن موقع وكالة الأنباء القطرية قد تعرض للإختراق، إلا أن السعودية رفضت هذا التفسير.
وباعتبارها دولة ذات تعداد سكاني صغير لكنها غنية باحتياطات النفط والغاز الطبيعي، فإن قطر تتطلع إلى نفوذ معين في المنطقة. وهي تستضيف قناة الجزيرة المعروفة وستستضيف كأس العالم في العام 2022.
ولطالما كان لقطر علاقة معقدة مع المملكة العربية السعودية، لكنها أبقت على علاقات وثيقة مع إيران وهي متعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة منظمة إرهابية من قبل مصر. من الواضح أن قطر دولة عربية غير تقليدية إلى حد ما.
ويُبرز هذا الحادث المفاجئ بعض الصراعات العميقة الجذور في الشرق الأوسط والعالم العربي، على سبيل المثال، التنافس بين السعودية وإيران، والعداء تجاه الإخوان المسلمين، ويطرح سؤالاً عما إذا كانت المعلومات والقيم التي تحملها الجزيرة مناسبة .
يُذكر أن الشرق الاوسط حاك مراراً مؤامرات قطعت فيها عدة دول علاقاتها مع دولة أخرى بشكل جماعي. وهذا انفجار صغير نسبياً للصراع في المنطقة. فبخلاف ذلك، لقد أججت الحرب الأهلية السورية الصراعات الطائفية الشرسة بالفعل، وورطت سوريا في نزاع القوى الكبرى، وهو نزاع أكثر عنفاً وعمقاً.
وتتمتع قطر أيضا بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، فيما تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. وتأمل واشنطن أن يبقى مجلس التعاون الخليجي في وضع ما بين الوحدة والفوضى فيما ترغب الولايات المتحدة باستخدام نفوذ دول مجلس التعاون الخليجي المشترك للتعامل مع ايران، واستغلال صراعات المجلس الداخلية للسيطرة على الدول الاعضاء. لذا، وفي الوقت الحاضر، ليست واضحة إمكانية أن تلعب الولايات المتحدة دوراً في الصراع.
يبدو العالمان العربي والإسلامي متجانسين من منظور ثقافي. لكنه وعلى الصعيد السياسي، فإنهما منقسمان بشكل خطير. ومن الشائع أن ترى بلداً يلعن الآخر في العالم العربي. ومع ذلك، إن العداء للولايات المتحدة شائع على نطاق واسع في المجتمع العربي، إلا أن معظم الحكومات لا توفر جهداً لإرضاء واشنطن.
وفي حين أنه سيكون صعباً على قطر الصمود أمام مثل هذه القطيعة الواسعة للعلاقات الدبلوماسية، فمن غير المرجح أن تميل البلاد بشكل كامل نحو إيران، مما قد يعرض بقاءها للخطر. قد يكون هذا درساً لا يُنسى لدولة قطر. وبمجرد أن تتنازل، قد يُسمح لها بالعودة إلى البنية الجيوسياسية الأصلية للشرق الأوسط.
إيران هي المركز السياسي الحقيقي للشرق الأوسط. والخلافات الطائفية الدينية، والثقافية، وحول الموارد، والمواقف من القوى الخارجية تنعكس كلها في العلاقات مع إيران. إن الفجوة بين السنّة في المجتمع العربي والشيعة الإيرانيين تفسح المجال أمام القوى الخارجية للانخراط في المنطقة. وقطر ليست سوى مرآة تعكس ذلك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.