موقع متخصص بالشؤون الصينية

#هونغ_كونغ: عشرون عاماً “دولة واحدة ونظامان” (العدد 75)

0

نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا

عشرون عاماً مرّت على عودة هونغ كونغ إلى حضن الوطن الأم، تغيّرت فيها خرائط وارتسمت معادلات، وبقي الصينيون على ثباتهم في الحفاظ على المعادلة الماسيّة: الصين مع هونغ كونغ دولة واحدة، الصين مع هونغ كونغ نظامان ليسا نظاماً واحداً.

إنها المعادلة التي ابتكرتها القيادة الصينية من اللا مألوف، لتجعل منها نهجاً لإعادة اللحمة إلى وطن مزّق الاستعمار الغربي قطعاً عزيزة منه واستبدّ بها على مدى عقود، تحت سطوة العنف والقتل.

عشرون عاماً، باتت فيه هونغ كونغ أكثر التصاقاً بالوطن الأم، امتدت الشرايين لترتبط بالشرايين، والحدود لم تعد مكانأ للافتراق، بل بوابة للتواصل والتكامل، وفسحة أمل نحو مستقبل أكثر إشراقاً لكلا الطرفين.

أيضاً، عشرون عاماً مرت، ولم ينقطع أمل الغرب المستعمر في خلق المشاكل وزرع الشقاق ومنع الترابط بين هونغ كونغ والوطن الأم، متسلحاً بآلة إعلامية ضخمة تأتمر بأوامره، ومغرّراً ببعض الفئات القليلة في داخل هونغ كونغ، ممّن تاهت بوصلتهم عن معرفة الصالح العام، وأغرتهم الوعود الغربية باستقلال مزعوم، فراحوا يطلقون الشعارات الجوفاء، التي تمس باستقرار هونغ كونغ، وتؤثر سلباً على علاقتها بالصين.

إلا أن هذه الأقليّات اكتشفت حجمها الحقيقي، وعرفت أن أقصى ما يمكنها القيام به هو التشويش على مسيرة توحيدية تضمن مصالح المواطنين في هونغ كونغ على المدى الطويل، وتعطيهم من الفرص ما يعجز عن تحقيقه لهم وهم الافتراق عن القارة الصينية العظمى، لذلك هي تعمل على تغيير أساليب المناكفة، مستعينة بخبرات الدول الاستعمارية السابقة، عسى أن تستطيع بهذه الطريقة أن تقف بوجه قطار التلاقي القائم بين الصين وهونغ كونغ على مبدأ “دولة واحدة ونظامان”.

الصين سعيدة، هونغ كونغ مطمئنة، المواطنون يسودهم الشعور بالفخر والانتماء، التعاون الاقتصادي مفيد جداً للطرفين، والارتباط السياسي فيه قوة لكل الشعب الصيني.

بالمقابل، حسرة وخيبة وحزن وحقد في صفوف القوى الاستعمارية الغربية، نتيجة هذا الانجاز التاريخي الذي يمثّل عودة الحق لأصحابه.

إنه درس لكل المسلوبة حقوقهم في العالم، مفاده أنه بالإرادة والإصرار وبذل التضحيات يمكن استعـادة الحـق المغصـوب مهما كانت القوة الظالمة قوية ومهيمنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.