موقع متخصص بالشؤون الصينية

هل تفوز الولايات المتحدة في اللعبة ضد كوريا الشمالية؟ (العدد 80)

0

صحيفة غلوبال تايمز الصينية
افتتاحية الصحيفة
9-8-2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

 

وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء تحذيرا شديد اللهجة لكوريا الشمالية بأن أي تهديد للولايات المتحدة سيُقابل “بالنار والغضب بشكل لم يشهده العالم من قبل”. وبعد ساعات قليلة، ردت بيونغ يانغ بالقول إنها تدرس خططها لاستهداف غوام. وقد حلّقت القاذفات الأمريكية من طراز بي – 1 بي فوق شبه الجزيرة الكورية من قاعدة اندرسون الجوية في غوام.
هذا هو التصعيد الأخير في الحرب الكلامية بين واشنطن وبيونغ يانغ. ولا يمكن أن تكسب الولايات المتحدة اليد العليا في هذه الحرب الكلامية إذ أن بيونغ يانغ تنتقي ما تشاء من الكلمات. وفيما قد لا يسمع المجتمع الكوري الشمالي ما تقوله واشنطن، فإن الرأي العام الأميركي يصغي باهتمام شديد لكل ما تقوله كوريا الشمالية.
هناك فجوة كبيرة بين واشنطن وبيونغ يانغ من حيث القوة. وبوصفها الجانب الضعيف، يبدو منطقيا أن تتفوه بيونغ يانغ بكلمات قاسية لتعويض النقص في القوة. ولكن حتى لو اتقنت كوريا الشمالية تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، فإنه سيكون مستغربا أن تشن بيونغ يانغ ضربة ضد الولايات المتحدة. يبدو أن الهدف من التهديدات اللفظية الكورية هو تعزيز ردعها.
منذ بداية العام الحالي تبنت الولايات المتحدة موقفا أكثر صرامة تجاه كوريا الشمالية قائلة إنها “ستبقي على جميع الخيارات على الطاولة” وأنها “لن تستبعد الخيارات العسكرية”. وقد قامت القاذفات الاستراتيجية والغواصات النووية برحلات متكررة إلى شبه الجزيرة الكورية. وفي الوقت نفسه، كثفت كوريا الشمالية إطلاقها للصواريخ فيما يبدو أنها حققت اختراقات في تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وهذا يجعل تهديدات بيونغ يانغ أكثر من مجرد تهديدات لفظية.
منذ العام 2006 عندما أجرت كوريا الشمالية أولى تجاربها النووية، انخرطت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في معركة إرادات طويلة. ومع تطوير كوريا الشمالية للتكنولوجيا النووية والصاروخية، بات صعباً على الولايات المتحدة كسب المعركة ضد كوريا الشمالية. لقد استهانت واشنطن بتجاهل بيونغ يانغ لكل الأثمان التي يتعين عليها دفعها في سعيها للحصول على أسلحة وصواريخ نووية.
لقد كانت كوريا الشمالية شبه معزولة تماماً عن العالم الخارجي. وفي ظل هذه الظروف القاسية، ستدرس بيونغ يانغ جميع خياراتها الممكنة. وينبغي على واشنطن أن تحفز رغبة بيونغ يانغ في الانفتاح على العالم الخارجي والعودة إلى المجتمع الدولي.
بيد أن واشنطن تريد فقط مضاعفة العقوبات والتهديدات العسكرية ضد بيونغ يانغ، وهذا يصب الزيت على النار. ويبدو أن المسألة النووية الكورية تسير نحو المواجهة.
يميل عدد متزايد من المحللين إلى الاعتقاد أنه بغض النظر عن التحذيرات التي ترسلها الولايات المتحدة أو العقوبات الصارمة التي يفرضها مجلس الأمن الدولي، فإن احتمال أن توقف بيونغ يانغ إطلاق الصواريخ ضعيف. وقد حان الوقت الآن لكي ترد الولايات المتحدة بجدية على التهديدات الكورية للأمن القومي. ويبدو أن نهجي “التعليق المزدوج” و”المسار المزدوج” اللذين اقترحتهما الصين هما السبيل الوحيد للتخفيف من حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
على الرغم من قوة الولايات المتحدة الساحقة، فإنه بإمكان بيونغ يانغ المخاطرة بكل شيء في حال اندلاع مواجهات بينها وبين واشنطن. يجب على الولايات المتحدة تجنب مثل هذا السيناريو، وألا تشعر بالحـرج من ذلك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.