موقع متخصص بالشؤون الصينية

#منظمة_شانغهاي: توسّع.. وتعاظم الدور (العدد 72)

0

خاص نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا

قمم منظمة شانغهاي كلها أحداث، لأن المنظمة تشكل إطاراً جامعاً لأعضاء أساسيين في المجتمع الدولي، ويأتي في مقدمتهم كلّ من الصين وروسيا.

ولكن قمة هذا العام في العاصمة الكازاخية آستانة هي حدث بحد ذاتها، لأنها شهدت توسيع المنظمة أكثر فأكثر لتشمل دولتين مهمتين جداً، سواء من حيث عدد السكان أو من جهة الدور الاقتصادي أو الموقع الاستراتيجي في العالم وهما الهند وباكستان.

ومجرد ضم هاتين الدولتين المتنافرتين إلى حد العداء يشكل دليلاً على مدى جاذبية المنظمة، والتي تمكنت من دفع هاتين الدولتين إلى تناسي الكثير من الخلافات والالتقاء معاً على أرضية هذه المنظمة التي تقوم على أساس أمني، وتلعب أدواراً على أكثر من صعيد سياسي واقتصادي وثقافي.

وأهمية هذه القمة تكمن أيضاً في انعقادها بعد قمة منتدى مبادرة الحزام والطريق التي انعقدت في بكين الشهر الماضي، والتي شكّلت نقلة نوعية في إحياء طريق الحرير القديم، نظراً لكون كل أعضاء المنظمة من المهتمين بالمبادرة والعاملين بجدّ من أجل إنجاحها، حيث يمر حزام الطريق البري في جميع الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون.

ومع انضمام الهند وباكستان لهذا التشكيل الإقليمي الكبير باتت مبادرة الحزام والطريق تتعامل مع حالتين متناقضتين تماماً: الانخراط الباكستاني العميق في المبادرة من خلال الحزام الاقتصادي الصيني الباكستاني، والمعاندة الهندية القاسية لهذه المبادرة ورفضها المستمر حتى هذه اللحظة الانخراط فيها، بما يشكل تحدياً كبيراً للمنظمة والمبادرة في آن معاً.

إذاً، هذه منظمة شانغهاي تتحول إلى منظمة إقليمية ـ دولية عظمى، لها تأثيرها الكبير على اقتصاد العالم وعلى سياسته، وبشكل أساسي على أمنه، كون المنظمة تعني بمحاربة “الشرور الثلاثة: “الإرهاب والإنفصال والتطرف الديني”.

هذه القدرة المتصاعدة للمنظمة، والمستمدة من تجميع قوى الدول المنتسبة إليها، يُنتظر أن تصبح أكثر تأثيراً مع اقتراب دخول إيران كعضو دائم إلى المنظمة في القمة المقبلة، وربما تكون تركيا وأفغانستان أيضاً على الطريق.
وبغض النظر عمّا إذا كان هذا من أهداف المنظمة أم لا، فإن هذا التجمع العظيم للقوى الإقليمية سيكون قادراً على مواجهة أي محاولة للتدخل الخارجي في المنطقة، من أجل فرض معادلات خارجة عن إرادة دولها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.